175
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس

النّاسِ، وتَشَتُّتٍ في دينِهِم، وتَغَيُّرٍ مِن حالِهِم، حَتّى يَتَمَنَّى المُتَمَنِّي المَوتَ صَباحا ومَساءً مِن عِظَمِ ما يَرى مِن كَلَبِ۱ النّاسِ وأَكلِ بَعضِهِم بَعضا، فَخُروجُهُ إذا خَرَجَ عِندَ اليَأسِ وَالقُنوطِ مِن أن يَرَوا فَرَجا، فَيا طوبى لِمَن أدرَكَهُ وكانَ مِن أنصارِهِ، وَالوَيلُ كُلُّ الوَيلِ لِمَن ناواهُ وخالَفَهُ، وخالَفَ أمرَهُ، وكانَ مِن أعدائِهِ....
ثُمَّ قالَ عليه‏السلام: إذَا اختَلَفَت بَنو فُلانٍ فيما بَينَهُم، فَعِندَ ذلِكَ فَانتَظِرُوا الفَرَجَ، ولَيسَ فَرَجُكُم إلاّ فِي اختِلافِ بَني فُلانٍ، فَإِذَا اختَلَفوا فَتَوَقَّعُوا الصَّيحَةَ في شَهرِ رَمَضانَ وخُروجَ القائِمِ عليه‏السلام، إنَّ اللّه‏َ يَفعَلُ ما يَشاءُ، ولَن يَخرُجَ القائِمُ ولا تَرَونَ ما تُحِبّونَ حَتّى يَختَلِفَ بَنو فُلانٍ فيما بَينَهُم، فَإِذا كانَ كَذلِكَ طَمِعَ النّاسُ فيهِم وَاختَلَفَتِ الكَلِمَةُ، وخَرَجَ السُّفيانِيُّ.
وقالَ: لا بُدَّ لِبَني فُلانٍ مِن أن يَملِكوا، فَإِذا مَلَكوا ثُمَّ اختَلَفوا تَفَرَّقَ مُلكُهُم وتَشَتَّتَ أمرُهُم، حَتّى يَخرُجَ عَلَيهِمُ الخُراسانِيُّ وَالسُّفيانِيُّ، هذا مِنَ المَشرِقِ وهذا مِنَ المَغرِبِ، يَستَبِقانِ إلَى الكوفَةِ كَفَرَسَي رِهانٍ، هذا مِن هُنا وهذا مِن هُنا، حَتّى يَكونَ هَلاكُ بَني فُلانٍ عَلى أيديهِما، أما إنَّهُم لا يُبقونَ مِنهُم أحَدا.
ثُمَّ قالَ عليه‏السلام: خُروجُ السُّفيانِيِّ وَاليَمانِيِّ وَالخُراسانِيِّ في سَنَةٍ واحِدَةٍ، في شَهرٍ واحِدٍ، في يَومٍ واحِدٍ، نِظامٌ كَنِظامِ الخَرَزِ يَتبَعُ بَعضُهُ بَعضا، فَيَكونُ البَأسُ مِن كُلِّ وَجهٍ، وَيلٌ لِمَن ناواهُم، ولَيسَ فِي الرّاياتِ رايَةٌ أهدى مِن رايَةِ اليَمانِيِّ، هِيَ رايَةُ هُدىً ؛ لِأَ نَّهُ يَدعو إلى صاحِبِكُم، فَإِذا خَرَجَ اليَمانِيُّ حَرَّمَ بَيعَ السِّلاحِ عَلَى النّاسِ وكُلِّ مُسلِمٍ، وإذا خَرَجَ اليَمانِيُّ فَانهَض إلَيهِ، فَإِنَّ رايَتَهُ رايَةُ هُدىً، ولا يَحِلُّ لِمُسلِمٍ أن يَلتَوِيَ عَلَيهِ، فَمَن فَعَلَ ذلِكَ فَهُوَ مِن أهلِ النّارِ ؛ لِأَ نَّهُ يَدعو إلَى الحَقِّ وإلى طَريقٍ مُستَقيمٍ.

1.. كَلِبَ على الشيء كَلَبا : حَرَص عليه حرص الكلب واشتدّ حِرصه . يقال : هم يتكالبون على كذا : أي يتواثبونَ عليه لسان العرب : ج ۱ ص ۷۲۴ «كلب» .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
174

فَتَوَقَّعوا فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم‏السلام إن شاءَ اللّه‏ُ عز و جل، إنَّ اللّه‏َ عَزيزٌ حَكيمٌ.
ثُمَّ قالَ: الصَّيحَةُ لا تَكونُ إلاّ في شَهرِ رَمَضانَ؛ لِأَنَّ شَهرَ رَمَضانَ شَهرُ اللّه‏ِ، وَالصَّيحَةُ فيهِ هِيَ صَيحَةُ جَبرَئيلَ عليه‏السلام إلى هذَا الخَلقِ.
ثُمَّ قالَ: يُنادي مُنادٍ مِنَ السَّماءِ بِاسمِ القائِمِ عليه‏السلام، فَيَسمَعُ مَن بِالمَشرِقِ ومَن بِالمَغرِبِ، لا يَبقى راقِدٌ إلاَّ استَيقَظَ، ولا قائِمٌ إلاّ قَعَدَ، ولا قاعِدٌ إلاّ قامَ عَلى رِجلَيهِ فَزَعا مِن ذلِكَ الصَّوتِ، فَرَحِمَ اللّه‏ُ مَنِ اعتَبَرَ بِذلِكَ الصَّوتِ فَأَجابَ، فَإِنَّ الصَّوتَ الأَوَّلَ هُوَ صَوتُ جَبرَئيلَ الرُّوحِ الأَمينِ عليه‏السلام.
ثُمَّ قالَ عليه‏السلام: يَكونُ الصَّوتُ في شَهرِ رَمَضانَ في لَيلَةِ جُمُعَةٍ لَيلَةِ ثَلاثٍ وعِشرينَ، فَلا تَشُكّوا في ذلِكَ، وَاسمَعوا وأَطيعوا، وفي آخِرِ النَّهارِ صَوتُ المَلعونِ إبليسَ يُنادي: ألا إنَّ فُلانا قُتِلَ مَظلوما، لِيُشَكِّكَ النّاسَ ويَفتِنَهُم، فَكَم في ذلِكَ اليَومِ مِن شاكٍّ مُتَحَيِّرٍ قَد هَوى فِي النّارِ، فَإِذا سَمِعتُمُ الصَّوتَ في شَهرِ رَمَضانَ فَلا تَشُكّوا فيهِ أنَّهُ صَوتُ جَبرَئيلَ، وعَلامَةُ ذلِكَ أنَّهُ يُنادي بِاسمِ القائِمِ وَاسمِ أبيهِ، حَتّى تَسمَعَهُ العَذراءُ فِي خِدرِها، فَتُحَرِّضُ أباها وأَخاها عَلَى الخُروجِ.
وقالَ: لا بُدَّ مِن هذَينِ الصَّوتَينِ قَبلَ خُروجِ القائِمِ عليه‏السلام: صَوتٍ مِنَ السَّماءِ وهُوَ صَوتُ جَبرَئيلَ (بِاسمِ صاحِبِ هذَا الأَمرِ وَاسمِ أبيهِ)، وَالصَّوتِ الثّاني مِنَ الأَرضِ وهُوَ صَوتُ إبليسَ اللَّعينِ يُنادي بِاسمِ فُلانٍ أنَّهُ قُتِلَ مَظلوما، يُريدُ بِذلِكَ الفِتنَةَ، فَاتَّبِعُوا الصَّوتَ الأَوَّلَ، وإيّاكُم وَالأَخيرَ أن تُفتَنوا بِهِ.
وقالَ عليه‏السلام: لا يَقومُ القائِم عليه‏السلام إلاّ عَلى خَوفٍ شَديدٍ مِنَ النّاسِ، وزَلازِلَ وفِتنَةٍ وبَلاءٍ يُصيبُ النّاسَ، وطاعونٍ قَبلَ ذلِكَ، وسَيفٍ قاطِعٍ بَينَ العَرَبِ، وَاختِلافٍ شَديدٍ فِي

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10190
صفحه از 457
پرینت  ارسال به