229
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس

ظهور المهديّ عليه‏السلام.۱

وموضوع التمهيد لظهور إمام العصر عليه‏السلام المشار إليه في هذه الأحاديث، لا يعني علامة على الظهور، بل هو نوع من التنبّؤالإعجازيّ للإمام الباقر عليه‏السلام حيال أحداث المستقبل.

وعلى أيّ حال، فالإعراب عن رأي قاطع في تطبيق علامات الظهور لايمكن ولا يجوز إذا استوجب نوعاً من التوقيت لظهور الإمام۲، وما يمكن تطبيقه على الوقائع الخارجيّة في هذه الموارد هو ما يُستنتج من الأحاديث فقط بنحوٍ احتماليّ يستند إلى الفهم الخاصّ للأشخاص.

خروج الدجّال

خروج الدجّال من الظواهر المطروحة كعلامة على الظهور، وتحتاج دراستها إلى معرفة مفهومها ومستندها وماهيّتها، وهذا ما سيُعرض في عدّة محاور:

أ. الدجال في فقه اللغة

الدجّال لغةً وبصيغة المبالغة تعني كثير الكذب وكثير الإضلال۳. وجذور هذه المفردة في مصادر اللغة هي عبارة عن: الكذب، والتمويه، والتلبيس، والطلاء بالذهب، والذهب، وماء الذهب، والرفقة العظيمة۴. قال مؤّف تاج العروس في جمع هذه المعاني:

الدَّجّالُ هو الكَذّابُ، وإنّما دَجَلُه سِحرُهُ وكَذِبُهُ وافتِراؤه وسَتْرُه الحَقَّ بكَذِبه وإظهارِه خِلافَ ما يُضمِر.۵

فالدجّال هو من يجرّ الآخرين إلى الكفر عن طريق الخداع والكذب، ويجوب الأرض

1.. رهبرى در إسلام بالفارسيّة: ص ۱۷۹ و ۱۸۰ ـ ۱۸۳. تصدّى هذا الكتاب لشرح قضايا فقه الحديث المتعلّقةباستخراج كلّ واقعة من الروايات.

2.. راجع: ص ۳۳۱ (توضيح لاحاديث النهي عن التوقيت).

3.. النهاية: ج ۲ ص ۱۲.

4.. لسان العرب: ج ۱۱ ص ۲۳۶.

5.. تاج العروس: ج ۱۴ ص ۲۲۸.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
228

محمّد بن عبد اللّه‏ ؛ لأنّه عُرف بالنفس الزكيّة في ذلك الوقت.۱

۶ ـ وبعد وقوع الثورة الإسلاميّة في إيران طرح كثير من العلماء شفهيّاً أو تحريريّاً احتمال تطبيق الأحاديث على الثورة، وهم يأملون اتّصال قيام الثورة الإسلاميّة بقيام المهديّ عليه‏السلام وتمهيدها لظهوره.

وعُرض هذا الاحتمال على أساس التدقيق في نصوص الأحاديث والشواهد الموجودة، ومن أهمّ الأحاديث الأكثر انسجاماً مع هذا التطبيق حديثان: أحدهما حديث في المصادر السنّيّة نقلاً عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، حيث قال:

يَخرُجُ ناسٌ مِنَ المَشرِقِ، فَيُوَطِّئونَ لِلمَهدِيِّ؛ يَعني سُلطانَهُ.۲

الحديث الآخر عن الموطّئين للمهديّ عليه‏السلام نقله النعمانيّ الذي تعهّد بأن ينقل الأحاديث الموثوق بصحّتها، ولذلك عدّه بعضٌ معتبرَ السند. ونصّ الحديث كما يلي:

كأَنّي بِقَومٍ قَد خَرَجوا بِالمَشرِقِ يَطلُبونَ الحَقَّ فَلا يُعطَونَهُ، ثُمَّ يَطلُبونَهُ فَلا يُعطَونَهُ، فَإِذا رَأَوا ذلِك وَضَعوا سُيوفَهُم عَلى عَواتِقِهِم، فَيُعطَونَ ما سَأَلوهُ فَلا يَقبَلونَهُ حَتّى يَقوموا، ولا يَدفَعونَها إلاّ إلى صاحِبِكُم، قَتلاهُم شُهَداءُ، أما إنّي لَو أدرَكتُ ذلِكَ لاَستَبقَيتُ نَفسي لِصاحِبِ هذَا الأَمرِ.۳

وظاهر الحديث يُسعف في تطبيقه على هذه الأحداث: انتفاضة الشعب الإيرانيّ في ۱۲ محرّم ۱۳۸۳ه، وانتفاضته في ۱۳ ربيع الأوّل ۱۳۹۹ه، وإعلان النظام السابق للتوبة وتسليمه أمام مطالب الشعب في آخر اللحظات، وسقوط النظام السابق بعنوان المطلب الوحيد للشعب، وانتصار ثورة الشعب الإيرانيّ على الظام الملكيّ، وتحقّق الجمهوريّة الإسلاميّة، واستمرارها حتّى الثورة العالميّة للإمام المهديّ عليه‏السلام، والصراع في سبيل استقرار الثورة، والجهاد في سبيل اللّه‏، وأنّ قتلاهم شهداء، وتحقّق انتصار الثورة الإسلاميّة قرب

1.. راجع : مقاتل الطالبيين: ص ۲۰۷ و۲۱۰ ـ ۲۱۳.

2.. راجع: ج ۴ ص ۱۲۵ ح ۱۰۱۴، كنز العمّال : ج ۱۴ ص ۲۶۳ ح ۳۸۶۵۷ ليس فيه: «يعني».

3.. راجع: ج ۴ ص ۱۲۵ ح ۱۰۱۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10092
صفحه از 457
پرینت  ارسال به