79
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

قُلتُ: أصلَحَكَ اللّه‏ُ، إنَّ هؤُلاءِ المُرجِئَةَ۱ يَقولونَ: ما عَلَينا أن نَكونَ عَلَى الَّذي نَحنُ عَلَيهِ، حَتّى إذا جاءَ ما تَقولونَ، كُنّا نَحنُ وأَنتُم سَواءً.
فَقالَ عليه‏السلام: يا عَبدَ الحَميدِ، صَدَقوا، مَن تابَ تابَ اللّه‏ُ عَلَيهِ، ومَن أسَرَّ نِفاقا فَلا يُرغِمُ اللّه‏ُ إلاّ بِأَنفِهِ، ومَن أظهَرَ أمرَنا أهرَقَ۲ اللّه‏ُ دَمَهُ، يَذبَحُهُمُ اللّه‏ُ عَلَى الإِسلامِ كَما يَذبَحُ القَصّابُ شاتَهُ.
قالَ: قُلتُ: فَنَحنُ يَومَئِذٍ وَالنّاسُ فيهِ سَواءٌ ؟ قالَ عليه‏السلام: لا، أنتُم يَومَئِذٍ سَنامُ الأَرضِ وحُكّامُها، لا يَسَعُنا في دينِنا إلاّ ذلِكَ.۳
قُلتُ: فَإِن مِتُّ قَبلَ أن اُدرِكَ القائِمَ عليه‏السلام ؟ قالَ: إنَّ القائِلَ مِنكُم إذا قالَ: «إن أدرَكتُ قائِمَ آلِ مُحَمَّدٍ نَصَرتُهُ»، كَالمُقارِعِ مَعَهُ بِسَيفِهِ، وَالشَّهادَةُ مَعَهُ شَهادَتانِ.۴

۹۴۱.مجمع البيان: رَوَى العَيّاشِيُّ بِالاِءسنادِ عَن مِنهالٍ القَصّابِ، قالَ: قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام: اُدعُ اللّه‏َ أن يَرزُقَنِي الشَّهادَةَ، فَقالَ عليه‏السلام:
العارِفُ مِنكُم هذَا الأَمرَ، المُنتَظِرُ لَهُ، المُحتَسِبُ فيهِ الخَيرَ، كَمَن جاهَدَ وَاللّه‏ِ مَعَ قائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ عليه‏السلام بِسَيفِهِ. ثُمَّ قالَ: بَل وَاللّه‏ِ كَمَن جاهَدَ مَعَ رَسولِ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بِسَيفِهِ. ثُمَّ قالَ الثّالِثَةَ: بَل وَاللّه‏ِ كَمَنِ استُشهِدَ مَعَ رَسولِ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في فُسطاطِهِ. وفيكُم آيَةٌ مِن كِتابِ اللّه‏ِ.
وقُلتُ: وأَيُّ آيَةٍ جُعِلتُ فِداكَ ؟ قالَ: قَولُ اللّه‏ِ عز و جل: «وَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ أُوْلَئِكَ

1.. المُرجِئَةُ : فرقة من فرق الإسلام ، سُمّوا لاعتقادهم أنَ اللّه‏ تعالى أرجأ تعذيبهم على المعاصي مجمع البحرين : ج ۲ ص ۶۷۵ «رجأ» . لعلّ المراد بهم من أخّر عليا عليه‏السلام عن الثلاثة (شرح الكافي للملاّ صالح المازندراني : ج ۱ ص ۴۲۳) .

2.. أهرق : أراق ، أراق الماء يُريقه ، وهراقه يهريقه النهاية : ج ۵ ص ۲۶۰ «هرق» .

3.. ليس في المحاسن: من «قلت: اصلحك... ديننا إلاّ ذلك».

