155
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس

بِالنَّعلِ، وإن شِئتَ أنبَأتُكَ بِها. قالَ: نَعَم يا أميرَ المُؤمِنينَ.
فَقالَ عليه‏السلام: اِحفَظ فَإِنَّ عَلامَةَ ذلِكَ: إذا أماتَ النّاسُ الصَّلاةَ، وأَضاعُوا الأَمانَةَ، وَاستَحَلُّوا الكَذِبَ، وأَكَلُوا الرِّبا، وأَخَذُوا الرِّشا، وشَيَّدُوا البُنيانَ، وباعُوا الدّينَ بِالدُّنيا، وَاستَعمَلُوا السُّفَهاءَ، وشاوَرُوا النِّساءَ، وقَطَعُوا الأَرحامَ، وَاتَّبَعُوا الأَهواءَ، وَاستَخَفّوا بِالدِّماءِ، وكانَ الحِلمُ ضَعفا، وَالظُّلمُ فَخرا، وكانَتِ الاُمَراءُ فَجَرَةً، وَالوُزَراءُ ظَلَمَةً، وَالعُرَفاءُ۱ خَوَنَةً، وَالقُرّاءُ فَسَقَةً، وظَهَرَت شَهادَةُ الزّورِ، وَاستُعلِنَ الفُجورُ وقَولُ البُهتانِ، وَالإِثمُ وَالطُّغيانُ، وحُلِّيَتِ المَصاحِفُ، وزُخرِفَتِ المَساجِدُ، وطُوِّلَتِ المَناراتُ، واُكرِمَتِ الأَشرارُ، وَازدَحَمَتِ الصُّفوفُ، وَاختَلَفَتِ القُلوبُ، ونُقِضَتِ العُهودُ، وَاقتَرَبَ المَوعودُ، وشارَكَ النِّساءُ أزواجَهُنَّ فِي التِّجارَةِ حِرصا عَلَى الدُّنيا، وعَلَت أصواتُ الفُسّاقِ وَاستُمِعَ مِنهُم، وكانَ زَعيمُ القَومِ أرذَلَهُم، وَاتُّقِيَ الفاجِرُ مَخافَةَ شَرِّهِ، وصُدِّقَ الكاذِبُ، وَائتُمِنَ الخائِنُ، وَاتُّخِذَتِ القِيانُ وَالمَعازِفُ، ولَعَنَ آخِرُ هذِهِ الاُمَّةِ أوَّلَها، ورَكِبَ ذَواتُ الفُروجِ السُّروجَ، وتَشَبَّهَ النِّساءُ بِالرِّجالِ، وَالرِّجالُ بِالنِّساءِ، وشَهِدَ الشّاهِدُ مِن غَيرِ أن يُستَشهَدَ، وشَهِدَ الآخَرُ قَضاءً لِذِمامٍ بِغَيرِ حَقٍّ عَرَفَهُ، وتُفُقِّهَ لِغَيرِ الدّينِ، وآثَروا عَمَلَ الدُّنيا عَلَى الآخِرَةِ، ولَبِسوا جُلودَ الضَّأنِ عَلى قُلوبِ الذِّئابِ، وقُلوبُهُم أنتَنُ مِنَ الجِيَفِ وأَمَرُّ مِنَ الصَّبِرِ، فَعِندَ ذلِكَ الوَحا۲ الوَحا، ثُمَّ العَجَلَ العَجَلَ، خَيرُ المَساكِنِ يَومَئِذٍ بَيتُ المُقدِسِ، ولَيَأتِيَنَّ عَلَى النّاسِ زَمانٌ يَتَمَنّى أحَدُهُم أنَّهُ مِن سُكّانِهِ.
فَقامَ إلَيهِ الأَصبَغُ بنُ نُباتَةَ فَقالَ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، مَنِ الدَّجّالُ ؟

1.. العُرَفاءُ : جمع عريف ، وهو القيّم باُمور القبيلة أو الجماعة من الناس يلي اُمورهم النهاية : ج ۳ ص ۲۱۸ «عرف» .

