أمّا أهمّ استدلالات المخالفين فكما يلي:
۱ ـ رفض اللّه تعالى طلب جماعة للرجعة حين الموت، فكيف يمكن القبول برجوعهم بعد الموت؟ قال تعالى في القرآن الكريم:
«حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ».۱
وكذّب القرآن الكريم دعوى من طلب الرجوع وقال:
«وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ».۲
الجواب: نستفيد من الآيات المذكورة ومعنى الرجعة أنّ هناك أربعة فروق على الأقلّ بين الرجعة بالمعنى الاصطلاحيّ وأُمنية الكافرين المذكورة، وهي:
الأوّل: طلب الكافرين للرجعة عند الموت هو لاستئناف العمل، ولكنّ رجعة الكفّار في آخر الزمان ليست للعمل، ولا يُمنحون أيّ فرصة لإصلاح أعمالهم، وحتّى لو أرادوا الإيمان حينها، فلن ينفعهم في شيء ؛ لأنّ اللّه تعالى يقول:
«يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ».۳
فظهور الإمام المهديّ عليهالسلام إحدى الآيات الإلهيّة التي لا يُقبل بعدها إيمان الكافرين، كما أكّدت بعض الأحاديث الإسلاميّة على هذا الموضوع.
الثاني: إنّ اللّه سبحانه هو صاحب الإرادة في الرجعة، وأمّا طلب رجوع الكفّار فيكون من قبل أنفسهم. وبعبارة أُخرى: حينما يشاهد الكفّار علامات الموت يطلبون فرصة أُخرى لعلّهم يعملون صالحاً في الحياة الدنيا ويتزوّدون لآخرتهم، ولكن في الرجعة ليس لهم أيّ