147
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس

عَبدِ الرَّحمنِ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليه‏السلام أنَّهُ قالَ:
إنَّ لَنا بِالبَصرَةِ وَقعَةً عَظيمَةً، وقَد قالَ أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه‏السلام ـ وذَكَرَ ما جَرى مِن حَديثِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ صاحِبِ الزِّنجِ وغَيرِهِ ـ.
ثُمَّ قالَ: وتَعودُ دارُ المُلكِ إلَى الزَّوراءِ، وتَصيرُ الاُمورُ شُورى، مَن غَلَبَ عَلى شَيءٍ فَعَلَهُ، فَعِندَ ذلِكَ خُروجُ السُّفيانِيِّ، فَيَركَبُ فِي الأَرضِ تِسعَةَ أشهُرٍ يَسومُهُم سوءَ العَذابِ، فَوَيلٌ لِمِصرَ، ووَيلٌ لِلزَّوراءِ، ووَيلٌ لِلكوفَةِ، وَالوَيلُ لِواسِطٍ، كَأَنّي أنظُرُ إلى واسِطٍ وما فيها مُخبِرٌ يُخبِرُ، وعِندَ ذلِكَ خُروجُ السُّفيانِيِّ، ويَقِلُّ الطَّعامُ، ويُقحَطُ النّاسُ، ويَقِلُّ المَطَرُ، فَلا أرضٌ تُنبِتُ، ولا سَماءٌ تُنزِلُ.
ثُمَّ يَخرُجُ المَهدِيُّ الهادِي المُهتَدِي، الَّذي يَأخُذُ الرّايَةَ مِن يَدِ عيسَى بنِ مَريَمَ.
ثُمَّ خُروجُ الدَّجّالِ مِن بَعدِ ذلِكَ، يَخرُجُ الدَّجّالُ مِن «مَيسانَ» نَواحِي البَصرَةِ، فَيَأتي «سَفَوانَ»۱ ويَأتي «سَنامَ»۲ فَيَسحَرُهُما ويَسحَرُ النّاسَ، فَيُمَثَّلانِ كَالثَّريدِ ـ وما هُما بِثَريدٍ ـ مِنَ الجوعِ وَالقَحطِ، إنَّ ذلِكَ لَشَديدٌ، ثُمَّ طُلوعُ الشَّمسِ مِن مَغرِبِهِ إلى قِيامِ السّاعَةِ أربَعينَ عاما، وَاللّه‏ُ أعلَمُ ما وَراءَ ذلِكَ.۳

۱۳۷۵.الغيبة للنعمانيّ: بِهِ۴ عَنِ الحُصَينِ بنِ عَبدِ الرَّحمنِ، عَن أبيهِ عَن جَدِّهِ عَمرِو بنِ سَعدٍ، قالَ: قالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه‏السلام:
لا تَقومُ القِيامَةُ۵ حَتّى تُفقَأَ عَينُ الدُّنيا، وتَظهَرَ الحُمرَةُ فِي السَّماءِ، وتِلكَ دُموعُ

1.. سَفَوَان : ماء على قدر مرحلة من باب المربد بالبصرة معجم البلدان : ج ۳ ص ۲۲۵ .

2.. سَنام : جَبلٌ مُشرفٌ على البصرة إلى جانبه ماء كثير ، وهو أوّل ما يرده الدجّال معجم البلدان : ج ۳ ص ۲۶۰ .

3.. الملاحم و الفتن : ص ۲۶۶ ح ۳۸۶ .

4.. أي : أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن أحمد بن محمّد الدينوريّ ، عن عليّ بن الحسن الكوفيّ ، عن عميرة بنت أوس .

