محمّد بن عبد اللّه ؛ لأنّه عُرف بالنفس الزكيّة في ذلك الوقت.۱
۶ ـ وبعد وقوع الثورة الإسلاميّة في إيران طرح كثير من العلماء شفهيّاً أو تحريريّاً احتمال تطبيق الأحاديث على الثورة، وهم يأملون اتّصال قيام الثورة الإسلاميّة بقيام المهديّ عليهالسلام وتمهيدها لظهوره.
وعُرض هذا الاحتمال على أساس التدقيق في نصوص الأحاديث والشواهد الموجودة، ومن أهمّ الأحاديث الأكثر انسجاماً مع هذا التطبيق حديثان: أحدهما حديث في المصادر السنّيّة نقلاً عن النبيّ صلىاللهعليهوآله، حيث قال:
يَخرُجُ ناسٌ مِنَ المَشرِقِ، فَيُوَطِّئونَ لِلمَهدِيِّ؛ يَعني سُلطانَهُ.۲
الحديث الآخر عن الموطّئين للمهديّ عليهالسلام نقله النعمانيّ الذي تعهّد بأن ينقل الأحاديث الموثوق بصحّتها، ولذلك عدّه بعضٌ معتبرَ السند. ونصّ الحديث كما يلي:
كأَنّي بِقَومٍ قَد خَرَجوا بِالمَشرِقِ يَطلُبونَ الحَقَّ فَلا يُعطَونَهُ، ثُمَّ يَطلُبونَهُ فَلا يُعطَونَهُ، فَإِذا رَأَوا ذلِك وَضَعوا سُيوفَهُم عَلى عَواتِقِهِم، فَيُعطَونَ ما سَأَلوهُ فَلا يَقبَلونَهُ حَتّى يَقوموا، ولا يَدفَعونَها إلاّ إلى صاحِبِكُم، قَتلاهُم شُهَداءُ، أما إنّي لَو أدرَكتُ ذلِكَ لاَستَبقَيتُ نَفسي لِصاحِبِ هذَا الأَمرِ.۳
وظاهر الحديث يُسعف في تطبيقه على هذه الأحداث: انتفاضة الشعب الإيرانيّ في ۱۲ محرّم ۱۳۸۳ه، وانتفاضته في ۱۳ ربيع الأوّل ۱۳۹۹ه، وإعلان النظام السابق للتوبة وتسليمه أمام مطالب الشعب في آخر اللحظات، وسقوط النظام السابق بعنوان المطلب الوحيد للشعب، وانتصار ثورة الشعب الإيرانيّ على الظام الملكيّ، وتحقّق الجمهوريّة الإسلاميّة، واستمرارها حتّى الثورة العالميّة للإمام المهديّ عليهالسلام، والصراع في سبيل استقرار الثورة، والجهاد في سبيل اللّه، وأنّ قتلاهم شهداء، وتحقّق انتصار الثورة الإسلاميّة قرب