2.. الوَحا الوَحا : أي السرعة السرعة النهاية : ج ۵ ص ۱۶۳ «وحا» .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
154

إلاّ تَشَوَّشَ لَهُ الأَمرُ.۱
ثُمَّ يَخرُجُ هُوَ وَالَّذي أدخَلَهُ بَغدادَ نَحوَ قَبري لِيَنبُشَهُ، فَيَتَلَقّاهُمَا السُّفيانِيُّ فَيَهزِمُهُما ثُمَّ يَقتُلُهُما. ويَتَوَجَّهُ جَيشٌ نَحوَ الكوفَةِ فَيَستَعبِدُ بَعضَ أهلِها. ويَجيءُ رَجُلٌ مِن أهلِ الكوفَةِ فَيُلجِئُهُم إلى سورٍ، فَمَن لَجَأَ إلَيها أمِنَ. ويَدخُلُ جَيشُ السُّفيانِيِّ إلَى الكوفَةِ فَلا يَدَعونَ أحَدا إلاّ قَتَلوهُ، وإنَّ الرَّجُلَ مِنهُم لَيَمُرُّ بِالدُّرَّةِ المَطروحَةِ العَظيمَةِ فَلا يَتَعَرَّضُ لَها، ويَرَى الصَّبِيَّ الصَّغيرَ فَيَلحَقُهُ فَيَقتُلُهُ.
فَعِندَ ذلِكَ ـ يا حُبابُ ـ يُتَوَقَّعُ بَعدَها، هَيهاتَ هَيهاتَ، واُمورٌ عِظامٌ وفِتَنٌ كِقِطَعِ اللَّيلِ المُظلِمِ، فَاحفَظ عَنّي ما أقولُ لَكَ يا حُبابُ.۲

۱۳۷۹.كمال الدين: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ إبراهيمَ بنِ إسحاقَ رضى‏الله‏عنه قالَ: حَدَّثَنا عَبدُ العَزيزِ بنُ يَحيَى الجَلودِيُّ بِالبَصرَةِ، قالَ: حَدَّثَنَا الحُسَينُ بنُ مُعاذٍ، قالَ: حَدَّثَنا قَيسُ بنُ حَفصٍ، قالَ: حَدَّثَنا يونُسُ بنُ أرقَمَ، عَن أبي سَيّارٍ الشَّيبانِيِّ، عَنِ الضَّحّاكِ بنِ مُزاحِمٍ، عَنِ النَّزّالِ بنِ سَبرَةَ، قالَ:
خَطَبَنا أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه‏السلام، فَحَمِدَ اللّه‏َ عز و جل وأَثنى عَلَيهِ وصَلّى عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، ثُمَّ قالَ: سَلوني أيُّهَا النّاسُ قَبلَ أن تَفقِدوني ـ ثَلاثا ـ.
فَقامَ إلَيهِ صَعصَعَةُ بنُ صوحانَ فَقالَ: يا أميرَالمُؤمِنينَ، مَتى يَخرُجُ الدَّجّالُ ؟
فَقالَ لَهُ عَلِيٌ عليه‏السلام: اُقعُد فَقَد سَمِعَ اللّه‏ُ كَلامَكَ وعَلِمَ ما أرَدتَ، وَاللّه‏ِ، مَا المَسؤولُ عَنهُ بِأَعلَمَ مِنَ السّائِلِ، ولكِن لِذلِكَ عَلاماتٌ وهَيئاتٌ يَتبَعُ بَعضُها بَعضا كَحَذوِ النَّعلِ

1.. وفي هامش المصدر : وفي العبارة إغلاق . وفي بحار الأنوار : «ولا يكون بلدا من الكوفة تشوش الأمر له . وفينسخة : وستوسق له الأمر . وفي نسخة المشكاة : إلاّ توشوش له الأمر . وفي بحار الأنوار خ، ل : إلاّ تستوثق له الأمر .

2.. اليقين : ص ۴۲۱ ، بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۲۱۷ ح ۸۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13867
صفحه از 457
پرینت  ارسال به