5.. في بحار الأنوار نقلاً عن المصدر : «لا يقوم القائم حتّى . . .» .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
146

رَبّانِيِّكُم، وأَحضِروهُ قُلوبَكُم، وَاستَيقِظوا إن هَتَفَ بِكُم، وَليَصدُق رائِدٌ أهلَهُ، وَليَجمَع شَملَهُ، وَليُحضِر ذِهنَهُ، فَلَقَد فَلَقَ لَكُمُ الأَمرَ فَلقَ الخَرَزَةِ، وقَرَفَهُ قَرفَ الصَّمغَةِ.۱
فَعِندَ ذلكَ أخَذَ الباطِلُ مَآخِذَهُ، ورَكِبَ الجَهلُ مَراكِبَهُ، وعَظُمَتِ الطّاغِيَةُ، وقَلَّتِ الدّاعِيَةُ، وصالَ الدَّهرُ صِيالَ السَّبُعِ العَقورِ، وهَدَرَ۲ فَنيقُ۳ الباطِلِ بَعدَ كُظومٍ۴، وتَواخَى النّاسُ عَلَى الفُجورِ، وتَهاجَروا عَلَى الدّينِ، وتَحابّوا عَلَى الكَذِبِ، وتَباغَضوا عَلَى الصِّدقِ.
فَإِذا كانَ ذلِكَ كانَ الوَلَدُ غَيظا۵، وَالمَطَرُ قَيظا۶، وتَفيضُ اللِّئامُ فَيضا، وتَغيضُ الكِرامُ غَيضا، وكانَ أهلُ ذلِكَ الزَّمانِ ذِئابا، وسَلاطينُهُ سِباعا، وأَوساطُهُ اُكّالاً، وفُقَراؤُهُ أمواتا، وغارَ الصِّدقُ، وفاضَ الكَذِبُ، وَاستُعمِلَتِ المَوَدَّةُ بِاللِّسانِ، وتَشاجَرَ النّاسُ بِالقُلوبِ، وصارَ الفُسوقُ نَسَبا، وَالعَفافُ عَجَبا، ولُبِسَ الإِسلامُ لُبسَ الفَروِ مَقلوبا.۷

۱۳۷۴.الملاحم والفتنـ فيما رَواهُ السَّليلِيُّ في كِتابِ الفِتَنِ، قالَ ـ: حَدَّثَنا عُمَرُ، قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدٌ، قالَ: حَدَّثَنا أحمَدُ، قالَ: حَدَّثَني مُحَمَّدُ بنُ القاسِمِ، عَن مُحَمَّدِ بنِ

1.. قال المجلسيّ قدس‏سره : «وقَرفَهُ قَرف الصمغَة» : أي قشره كما تقشر الصمغة من عود الشجرة وتُقلع ؛ لأنّها إذا قُلعت لميبقَ لها أثر . وهذا مَثلٌ ، والمعنى : أوضَحَ لكم أمرَ الفِتَن أو طريق الحقّ أيضاحا تامّا . . . بحار الأنوار : ج ۳۴ ص ۲۴۷ .

2.. الهدير : ترديد صوت البعير في حنجرته النهاية : ج ۵ ص ۲۵۰ «هدر» .

3.. الفَنيقُ : هو الفَحلُ المكرَمُ من الإبل النهاية : ج ۳ ص ۴۷۶ «فنق» .

4.. ناقة كظوم ونوق كظوم : لا تجترّ لسان العرب : ج ۱۲ ص ۵۲۰ «كظم» .

5.. قال المجلسيّ قدس‏سره : وكون الولد غيظا ؛ لكثرة العقوق ، أو لاشتغال كلّ امرء بنفسه ، فيتمنّى أن لا يكون له ولد بحار الأنوار: ج ۳۴ ص ۲۴۷ .

6.. القيظ : هو صميم الصيف ويكون شديد الحرّ ، وإنّما قال : «والمطر قيظا» ؛ لأنّ المطر إنّما يُراد للنبات وبرد الهواء . والقيظ ضدّ ذلك اُنظر : النهاية : ج ۴ ص ۱۳۲ «قيظ» .

7.. نهج البلاغة : الخطبة ۱۰۸، بحار الأنوار: ج ۳۴ ص ۲۴۰ ح ۹۹۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13903
صفحه از 457
پرینت  ارسال به