فَأَفوزَ فَوزا عَظيما. ثُمَّ تَرفَعُ الدّابَّةُ رَأسَها فَيَراها مَن بَينَ الخافِقَينِ بِإِذنِ اللّهِ جَلَّ جَلالُهُ، وذلِكَ بَعدَ طُلوعِ الشَّمسِ مِن مَغرِبِها، فَعِندَ ذلِكَ تُرفَعُ التَّوبَةُ، فَلا تَوبَةٌ تُقبَلُ ولا عَمَلٌ يُرفَعُ، و«لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَنُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِى إِيمَنِهَا خَيْرًا»۱.
ثُمَّ قالَ عليهالسلام: لا تَسأَلوني عَمّا يَكونُ بَعدَ هذا، فَإِنَّهُ عَهدٌ عَهِدَهُ إلَيَّ حَبيبي رَسولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله أن لا اُخبِرَ بِهِ غَيرَ عِترَتي.
قالَ النَّزّالُ بنُ سَبرَةَ: فَقُلتُ لِصَعصَعَةَ بنِ صوحانَ: يا صَعصَعَةُ، ما عَنى أميرُ المُؤمِنينَ عليهالسلام بِهذا ؟ فَقالَ صَعصَعَةُ: يَابنَ سَبرَةَ، إنَّ الَّذي يُصَلّي خَلفَهُ عيسَى بنُ مَريَمَ عليهالسلام هُوَ الثّاني عَشَرَ مِنَ العِترَةِ، التّاسِعُ مِن وُلدِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليهالسلام، وهُوَ الشَّمسُ الطّالِعَةُ مِن مَغرِبِها، يَظهَرُ عِندَ الرُّكنِ وَالمَقامِ فَيُطَهِّرُ الأَرضَ، ويَضَعُ ميزانَ العَدلِ فَلا يَظلِمُ أحَدٌ أحدا ؛ فَأَخبَرَ أميرُ المُؤمِنينَ عليهالسلام، أنَّ حَبيبَهُ رَسولَ اللّهِ صلىاللهعليهوآله عَهِدَ إلَيهِ أن لا يُخبِرَ بِما يَكونُ بَعدَ ذلِكَ غَيرَ عِترَتِهِ الأَئِمَّةِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِم أجمَعينَ۲.۳
۱۳۸۰.مختصر بصائر الدرجات: خُطبَةٌ لِمَولانا أميرِ المُؤمِنينَ عليهالسلام تُسَمَّى المَخزونَ، هِيَ:... أيُّهَا النّاسُ ! سَلوني قَبلَ أن تَفقِدوني، لَأَنَا بِطُرُقِ السَّماءِ أعلَمُ مِنَ العالِمِ بِطُرُقِ الأَرضِ، أنَا يَعسوبُ المُؤمِنينَ، وغايَةُ السّابِقينَ، ولِسانُ المُتَّقينَ، وخاتِمُ الوَصِيّينَ،
1.. الأنعام : ۱۵۸ .
2.. قال المؤلّف في آخره : وحدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر بن عثمان بن الفضل العقيليّ الفقيه ، قال : حدّثناأبو عمرو محمّد بن جعفر بن المظفّر وعبد اللّه بن محمّد بن عبد الرحمن الرازيّ وأبو سعيد عبد اللّه بن محمّد بن موسى بن كعب الصيداني وأبو الحسن محمّد بن عبد اللّه بن صبيح الجوهريّ ، قالوا : حدّثنا أبو يعلى بن أحمد بن المثنّى الموصلي ، عن عبد الأعلى بن حمّاد النرسيّ ، عن أيّوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله بهذا الحديث مثله سواء .
3.. كمال الدين : ص ۵۲۵ ح ۱ ، مختصر بصائر الدرجات : ص ۳۰ ، الخرائج و الجرائح : ج ۳ ص ۱۱۳۳ ح ۵۳ ، بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۱۹۲ ح ۲۶ ؛ دستور معالم الحكم : ص ۱۰۴ ، كنز العمّال : ج ۱۴ ص ۶۱۲ ح ۳۹۷۰۹ عن ابن المنادي وكلاهما نحوه .