وبعدما يدخل هؤلاء النار ويذوقون حرّها، ويُغلّون بسلاسل من حديد، ويُسقَون من ماء حميم:
«وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَ لَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ». «رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ * قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ».۱
وبناء عليه، فلا رجعة للظالمين، ولو عادوا لما عملوا صالحاً، ولن تختلّ العدالة، إضافة إلى أنّ الرجعة بالمعنى الاصطلاحيّ لا علاقة لها أصلاً بطلب رجوع الكفّار، فهي للمجازاة ومختصّة بعدد قليل من أئمّة الضلال والكفر.
۳ ـ ورد في القرآن الكريم: «وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ».۲
الجواب: تبيّن بتوضيح سابق عن الآية أنّها ليست مخالفة للرجعة، بل هي من أفضل الأدلّة على إثباتها ؛ حيث تقول بأنّه لا يحقّ الرجوع لمجموعة خاصّة، ولازم ذلك أن تكون الرجعة لمجموعة أُخرى.
ويمكن أنّ يقال: إن الراجعين إنّما هم من المؤنين والكافرين، فإن كان الهالكون من الكفّار فعندها يتعذّر رجوعهم طبقاً لهذه الآية، ولكن ينبغي الالتفات إلى أنّ الغاية من رجعة الكفّار هي تذوّق العذاب الدنيويّ، والذين هلكوا قد جرّبوا هذا العذاب مرّة واحدة ولا حاجة إلى رجعتهم مرّة أُخرى. كما لا ينبغي نسيان أنّه لم يهلك جميع الكفّار والمشركين، بل القليل من الأُمم الكافرة والمشركة، وبقي كثير منها حتّى زمان رجعتها ليعودوا للمجازاة والعقاب.
۴ ـ قوله تعالى: