ثُمَّ قالَ لي: إنَّ ذَهابَ مُلكِ بَني فُلانٍ كَقَصعِ۱ الفَخّارِ، وكَرَجُلٍ كانَت في يَدِهِ فَخّارَةٌ وهُوَ يَمشي إذ سَقَطَت مِن يَدِهِ وهُوَ ساهٍ عَنها فَانكَسَرَت، فَقالَ حينَ سَقَطَت: هاه ـ شِبهَ الفَزَعِ ـ فَذَهابُ مُلكِهِم هكَذا أغفَلُ ما كانوا عَن ذَهابِهِ.
وقالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليهالسلام عَلى مِنبَرِ الكوفَةِ: إنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وجَلَّ ذِكرُهُ ـ قَدَّرَ فيما قَدَّرَ وقَضى وحَتَمَ بِأَنَّهُ كائِنٌ لا بُدَّ مِنهُ، أنَّهُ يَأخُذُ بَني اُمَيَّةَ بِالسَّيفِ جَهرَةً، وأَنَّهُ يَأخُذُ بَني فُلانٍ بَغتَةً.
وقالَ عليهالسلام: لا بُدَّ مِن رَحىً تَطحَنُ، فَإِذا قامَت عَلى قُطبِها وثَبَتَت عَلى ساقِها، بَعَثَ اللّهُ عَلَيها عَبدا عَنيفا خامِلاً أصلُهُ، يَكونُ النَّصرُ مَعَهُ، أصحابُهُ الطَّويلَةُ شُعورُهُم، أصحابُ السِّبالِ۲، سودٌ ثِيابُهُم، أصحابُ راياتٍ سودٍ، وَيلٌ لِمَن ناواهُم، يَقتُلونَهُم هَرجا، وَاللّهِ، لَكَأَنّي أنظُرُ إلَيهِم وإلى أفعالِهِم وما يَلقَى الفُجّارُ۳ مِنهُم وَالأَعرابُ الجُفاةُ، يُسَلِّطُهُمُ اللّهُ عَلَيهِم بِلا رَحمَةٍ، فَيَقتُلونَهُم هَرجا عَلى مَدينَتِهِم بِشاطِئِ الفُراتِ البَرِّيَّةِ وَالبَحرِيَّةِ، جَزاءً بِما عَمِلوا، وما رَبُّكَ بِظَلاّمٍ لِلعَبيدِ.۴
۱۳۹۲.كمال الدين: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِصامٍ رضىاللهعنه، قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ يَعقوبَ الكُلَينِيُّ، قالَ: حَدَّثَنَا القاسِمُ بنُ العَلاءِ، قالَ: حَدَّثَنا إسماعيلُ بنُ عَلِيٍّ القَزوينِيُّ، قالَ: حَدَّثَني عَلِيُّ بنُ إسماعيلَ، عَن عاصِمِ بنِ حُمَيدٍ الحَنّاطِ، عَن مُحَمَّدِ بنِ مُسلِمٍ الثَّقَفِيِّ الطَّحّانِ، عَنِ الإِمامِ الباقِرِ عليهالسلام ـ في ذِكرِ المَهدِيِّ عليهالسلام ـ:
إنَّ مِن عَلاماتِ خُروجِهِ: خُروجَ السُّفيانِيِّ مِنَ الشّامِ، وخُروجَ اليَمانِيِّ مِنَ اليَمَنِ،
1.. قَصْعُ الفخّار : أي كسره وهشمه اُنظر : النهاية : ج ۴ ص ۷۳ «قصع» .
2.. السَّبَلَةُ : الشارِبُ والجمع السِّبالُ النهاية : ج ۲ ص ۳۳۹ «سبل» .
3.. في بحار الأنوار : «من الفجّار» .
4.. الغيبة للنعمانيّ : ص ۲۵۳ ح ۱۳ ، بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۲۳۰ ح ۹۶ .