169
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس

وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ»۱؟ فَأَنَا بَقِيَّةٌ مِن آدَمَ، وذَخيرَةٌ مِن نوحٍ، ومُصطَفىً مِن إبراهيمَ، وصَفوَةٌ مِن مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه‏ُ عَلَيهِم أجمَعينَ.
ألا فَمَن حاجَّني في كِتابِ اللّه‏ِ فَأَنَا أولَى النّاسِ بِكِتابِ اللّه‏ِ، ألا ومَن حاجَّني في سُنَّةِ رَسولِ اللّه‏ِ فَأَنَا أولَى النّاسِ بِسُنَّةِ رَسولِ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فَأَنشُدُ اللّه‏َ مَن سَمِعَ كَلامِيَ اليَومَ لَمّا بَلَّغَ الشّاهِدُ مِنكُمُ الغائِبَ، وأَسأَ لُكُم بِحَقِّ اللّه‏ِ، وحَقِّ رَسولِهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وبِحَقّي، فَإِنَّ لي عَلَيكُم حَقَّ القُربى مِن رَسولِ اللّه‏ِ، إلاّ أعَنتُمونا ومَنَعتُمونا مِمَّن يَظِلمُنا، فَقَد اُخِفنا وظُلِمنا، وطُرِدنا مِن دِيارِنا وأَبنائِنا، وبُغِيَ عَلَينا، ودُفِعنا عَن حَقِّنا، وَافتَرى أهلُ الباطِلِ عَلَينا، فَاللّه‏َ اللّه‏َ فينا، لا تَخذُلونا، وَانصُرونا يَنصُركُمُ اللّه‏ُ تَعالى.
قالَ: فَيَجمَعُ اللّه‏ُ عَلَيهِ أصحابَهُ ثَلاثَمِئَةٍ وثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلاً، ويَجمَعُهُمُ اللّه‏ُ لَهُ عَلى غَيرِ ميعادٍ؛ قَزَعا كَقَزَعِ الخَريفِ۲، وهِيَ ـ يا جابِرُ ـ الآيَةُ الَّتي ذَكَرَهَا اللّه‏ُ في كِتابِهِ: «أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَىْ‏ءٍ قَدِيرٌ»۳، فَيُبايِعونَهُ بَينَ الرُّكنِ وَالمَقامِ، ومَعَهُ عَهدٌ مِن رَسولِ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قَد تَوارَثَتهُ الأَبناءُ عَنِ الآباءِ، وَالقائِمُ ـ يا جابِرُ ـ رَجُلٌ مِن وُلدِ الحُسَينِ يُصلِحُ اللّه‏ُ لَهُ أمرَهُ في لَيلَةٍ، فَما أشكَلَ عَلَى النّاسِ مِن ذلِكَ ـ يا جابِرُ ـ فَلا يُشكِلَنَّ عَلَيهِم وِلادَتُهُ مِن رَسولِ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، ووِراثَتُهُ العُلَماءَ عالِما بَعدَ عالِمٍ، فَإِن أشكَلَ هذا كُلُّهُ عَلَيهِم، فَإِنَّ الصَّوتَ مِنَ السَّماءِ لا يُشكِلُ عَلَيهِم إذا نودِيَ بِاسمِهِ وَاسمِ أبيهِ واُمِّهِ.۴

1.. آل عمران : ۳۳ و ۳۴ .

2.. قزع الخريف : أي قطع السحاب المتفرّقة ، وإنّما خصّ الخريف لأنّه أوّل الشتاء والسحاب يكون فيه متفرّقا غير متراكم ولا مطبق ، ثمّ يجتمع بعضه إلى بعض بعد ذلك النهاية : ج ۴ ص ۵۹ «قزع» .

3.. البقرة : ۱۴۸ .

4.. الغيبة للنعمانيّ : ص ۲۷۹ ح ۶۷ بأسناد متعدّدة ثلاثة منها معتبرة ، الاختصاص : ص ۲۵۵ ، بحار الأنوار : ج ۵۲ص ۲۳۷ ح ۱۰۵ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
168

ويَمُرُّ جَيشُهُ بِقَرقيسِياءَ، فَيَقتَتِلونَ بِها، فَيَقتُلُ بِها مِنَ الجَبّارينَ مِئَةَ ألفٍ، ويَبعَثُ السُّفيانِيُّ جَيشا إلَى الكوفَةِ، وعِدَّتُهُم سَبعونَ ألفا، فَيُصيبونَ مِن أهلِ الكوفَةِ قَتلاً وصَلبا وسَبيا.
فَبَينا هُم كَذلِكَ إذ أقبَلَت راياتٌ مِن قِبَلِ خُراسانَ، وتَطوِي المَنازِلَ طَيّا حَثيثا، ومَعَهُم نَفَرٌ مِن أصحابِ القائِمِ، ثُمَّ يَخرُجُ رَجُلٌ مِن مَوالي أهلِ الكوفَةِ في ضُعَفاءَ، فَيَقتُلُهُ أميرُ جَيشِ السُّفيانِيِّ بَينَ الحِيرَةِ وَالكوفَةِ، ويَبعَثُ السُّفيانِيُّ بَعثا إلَى المَدينَةِ فَيَنفِرُ المَهدِيُّ مِنها إلى مَكَّةَ، فَيَبلُغُ أميرَ جَيشِ السُّفيانِيِّ أنَّ المَهدِيَّ قَد خَرَجَ إلى مَكَّةَ، فَيَبعَثُ جَيشا عَلى أثَرِهِ فَلا يُدرِكُهُ حَتّى يَدخُلَ مَكَّةَ خائِفا يَتَرَقَّبُ عَلى سُنَّةِ موسَى بنِ عِمرانَ عليه‏السلام.
قالَ: فَيَنزِلُ أميرُ جَيشِ السُّفيانِيِّ البَيداءَ، فَيُنادي مُنادٍ مِنَ السَّماءِ: «يا بَيداءُ أبيدِي القَومَ» فَيُخسَفُ بِهِم، فَلا يُفلِتُ مِنهُم إلاّ ثَلاثَةُ نَفَرٍ يُحَوِّلُ اللّه‏ُ وُجوهَهُم إلى أقفِيَتِهِم وهُم مِن كَلبٍ، وفيهِم نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ: «يَأَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَبَ ءَامِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَآ»۱ الآيَةُ.
قالَ: وَالقائِمُ يَومَئِذٍ بِمَكَّةَ، قَد أسنَدَ ظَهرَهُ إلَى البَيتِ الحَرامِ مُستَجيرا بِهِ، فَيُنادي: يا أيُّهَا النّاسُ ! إنّا نَستَنصِرُ اللّه‏َ، فَمَن أجابَنا مِنَ النّاسِ فَإِنّا أهلُ بَيتِ نَبِيِّكُم مُحَمَّدٍ، ونَحنُ أولَى النّاسِ بِاللّه‏ِ وبِمُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فَمَن حاجَّني في آدَمَ فَأَنَا أولَى النّاسِ بِآدَمَ، ومَن حاجَّني في نوحٍ فَأَنَا أولَى النّاسِ بِنوحٍ، ومَن حاجَّني في إبراهيمَ فَأَنَا أولَى النّاسِ بِإِبراهيمَ، ومَن حاجَّني في مُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فَأَنَا أولَى النّاسِ بِمُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، ومَن حاجَّني فِي النَّبِيّينَ فَأَنَا أولَى النّاسِ بِالنَّبِيّينَ، ألَيسَ اللّه‏ُ يَقولُ في مُحكَمِ كِتابِهِ: «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى ءَادَمَ وَنُوحًا وَءَالَ إِبْرَ هِيمَ وَءَالَ عِمْرَ نَ عَلَى الْعَلَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ

1.. النساء : ۴۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13839
صفحه از 457
پرینت  ارسال به