163
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس

الآيَةِ: «أَوَ لَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَمُهُمْ وَ أَنفُسُهُمْ أَفَلاَ يُبْصِرُونَ * وَ يَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَدِقِينَ * قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لاَ يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِيمَنُهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ * فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَ انتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ»۱.
فَيَمكُثُ فيما بَينَ خُروجِهِ إلى يَومِ مَوتِهِ ثَلاثَمِئَةِ سَنَةٍ ونَيِّفا، وعِدَّةُ أصحابِهِ ثَلاثُمِئَةٍ وثَلاثَةَ عَشَرَ، مِنهُم تِسعَةٌ مِن بَني إسرائيلَ، وسَبعونَ مِنَ الجِنِّ، ومِئَتانِ وأَربَعَةٌ وثَلاثونَ: فيهِم سَبعونَ الَّذينَ غَضَبوا لِلنَّبِيِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله إذ هَجَتهُ۲ مُشرِكو قُرَيشٍ، فَطَلَبوا إلى نَبِيِّ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أن يَأذَنَ لَهُم في إجابَتِهِم، فَأَذِنَ لَهُم حَيثُ نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ: «إِلاَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّلِحَتِ وَ ذَكَرُواْ اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُواْ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَىَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ»۳، وعِشرونَ مِن أهلِ اليَمَنِ ؛ مِنهُمُ المِقدادُ بنُ الأَسوَدِ، ومِئَتانِ وأَربَعَةَ عَشَرَ الَّذينَ كانوا بِساحِلِ البَحرِ مِمّا يَلي عَدَنَ، فَبَعَثَ إلَيهِم نَبِيُّ اللّه‏ِ بِرِسالَةٍ فَأَتَوا مُسلِمينَ، وتِسعَةٌ مِن بَني اسرائيلَ، ومِن أفناءِ النّاسِ ألفانِ وثَمانُمِئَةٍ وسَبعَةَ عَشَرَ، ومِنَ المَلائِكَةِ أربعَونَ ألفا ؛ مِن ذلِكَ: مِنَ المُسَوِّمينَ ثَلاثَةُ آلافٍ، ومِنَ المُردِفينَ خَمسَةُ آلافٍ، فَجَميعُ أصحابِهِ عليه‏السلام سَبعَةٌ وأَربَعونَ ألفا ومِئَةٌ وثَلاثونَ، مِن ذلِكَ تِسعَةُ رُؤوسٍ، مَعَ كُلِّ رَأسٍ مِنَ المَلائِكَةِ أربَعَةُ آلافٍ مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ عِدَّةَ يَومِ بَدرٍ، فَبِهِم يُقاتِلُ وإيّاهُم يَنصُرُ اللّه‏ُ، وبِهِم يَنتَصِرُ وبِهِم يُقَدَّمُ النَّصرُ، ومِنهُم نَضرَةُ الأَرضِ.
كَتَبتُها كَما وَجَدتُها وفيها نَقصُ حُروفٍ.۴

1.. السجدة : ۲۷ ـ ۳۰ .

2.. في بحار الأنوار : «هجمته» .

3.. الشعراء : ۲۲۷ .

4.. مختصر بصائر الدرجات : ص ۱۹۸ ، بحار الأنوار : ج ۵۳ ص ۸۱ ح ۸۶ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
162

ويَسيرُ الصِّدّيقُ الأَكبَرُ بِرايَةِ الهُدى وَالسَّيفِ ذِي۱ الفَقارِ وَالمِخصَرَةِ۲، حَتّى يَنزِلَ أرضَ الهِجرَةِ مَرَّتَينِ وهِيَ الكوفَةُ، فَيَهدِمُ مَسجِدَها ويَبنيهِ عَلى بِنائِهِ الأَوَّلِ، ويَهدِمُ ما دونَهُ مِن دورِ الجَبابِرَةِ، ويَسيرُ إلَى البَصرَةِ حَتّى يُشرِفَ عَلى بَحرِها، ومَعَهُ التّابوتُ وعَصا موسى، فَيَعزِمُ عَلَيهِ فَيَزفِرُ زَفرَةً بِالبَصرَةِ فَتَصيرُ بَحرا لُجِّيّا فَيُغرِقُها۳، لا يَبقى فيها غَيرُ مَسجِدِها كَجُؤجُؤِ۴ السَّفينَةِ عَلى ظَهرِ الماءِ.
ثُمَّ يَسيرُ إلى حَرورا۵ ثُمَّ يُحرِقُها ويَسيرُ مِن بابِ بني أسَدٍ، حَتّى يَزفِرَ زَفرَةً في ثَقيفٍ وهُم زَرعُ فِرعَونَ، ثُمَّ يَسيرُ إلى مِصرَ فَيَعلو مِنبَرَهُ ويَخطُبُ النّاسَ، فَتَستَبشِرُ الأَرضُ بِالعَدلِ، وتُعطِي السَّماءُ قَطرَها، وَالشَّجَرُ ثَمَرَها، وَالأَرضُ نَباتَها، وتَتَزَيَّنُ لِأَهلِها، وتَأمَنُ الوَحوشُ حَتّى تَرتَعِيَ في طُرُقِ الأَرضِ كَأَنعامِهِم، ويُقذَفُ في قُلوبِ المُؤمِنينَ العِلمُ، فَلا يَحتاجُ مُؤمِنٌ إلى ما عِندِ أخيهِ مِنَ العِلمِ، فَيَومَئِذٍ تَأويلُ هذِهِ الآيَةِ: «يُغْنِ اللَّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ»۶، وتُخرِجُ لَهُمُ الأَرضُ كُنوزَها، ويَقولُ القائِمُ عليه‏السلام: كُلوا هَنيئا بِما أسلَفتُم فِي الأَيّامِ الخالِيَةِ۷، فَالمُسلِمونَ يَومَئِذٍ أهلُ صَوابٍ لِلدّينِ، اُذِنَ لَهُم فِي الكَلامِ، فَيَومَئِذٍ تَأويلُ هذِهِ الآيَةِ: «وَ جَاءَ رَبُّكَ وَ الْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا»۸.
فَلا يَقبَلُ اللّه‏ُ يَومَئِذٍ إلاّ دينَهُ الحَقَّ «أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ»۹، فَيَومَئِذٍ تَأويلُ هذِهِ

1.. في المصدر : «ذو» ، والتصويب من بحار الأنوار .

2.. المِخصَرَةُ : ما يختصره الإنسان بيده فيمسكه من عصا أو عكّازة أو مقرعة أو قضيب النهاية : ج ۲ ص ۳۶ «خصر» .

3.. لا توجد كلمة «فيغرقها» في بحار الأنوار .

4.. الجُؤجُؤ : الصدرُ النهاية : ج ۱ ص ۲۳۲ «جؤجؤ» .

5.. حروراء : قرية بظاهر الكوفة معجم البلدان : ج ۲ ص ۲۴۵ .

6.. النساء : ۱۳۰ .

7.. إشارة إلى الآية ۲۴ من سورة الحاقّة .

8.. الفجر : ۲۲ .

9.. الزمر: ۳.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13847
صفحه از 457
پرینت  ارسال به