159
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس

أحَدٌ مِن بَني اُمَيَّةَ، يُقالُ لَهُ خُزَيمَةُ، أطمَسُ العَينِ الشِّمالِ، عَلى عَينِهِ طَرفَةٌ۱ تَميلُ بِالدُّنيا، فَلا تُرَدُّ لَهُ رايَةٌ حَتّى يَنزِلَ المَدينَةَ، فَيَجمَعُ رِجالاً ونِساءً مِن آلِ مُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فَيَحبِسُهُم في دارٍ بِالمَدينَةِ يُقالُ لَها: دارُ أبِي الحَسَنِ الاُمَوِيِّ، ويَبعَثُ خَيلاً في طَلَبِ رَجُلٍ مِن آلِ مُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، قَدِ اجتَمَعَ إلَيهِ رِجالٌ مِنَ المُستَضعَفينَ بِمَكَّةَ، أميرُهُم رَجُلٌ مِن غَطَفانَ، حَتّى إذا تَوَسَّطُوا الصَّفايِحَ البيضَ بِالبَيداءِ، يُخسَفُ بِهِم، فَلا يَنجو مِنهُم أحَدٌ إلاّ رَجُلٌ واحِدٌ يُحَوِّلُ اللّه‏ُ وَجهَهُ فِي قَفاهُ، لِيُنذِرَهُم ولِيَكونَ آيَةً لِمَن خَلفَهُ، فَيَومَئِذٍ تَأويلُ هذِهِ الآيَةِ: «وَ لَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُواْ فَلاَ فَوْتَ وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ»۲.
ويَبعَثُ السُّفيانِيُّ مِئَةً وثَلاثينَ ألفا إلَى الكوفَةِ، فَيَنزِلونَ بِالرَّوحاءِ وَالفاروقِ ومَوضِعِ مَريَمَ وعيسى عليهماالسلام بِالقادِسِيَّةِ، ويَسيرُ مِنهُم ثَمانونَ ألفا حَتّى يَنزِلُوا الكوفَةَ، مَوضِعَ قَبرِ هودٍ عليه‏السلام بِالنُّخَيلَةِ۳، فَيَهجُموا عَلَيهِ يَومَ زينَةٍ، وأَميرُ النّاسِ جَبّارٌ عَنيدٌ يُقالُ لَهُ: الكاهِنُ السّاحِرُ، فَيَخرُجُ مِن مَدينَةٍ يُقالُ لَها: الزَّوراءُ، في خَمسَةِ الآفٍ مِنَ الكَهَنَةِ، ويَقتُلُ عَلى جِسرِها سَبعينَ ألفا، حَتّى يَحتَمِيَ النّاسُ الفُراتَ ثَلاثَةَ أيّامٍ مِنَ الدِّماءِ ونَتنِ الأَجسامِ، ويَسبي مِنَ الكوفَةِ أبكارا لا يُكشَفُ عَنها كَفٌّ ولا قِناعٌ، حَتّى يوضَعنَ فِي المَحامِلِ، يُزلِفُ بِهِنَّ الثُّوَيَّةَ۴ وهِيَ الغَرِيَّينِ.
ثُمَّ يَخرُجُ مِنَ الكوفَةِ مِئَةُ ألفٍ بَينَ مُشرِكٍ ومُنافِقٍ، حَتّى يَضرِبوا دِمَشقَ، لا يَصُدُّهُم عَنها صادٌّ، وهِيَ إرَمُ ذاتُ العِمادِ، وتُقبِلُ راياتُ شَرقِيِّ الأَرضِ لَيسَت بِقُطنٍ ولا كَتّانٍ ولا حَريرٍ، مُخَتَّمَةً في رُؤوسِ القَنا بِخاتَمِ السَّيِّدِ الأَكبَرِ، يَسوقُها رَجُلٌ مِن

1.. طَرْفَةٌ : نقطة حمراء من الدم تحدث في العين من ضربة وغيرها الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۹۵ «طرف» .

2.. سبأ : ۵۱ .

3.. النُخيلَةُ : موضع قرب الكوفة على سمت الشام معجم البلدان : ج ۵ ص ۲۷۸ .

4.. الثُّوَيَّة : موضع قريب من الكوفة ، وقيل : بالكوفة ، وقيل : خُريبَة إلى جانب الحيرة على ساعة منها معجمالبلدان : ج ۲ ص ۸۷ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
158

ووارِثُ النَّبِيّينَ، وخَليفَةُ رَبِّ العالَمينَ، أنَا قَسيمُ النّارِ، وخازِنُ الجِنانِ، وصاحِبُ الحَوضِ، وصاحِبُ الأَعرافِ، فَلَيسَ مِنّا أهلَ البَيتِ إمامٌ إلاّ وهُوَ عارِفٌ بِجَميعِ أهلِ وَلايَتِهِ، وذلِكَ قَولُ اللّه‏ِ تَبَارَكَ وتَعالى: «إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ»۱.
ألا أيُّهَا النّاسُ! سَلوني قَبلَ أن تَشغَرَ۲ بِرِجلِها فِتنَةٌ شَرقِيَّةٌ، وتَطَأَ في خِطامِها۳ بَعدَ مَوتٍ وحَياةٍ، أو تَشِبَّ نارٌ بِالحَطَبِ الجَزلِ غَربِيَّ الأَرضِ، ورافِعَةً ذَيلَها تَدعو يا وَيلَها بِذَحلَةٍ۴ أو مِثلِها، فَإِذَا استَدارَ الفَلَكُ قُلتَ: ماتَ أو هَلَكَ، بِأَيِّ وادٍ سَلَكَ، فَيَومَئِذٍ تَأويلُ هذِهِ الآيَةِ: «ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَ أَمْدَدْنَكُم بِأَمْوَ لٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلْنَكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا».۵
ولِذلِكَ آياتٌ وعَلاماتٌ: أوَّلُهُنَّ إحصارُ الكوفَةِ بِالرَّصَدِ وَالخَندَقِ، وتَحريقُ الزَّوايا۶ في سِكَكِ الكوفَةِ، وتَعطيلُ المَساجِدِ أربَعينَ لَيلَةً، وتَخفِقُ راياتٌ ثَلاثٌ حَولَ المَسجِدِ الأَكبَرِ، يُشبِهنَ بِالهُدى، القاتِلُ وَالمَقتولُ فِي النّارِ، وقَتلٌ كَثيرٌ، ومَوتٌ ذَريعٌ، وقَتلُ النَّفسِ الزَّكِيَّةِ بِظَهرِ الكوفَةِ في سَبعينَ، وَالمَذبوحُ بَينَ الرُّكنِ وَالمَقامِ، وقَتلُ الأَسبَعِ۷ المُظَفَّرِ صَبرا في بَيعَةِ الأَصنامِ، مَعَ كَثيرٍ مِن شَياطينِ الإِنسِ.
وخُروجُ السُّفيانِيِّ بِرايَةٍ خَضراءَ وصَليبٍ مِن ذَهَبٍ، أميرُها رَجُلٌ مِن كَلبٍ، وَاثنَي عَشَرَ ألفَ عِنانٍ مِن خَيلٍ يَحمِلُ السُّفيانِيَّ مُتَوَجِّها إلى مَكَّةَ وَالمَدينَةِ، أميرُها

1.. الرعد : ۷ .

2.. في المصدر : «تشرع» ، و التصويب من بحار الأنوار .

3.. في المصدر : «خطانها» ، والتصويب من بحار الأنوار .

4.. الذَّحل : الثأر (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۶۲۶ «ذحل») .

5.. الإسراء : ۶ .

6.. في بعض النسخ وفي كتاب سرور أهل الإيمان: «تخريق الروايا» راجع: ص ۲۸ ح ۱۱۶۵ وص۹۲ ح۱۲۸۰.

7.. في بحار الأنوار : «الأسبغ».

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13855
صفحه از 457
پرینت  ارسال به