۱۳۷۲.العدد القويّة: قالَ سَلمانُ الفارِسِيُّ رضىاللهعنه: أتَيتُ أميرَ المُؤمِنينَ عَلِيَّ بنَ أبي طالبٍ عليهالسلام خالِيا، فَقُلتُ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، مَتَى القائِمُ مِن وُلدِكَ ؟ فَتَنَفَّسَ الصُّعَداءَ وقالَ:
لا يَظهَرُ القائِمُ حَتّى يَكونَ اُمورُ الصِّبيانِ۱، وتَضيعَ حُقوقُ الرَّحمنِ، ويُتَغَنّى بِالقُرآنِ، فَإِذا قُتِلَت مُلوكُ بَنِي العَبّاسِ اُولِي العَمى وَالاِلتِباسِ، أصحابِ الرَّميِ عَنِ الأَقواسِ بِوُجوهٍ كَالتِّراسِ، وخُرِّبَتِ البَصرَةُ، هُناكَ يَقومُ القائِمُ مِن وُلدِ الحُسَينِ عليهالسلام.۲
۱۳۷۳.نهج البلاغة: مِن خُطبَةٍ لَهُ عليهالسلام وهِيَ مِن خُطَبِ المَلاحِمِ:
ما لي أراكُم أشباحا بِلا أرواحٍ، وأَرواحا بِلا أشباحٍ، ونُسّاكا بِلا صَلاحٍ، وتُجّارا بِلا أرباحٍ، وأَيقاظا نُوَّما، وشُهودا غُيَّبا، وناظِرَةً عَمياءَ، وسامِعَةً صَمّاءَ، وناطِقَةً بَكماءَ !
رايَةُ ضَلالَةٍ قَد قامَت عَلى قُطبِها، وتَفَرَّقَت بِشُعَبِها، تَكيلُكُم بِصاعِها، وتَخبِطُكُم بِباعِها ؛ قائِدُها خارِجٌ مِنَ المِلَّةِ، قائِمٌ عَلَى الضِّلَّةِ، فَلا يَبقى يَومَئِذٍ مِنكُم إلاّ ثُفالَةٌ كَثُفالَةِ القِدرِ، أو نُفاضَةٌ كَنُفاضَةِ العِكمِ، تَعرُكُكُم عَركَ الأَديمِ۳، وتَدوسُكُم دَوسَ الحَصيدِ، وتَستَخلِصُ المُؤمِنَ مِن بَينِكُمُ استِخلاصَ الطَّيرِ الحَبَّةَ البَطينَةَ مِن بَينِ هَزيلِ الحَبِّ.
أينَ تَذهَبُ بِكُمُ المَذاهِبُ، وتَتيهُ بِكُم الغَياهِبُ۴، وتَخدَعُكُمُ الكَواذِبُ ؟ ومِن أينَ تُؤتَونَ، وأَنّى تُؤفَكونَ ؟ فَلِكُلِّ أجَلٍ كِتابٌ، ولِكُلِّ غَيبَةٍ إيابٌ، فَاستَمِعوا مِن
1.. أي أنّ الصبيان يملكون زمام الاُمور .
2.. العدد القويّة : ص ۷۵ ح ۱۲۶ ، بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۲۷۵ ح ۱۶۸ وراجع دلائل الإمامة : ص ۴۷۲ ح ۴۶۵ .
3.. قال المجلسيّ قدسسره : «ثُفالة القِدر» بالضمّ : ما ثقل فيه من الطبيخ ، وهي كناية عن الأراذل ومن لا ذِكر له بين الناس ؛ لعدم الاعتداد بقتلهم . و«النّفاضة» بالضمّ : ما سقط من النفض . و«العِكم» بالكسر : العِدل . . . والمراد بها ما يبقى في العِدل بعد التخلية ؛ من غُبارٍ أو بقيّة زاد لا يُعبأ به فتُنفض . و«عَركَهُ» كنصره : دلَكَهُ وحَكَّهُ . و«الأديم» : الجِلد ، أو المدبوغ منه بحار الأنوار : ج ۳۴ ص ۲۴۴ .
4.. الغياهب : جمع غيهب ، وهو الظلمة لسان العرب : ج ۱ ص ۶۵۳ «غهب» .