153
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس

وَجَدناها مالِحَةً غَيرَ عَذبَةٍ. فَقالَ لَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه‏السلام: اِحفَر هاهُنا بِئرا. فَحَفَرَ فَخَرَجَت عَلَيهِم صَخرَةٌ لَم يَستَطيعوا قَلعَها. فَقَلَعَها أميرُ المُؤمِنينَ، فَانقَلَعَت عَن عَينٍ أحلى مِنَ الشَّهدِ وأَلَذَّ مِنَ الزُّبدِ.
فَقالَ لَهُ: يا حُبابُ، يَكونُ شُربُكَ مِن هذِهِ العَينِ، أما إنَّهُ يا حُبابُ، سَتُبنى إلى جَنبِ مَسجِدِكَ هذا مَدينَةٌ، وتَكثُرُ الجَبابِرَةُ فيها ويَعظُمُ البَلاءُ، حَتّى إنَّهُ لَيُركَبُ فيها كُلَّ لَيلَةِ جُمُعَةٍ سَبعونَ ألفَ فَرجٍ حَرامٍ. فَإِذا عَظُمَ بَلاؤُهُم سَدّوا عَلى مَسجِدِكَ بِقَنطَرَةٍ، ثُمَّ وَابنِهِ مَرَّتَينِ، ثُمَّ وَابنِهِ، لا يَهدِمُهُ إلاّ كافِرٌ۱، فَإِذا فَعَلوا ذلِكَ مُنِعُوا الحَجَّ ثَلاثَ سِنينَ، وَاحتَرَقَت خُضرُهُم، وسَلَّطَ اللّه‏ُ عَلَيهِم رَجُلاً مِن أهلِ السَّفحِ۲، لا يَدخُلُ بَلَدا إلاّ أهلَكَهُ وأَهلَكَ أهلَهُ. ثُمَّ ليعد۳ عَلَيهِم مَرَّةً اُخرى، ثُمَّ يَأخُذُهُمُ القَحطُ وَالغَلاءُ ثَلاثَ سِنينَ، حَتّى يَبلُغَ بِهِمُ الجَهدُ. ثُمَّ يَعودُ عَلَيهِم، ثُمَّ يَدخُلُ البَصرَةَ فَلا يَدَعُ فيها قائِمَةً إلاّ سَخِطَها وأَهلَكَها وأَهلَكَ۴ أهلَها، وذلِكَ إذا عُمِّرَتِ الخَرِبَةُ وبُنِيَ فيها مَسجِدٌ جامِعٌ، فَعِندَ ذلِكَ يَكونُ هَلاكُ أهلِ البَصرَةِ.
ثُمَّ يَدخُلُ مَدينَةً بَناهَا الحَجّاجُ يُقالُ لَها واسِطُ۵، فَيَفعَلُ مِثلَ ذلِكَ، ثُمَّ يَتَوَجَّهُ نَحوَ بَغدادَ فَيَدخُلُها عَفوا، ثُمَّ يَلتَجِئُ النّاسُ إلَى الكوفَةِ، ولا يَكونُ بَلَدٌ مِنَ الكوفَةِ

1.. وفي هامش المصدر : «في العبارة إغلاق في جميع النسخ : ففي نسخة : "ثمّ وابنه بنين وابنه لا يهدمه إلاّ كافر ثمّ بنيا" . وفي نسخة : "ثمّ رأيته نبين ثمّ وابنه لا يهدمه إلاّ كافر ثمّ بيتا" . صحّحناه من نسخة المشكاة» . وفي بحار الأنوار : «فإذا عظم بلاؤهم شدّوا على مسجدك بفطوة ثمّ ـ وابنه بنين ثمّ وابنه لا يهدمه إلاّ كافر ثمّ بيتا» .

2.. السَّفْحُ : قرب اليمامة ، وهو موضع كانت به وقعة بين بكر بن وائل وتميم مجمع البلدان : ج ۳ ص ۲۲۴ .

3.. الظاهر أنّ الصواب : «لَيَعودُ» .

4.. في بحار الأنوار : «أسخَطَ» .

5.. واسِط : مدينة متوسّطة بين البصرة والكوفة ؛ لأنّ منها إلى كلّ واحدة منهما خمسين فرسخا ، بناها الحجّاج بن يوسف الثقفي معجم البلدان : ج ۵ ص ۳۴۷ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
152

جابِرِ بنِ عَبدِ اللّه‏ِ الأَنصارِيِّ، قالَ: حَدَّثَني أنَسُ بنُ مالِكٍ ـ وكانَ خادِمَ رَسولِ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ـ قالَ:
لَمّا رَجَعَ أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه‏السلام مِن قِتالِ أهلِ النَّهرَوانِ، نَزَلَ بُراثا، وكانَ بِها راهِبٌ في قَلاّيَتِهِ۱، وكانَ اسمُهُ الحُبابَ، فَلَمّا سَمِعَ الرّاهِبُ الصَّيحَةَ وَالعَسكَرَ أشرَفَ مِن قَلاّيَتِهِ إلَى الأَرضِ، فَنَظَرَ إلى عَسكَرِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه‏السلام، فَاستَفظَعَ ذلِكَ ونَزَلَ مُبادِرا، قالَ: مَن هذا، ومَن رَئيسُ هذَا العَسكَرِ ؟ فَقيلَ لَهُ: هذا أميرُ المُؤمِنينَ عليه‏السلام وقَد رَجَعَ مِن قِتالِ أهلِ النَّهرَوانِ.
فَجاءَ الحُبابُ مُبادِرا يَتَخَطَّى النّاسَ، حَتّى وَقَفَ عَلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه‏السلام فَقالَ: السَّلامُ عَلَيكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ حَقّا حَقّا، فَقالَ لَهُ: وما عِلمُكَ بِأَنّي أميرُ المُؤمِنينَ حَقّا حَقّا ؟ قالَ لَهُ: بِذلِكَ أخبَرَنا عُلَماؤُنا وأَحبارُنا.
فَقالَ لَهُ: يا حُبابُ. فَقالَ لَهُ الرّاهِبُ: وما عِلمُكَ بِاسمي ؟ فَقالَ: أعلَمَني بِذلِكَ حَبيبي رَسولُ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.
فَقالَ لَهُ الحُبابُ: مُدَّ يَدَكَ لاُِبايِعَكَ، فَأَنَا أشهَدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللّه‏ُ، وأَنَّ مُحَمَّدا رَسولُ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وأَنَّكَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ وَصِيُّهُ.
فَقالَ لَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه‏السلام: وأَينَ تَأوي ؟ فَقالَ: أكونُ في قَلاّيَةٍ لي هاهُنا. فَقالَ لَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه‏السلام: بَعدَ يَومِكَ هذا لا تَسكُن فيها، ولكِنِ ابنِ هاهُنا مَسجِدا وسَمِّهِ بِاسمِ بانيهِ. فَبَناهُ رَجُلٌ اسمُهُ بُراثا، فَسُمِّيَ المَسجِدُ بِبُراثا بِاسمِ الباني لَهُ.
ثُمَّ قالَ: ومِن أينَ تَشرَبُ يا حُبابُ ؟ فَقالَ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، مِن دِجلَةَ هاهُنا. قالَ: فَلِمَ لا تَحفِرُ هاهُنا عَينا أو بِئرا ؟ فَقالَ لَهُ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، كُلَّما حَفَرنا بِئرا

1.. القَليَّةُ : كالصومعة ، واسمها عند النصارى : القلاّية ؛ وهي بيوت عبادتهم النهاية : ج ۴ ص ۱۰۵ «قلا» .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13886
صفحه از 457
پرینت  ارسال به