31
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس

اِتَّقُوا اللّه‏َ وَاستَعينوا عَلى ما أنتُم عَلَيهِ بِالوَرَعِ وَالاِجتِهادِ في طاعَةِ اللّه‏ِ، فَإِنَّ أشَدَّ ما يَكونُ أحَدُكُمُ اغتِباطا بِما هُوَ فيهِ مِنَ الدّينِ لَو قَد صارَ في حَدِّ الآخِرَةِ، وَانقَطَعَتِ الدُّنيا عَنهُ، فَإِذا صارَ في ذلِكَ الحَدِّ عَرَفَ أنَّهُ قَدِ استَقبَلَ النَّعيمَ وَالكَرامَةَ مِنَ اللّه‏ِ وَالبُشرى بِالجَنَّةِ، وأَمِنَ مِمّا كانَ يَخافُ، وأَيقَنَ أنَّ الَّذي كانَ عَلَيهِ هُوَ الحَقُّ، وأَنَّ مَن خالَفَ دينَهُ عَلى باطِلٍ، وأَنَّهُ هالِكٌ.
فَأَبشِروا ثُمَّ أبشِروا بِالَّذي تُريدونَ، ألَستُم تَرَونَ أعداءَكُم يَقتَتِلونَ في مَعاصِي اللّه‏ِ، ويَقتُلُ بَعضُهُم بَعضا عَلَى الدُّنيا دونَكُم، وأَنتُم في بُيوتِكُم آمِنونَ في عُزلَةٍ عَنهُم؟! وكَفى بِالسُّفيانِيِّ نَقِمَةً لَكُم مِن عَدُوِّكُم، وهُوَ مِنَ العَلاماتِ لَكُم، مَعَ أنَّ الفاسِقَ لَو قَد خَرَجَ لَمَكَثتُم شَهرا أو شَهرَينِ بَعدَ خُروجِهِ، لَم يَكُن عَلَيكُم بَأسٌ حَتّى يَقتُلَ خَلقا كَثيرا دونَكُم.
فَقالَ لَهُ بَعضُ أصحابِهِ: فَكَيفَ نَصنَعُ بِالعِيالِ إذا كانَ ذلِكَ ؟
قالَ: يَتَغَيَّبُ الرِّجالُ مِنكُم عَنهُ، فَإِنَّ حَنَقَهُ۱ وشَرَهَهُ إنَّما هِيَ عَلى شيعَتِنا، وأَمَّا النِّساءُ فَلَيسَ عَلَيهِنَّ بَأسٌ إن شاءَ اللّه‏ُ تَعالى.
قيلَ: فَإِلى أينَ مَخرَجُ الرِّجالِ ويَهرُبونَ مِنهُ ؟
فَقالَ: مَن أرادَ مِنهُم أن يَخرُجَ، يَخرُجُ إلَى المَدينَةِ أو إلى مَكَّةَ أو إلى بَعضِ البُلدانِ.
ثُمَّ قالَ: ما تَصنَعونَ بِالمَدينَةِ وإنَّما يَقصِدُ جَيشُ الفاسِقِ إلَيها ؟ ولكِن عَلَيكُم بِمَكَّةَ، فَإِنَّها مَجمَعُكُم، وإنَّما فِتنَتُهُ حَملُ امرَأَةٍ: تِسعَةُ أشهُرٍ، ولا يَجوزُها إن شاءَ اللّه‏ُ.۲

1.. الحَنَق : شدّة الاغتياظ لسان العرب : ج ۱۰ ص ۶۹ «حنق» .

2.. الغيبة للنعمانيّ : ص ۳۰۰ ح ۳ بسند موثّق ، بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۱۴۰ ح ۵۱ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
30

عَنها كَفٌّ ولا قِناعٌ، حَتّى يوضَعنَ فِي المَحامِلِ، ويُذهَبَ بِهِنَّ إلَى الثُّوَيَّةِ۱، وهِيَ الغَرِيُّ.۲

۱۱۶۶.الغيبة للطوسيّ: عَنهُ۳ عَن إسماعيلَ بنِ مِهرانَ، عَن عُثمانَ بنِ جَبَلَةَ، عَن عُمَرَ بنِ أبانٍ الكَلبِيِّ، عَن أبي عَبدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام، قالَ:
كَأَنّي بِالسُّفيانِيِّ أو لِصاحِبِ السُّفيانِيِّ قَد طَرَحَ رَحلَهُ في رَحَبَتِكُم بِالكوفَةِ، فَنادى مُناديهِ: مَن جاءَ بِرَأسِ رَجُلٍ مِن شيعَةِ عَلِيٍّ فَلَهُ ألفُ دِرهَمٍ، فَيَثِبُ الجارُ عَلى جارِهِ ويَقولُ: هذا مِنهُم، فَيَضرِبُ عُنُقَهُ ويَأخُذُ ألفَ دِرهَمٍ.
أما إنّ إمارَتَكُم يَومَئِذٍ لا تَكونُ إلاّ لِأَولادِ البَغايا، و كَأَنّي أنظُرُ إلى صاحِبِ البُرقُعِ، قُلتُ: ومَن صاحِبُ البُرقُعِ ؟
فَقالَ: رَجُلٌ مِنكُم يَقولُ بِقَولِكُم، يَلبَسُ البُرقُعَ فَيَحوشُكُم فَيَعرِفُكُم ولا تَعرِفونَهُ، فَيَغمِزُ۴ بِكُم رَجُلاً رَجُلاً، أما إنَّهُ لا يَكونُ إلاَّ ابنَ بَغِيٍّ.۵

۱۱۶۷.الغيبة للنعمانيّ: حَدَّثَنا أحمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعيدِ بنِ عُقدَةَ، قالَ: حَدَّثَنا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ التَّيمُلِيُّ في صَفَرٍ سَنَةَ أربَعٍ وسَبعينَ ومِئَتَينِ، قالَ: حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ مَحبوبٍ، عَن أبي أيّوبَ الخَزّازِ، عَن مُحَمَّدِ بنِ مُسلِمٍ، قالَ: سَمِعتُ أبا جَعفَرٍ الباقِرَ عليه‏السلام يَقولُ:

1.. الثُوَيَّةُ : موضع قريب من الكوفة، وقيل : بالكوفة ، وقيل : خُرَيبة إلى جانب الحيرة على ساعة منها معجم البلدان : ج ۲ ص ۸۷. وهي الغريّ، بظاهر الكوفة قرب قبر عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام(معجم البلدان: ج ۴ ص ۱۹۶) .

2.. بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۲۷۲ ح ۱۶۷ عن سرور أهل الإيمان: ص ۵۱ ح ۲۹ وراجع هذه الموسوعة : ص ۱۵۷ح ۱۳۸۰ مختصر بصائر الدرجات و صدر حديث ص ۹۱ ح ۱۲۸۰.

3.. أي : الفضل بن شاذان .

4.. غَمَزَ بالرجل غَمزا : إذا سعى به شرّا تاج العروس : ج ۸ ص ۱۱۸ «غمز» .

5.. الغيبة للطوسيّ : ص ۴۵۰ ح ۴۵۳ ، بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۲۱۵ ح ۷۲.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10123
صفحه از 457
پرینت  ارسال به