المهدويّة، ولهذا ينبغي الأخذ بنظر الاعتبار توفّر الأرضيّات والاستعدادات الاجتماعيّة والتشكيلاتيّة والثقافيّة.
وانتظار الفرج المسؤل يعني الإيمان بأهداف المجتمع المهدويّ، فالمنتظر المسؤل يرى من واجبه السعي ـ في حدود قدراته وعمله ـ لإقامة مجتمع مطابق للمعايير المهدويّة.
ومن مظاهر الانتظار المسؤل: كمال الإنسان والمجتمع، والسعي في مسيرة إعادة البناء المجتمعية على أساس القسط والعدل، ومحاربة الظلم والجور.
ومع كلّ هذا يرى المنتظر المسؤل أنّ العدالة العالميّة الشاملة لا تتحقّق إلاّ في ظلال راية الدولة المهدويّة ؛ ولهذا يعتقد أنّ وظيفته هي إعداد أرضيّات الدخول إلى تلك المرحلة.
وقد أشار الإمام الصادق عليهالسلام إلى هذا الانتظار المسؤل قائلاً:
لِيُعِدَّنَّ أحَدُكم لِخُروجِ القائِمِ وَ لَو سَهماً.۱
وعدّد الإمام زين العابدين فضائل المنتظرين، وأشار إلى مسؤليّتهم بقوله:
أُولئِكَ المُخلِصونَ حَقّاً وَشيعَتُنا صِدقاً، وَالدُّعاةُ إلى دينِ اللّهِ عز و جل سِرّاً وَجَهراً.۲
وجليّ أنّ غيبة الإمام المهديّ عليهالسلام لن تُقصي وظائف المسلمين في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومحاربة الظلم والسعي في سبيل نشر العدالة۳ ؛ ولهذا نقول بأنّ الأحاديث المتعلّقة بانتظار فرج إمام العصر عليهالسلام لها ركن ثالث أهمّ ـ إضافة إلى الركنين السابقين: رفض الواقع المعاش، والأمل بمستقبل أفضل ـ وهو تحمّل المسؤلية في مرحلة الانتظار، والإعداد الروحيّ، والخبرات العلميّة والمهارتيّة، وتوفير الأرضيّة لظهور الإمام المهديّ عليهالسلام ومرحلة ما بعد ظهوره.
وهذا الركن الثالث ـ وهو تحمّل المسؤلية ـ يمنح الانتظار هويّة خاصّة، ويميّزه عن