النّاسِ، وتَشَتُّتٍ في دينِهِم، وتَغَيُّرٍ مِن حالِهِم، حَتّى يَتَمَنَّى المُتَمَنِّي المَوتَ صَباحا ومَساءً مِن عِظَمِ ما يَرى مِن كَلَبِ۱ النّاسِ وأَكلِ بَعضِهِم بَعضا، فَخُروجُهُ إذا خَرَجَ عِندَ اليَأسِ وَالقُنوطِ مِن أن يَرَوا فَرَجا، فَيا طوبى لِمَن أدرَكَهُ وكانَ مِن أنصارِهِ، وَالوَيلُ كُلُّ الوَيلِ لِمَن ناواهُ وخالَفَهُ، وخالَفَ أمرَهُ، وكانَ مِن أعدائِهِ....
ثُمَّ قالَ عليهالسلام: إذَا اختَلَفَت بَنو فُلانٍ فيما بَينَهُم، فَعِندَ ذلِكَ فَانتَظِرُوا الفَرَجَ، ولَيسَ فَرَجُكُم إلاّ فِي اختِلافِ بَني فُلانٍ، فَإِذَا اختَلَفوا فَتَوَقَّعُوا الصَّيحَةَ في شَهرِ رَمَضانَ وخُروجَ القائِمِ عليهالسلام، إنَّ اللّهَ يَفعَلُ ما يَشاءُ، ولَن يَخرُجَ القائِمُ ولا تَرَونَ ما تُحِبّونَ حَتّى يَختَلِفَ بَنو فُلانٍ فيما بَينَهُم، فَإِذا كانَ كَذلِكَ طَمِعَ النّاسُ فيهِم وَاختَلَفَتِ الكَلِمَةُ، وخَرَجَ السُّفيانِيُّ.
وقالَ: لا بُدَّ لِبَني فُلانٍ مِن أن يَملِكوا، فَإِذا مَلَكوا ثُمَّ اختَلَفوا تَفَرَّقَ مُلكُهُم وتَشَتَّتَ أمرُهُم، حَتّى يَخرُجَ عَلَيهِمُ الخُراسانِيُّ وَالسُّفيانِيُّ، هذا مِنَ المَشرِقِ وهذا مِنَ المَغرِبِ، يَستَبِقانِ إلَى الكوفَةِ كَفَرَسَي رِهانٍ، هذا مِن هُنا وهذا مِن هُنا، حَتّى يَكونَ هَلاكُ بَني فُلانٍ عَلى أيديهِما، أما إنَّهُم لا يُبقونَ مِنهُم أحَدا.
ثُمَّ قالَ عليهالسلام: خُروجُ السُّفيانِيِّ وَاليَمانِيِّ وَالخُراسانِيِّ في سَنَةٍ واحِدَةٍ، في شَهرٍ واحِدٍ، في يَومٍ واحِدٍ، نِظامٌ كَنِظامِ الخَرَزِ يَتبَعُ بَعضُهُ بَعضا، فَيَكونُ البَأسُ مِن كُلِّ وَجهٍ، وَيلٌ لِمَن ناواهُم، ولَيسَ فِي الرّاياتِ رايَةٌ أهدى مِن رايَةِ اليَمانِيِّ، هِيَ رايَةُ هُدىً ؛ لِأَ نَّهُ يَدعو إلى صاحِبِكُم، فَإِذا خَرَجَ اليَمانِيُّ حَرَّمَ بَيعَ السِّلاحِ عَلَى النّاسِ وكُلِّ مُسلِمٍ، وإذا خَرَجَ اليَمانِيُّ فَانهَض إلَيهِ، فَإِنَّ رايَتَهُ رايَةُ هُدىً، ولا يَحِلُّ لِمُسلِمٍ أن يَلتَوِيَ عَلَيهِ، فَمَن فَعَلَ ذلِكَ فَهُوَ مِن أهلِ النّارِ ؛ لِأَ نَّهُ يَدعو إلَى الحَقِّ وإلى طَريقٍ مُستَقيمٍ.