4.. الكافي : ج ۸ ص ۸۰ ح ۳۷ ، المحاسن : ج ۱ ص ۲۷۷ ح ۵۴۵ ، الصراط المستقيم : ج ۲ ص ۲۶۲ نحوه ، بحارالأنوار : ج ۵۲ ص ۱۲۶ ح ۱۶ وراجع هذه الموسوعة : ص ۱۱۰ ح ۹۹۷ (كمال الدين) .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
78

بَل وَاللّه‏ِ كَمَنِ استُشهِدَ مَعَ رَسولِ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في فُسطاطِهِ، وفيكُم نَزَلَت آيَةٌ مِن كِتابِ اللّه‏ِ.
قُلتُ: وأَيُّ آيَةٍ جُعِلتُ فِداكَ ؟ قالَ: قَولُ اللّه‏ِ عز و جل: «وَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ»۱. ثُمَّ قالَ: صِرتُم وَاللّه‏ِ صادِقينَ، شُهَداءَ عِندَ رَبِّكُم.۲

۹۳۹.تأويل الآيات الظاهرة: الحُسَينُ بنُ أبي حَمزَةَ، عَن أبيهِ، قالَ: قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام: جُعِلتُ فِداكَ، قَد كَبِرَ سِنّي ودَقَّ۳ عَظمي، وَاقتَرَبَ أجَلي، وقَد خِفتُ أن يُدرِكَني قَبلَ هذَا الأَمرِ المَوتُ، قالَ: فَقالَ لي:
يا أبا حَمزَةَ، أوَ ما تَرَى الشَّهيدَ إلاّ مَن قُتِلَ ؟ قُلتُ: نَعَم جُعِلتُ فِداكَ. فَقالَ لي: يا أبا حَمزَةَ، مَن آمَنَ بِنا وصَدَّقَ حَديثَنا، وَانتَظَرَ أمرَنا، كانَ كَمَن قُتِلَ تَحتَ رايَةِ القائِمِ، بَل وَاللّه‏ِ تَحتَ رايَةِ رَسولِ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.۴

د ـ كَالمُقاتِلِ في جَيشِ القائِمِ عليه‏السلام

۹۴۰.الكافي: عَنهُ۵، عَنِ ابنِ فَضّالٍ، عَن عَلِيِّ بنِ عُقبَةَ، عَن عُمَرَ بنِ أبانٍ الكَلبِيِّ، عَن عَبدِ الحَميدِ الواسِطِيِّ، عَن أبي جَعفَرٍ عليه‏السلام، قالَ: قُلتُ لَهُ: أصلَحَكَ اللّه‏ُ، لَقَد تَرَكنا أسواقَنا انتِظارا لِهذَا الأَمرِ، حَتّى لَيوشِكُ الرَّجُلُ مِنّا أن يُسأَلَ في يَدِهِ ! فقَالَ عليه‏السلام:
يا عَبدَ الحَميدِ، أتَرى مَن حَبَسَ نَفسَهُ عَلَى اللّه‏ِ، لا يَجعَلُ اللّه‏ُ لَهُ مَخرَجاً ؟ بَلى وَاللّه‏ِ لَيَجعَلَنَّ اللّه‏ُ لَهُ مَخرَجا، رَحِمَ اللّه‏ُ عَبدا أحيا أمرَنا.

1.. الحديد : ۱۹ .

2.. تأويل الآيات الظاهرة : ج ۲ ص ۶۶۵ ح ۲۰ ، بحار الأنوار : ج ۲۴ ص ۳۸ ح ۱۵ وراجع هذه الموسوعة : ص ۷۹ح ۹۴۱ مجمع البيان .

3.. الدقيق : الذي لا غِلظ له ، خلاف الغليظ ، والدقّ مثلهُ لسان العرب : ج ۱۰ ص ۱۰۱ «دقق» .

4.. تأويل الآيات الظاهرة : ج ۲ ص ۶۶۵ ح ۲۱ ، بحار الأنوار : ج ۲۷ ص ۱۳۸ ح ۱۴۱ .

5.. أي : عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10490
صفحه از 416
پرینت  ارسال به