51
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

ه ـ «المنتظر لأمرنا»، مثل حديث: «المُنتَظِرُ لِأَمرِنا كالمُتَشَحِّطِ بِدَمِهِ في سَبيلِ اللّه‏ِ».۱

و ـ «منتظرون لدولة الحقّ».۲

ز ـ «المنتظر للثاني عشر».۳

جدير بالذكر أنّ أحد ألقاب الإمام المهديّ عليه‏السلام هو «المنتظَر» المأخوذ من حالة انتظار أصحاب أهل البيت عليهم‏السلام وشيعتهم لظهوره. سأل صقر بن أبي دلف الإمام الرضا عليه‏السلام عن سبب تلقيب الإمام المهديّ بـ «المنتظَر»، فأجابه:

لِأنَّ لَهُ غَيبَةً يَكثُرُ أيّامُها وَيَطولُ أمَدُها، فَيَنتَظِرُ خُروجَهُ المُخلِصونَ، وَيُنكِرُهُ المُرتابونَ.۴

وهنا سنقدّم بعض الملاحظات عن مجموعة الأحاديث التي يتردّد فيها بكثرةٍ انتظارُ الفرج وانتظار فرج الإمام المهديّ عليه‏السلام:

الأُولى: الانتظار حالة من الأمل يعيشها مَن يرتقب حضور شيء أو وقوعه وهو يزاول عمله۵. وبناءً على هذا، فإنّ انتظار الفرج في معناه العامّ هو: الأمل بمستقبل أفضل وانفراج المصاعب والتخلّص منها.

الركيزة الأساسيّة في انتظار الفرج هو رفض الواقع المعاش، والأمل بمستقبل أكثر إشراقاً، ويعدّ ثبات الشخص المنتظر حيال الوضع الموجود والصبر على المصاعب، من ضروريّات الأمل بغدٍ أفضل.

وذُكرت أحياناً حالة انتظار الفرج بعنوان «توقّع الفَرَج»، وهي أصل الانتظار ومن ضروريّاته.۶

1.. راجع: ص ۸۰ ح ۹۴۳.

2.. راجع: ص ۸۴ ح ۹۵۲.

3.. راجع: ص ۷۷ ح ۹۳۶.

4.. راجع: ص ۸۹ ح ۹۵۷.

5.. راجع: لغت‏نامه دهخدا وفرهنك سخن كلاهما بالفارسيّة.

6.. نلفت الانتباه إلى احتمال أنّ الانتظار من باب «الافتعال»، وأحد تطبيقات هذا الباب هو بذل الجهد لتحصيل الشيء، فمثلاً الاكتساب لا يرادف الكسب، بل كسب يحاول صاحبه جاهداً لتحقيق شيء. ومن هنا فالانتظار بمعناه اللغوي هو الترقّب مع بذل الجهد، لا مجرّد الترقّب بدون سعي ومسؤليّة. والتوقّع من باب التفعّل أيضاً، ومن معاني هذا الباب أيضاً السعي لتحصيل الشيء. وتوقّع الفرج أيضاً بمعنى السعي لوقوع وتحقّق الفرج.
وبناءً على هذا التوضيح تشير رواية: «لِيُعِدَّنَّ أحَدُكُم لِخُروجِ القائِمِ وَ لَو سَهما» إلى الانتظار المسؤول راجع : ص ۸۰ ح ۹۴۲ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
50

الرديئة للناس ـ ولاسيّما المسلمين والشيعة ـ بظهور إمام العصر عليه‏السلام، وأحياناً يطبّق المعصومون عليهم‏السلام الحديث النبويّ الموصي بانتظار الفرج على انتظار الثورة المهدويّة.

قال السيّد عبد العظيم الحسنيّ: ذهبت إلى الإمام الجواد عليه‏السلام لكي أسأله: هل القائم هو المهديّ أو غيره؟ وقبل أن أسأله قال الإمام عليه‏السلام:

أفضَلُ أعمالِ شيعَتِنا انتِظارُ الفَرَجِ.۱

۲ ـ النوع الثاني من مفهوم «انتظار الفرج» الذي نُقل بنقاءٍ عن أهل البيت عليهم‏السلام وجُمع في المصادر الحديثية، هو ما يُشير إلى انتظار ثورة الإمام المهديّ عليه‏السلام، ويُعدّد فضائل المنتظرين. وبيّنت هذه المجموعة من الأحاديث المفهوم المشار إليه بعبارات مختلفة، منها:

أ ـ «المنتظر لهذا الأمر»، مثل حديث: «مَن ماتَ مُنتَظِراً لِهذَا الأَمرِ كانَ كَمَن كانَ مَعَ القائِمِ في فُسطاطِهِ».۲

ب ـ «انتظار قائمنا»، مثل أحاديث عرض الدين التي تَعتبِر انتظارُ قيام الإمام المهديّ عليه‏السلام من الأركان السليمة للعقيدة.۳

ج ـ «توقّع الفرج»، مثل الأحاديث المؤّدة على فضيلة الاعتقاد بالحجّة الإلهيّة وتوقّع الفرج بظهوره.۴

د ـ «المنتظرون لظهوره»، مثل حديث «إنَّ أهلَ زَمانِ غَيبَتِهِ القائِلينَ بِإِمامَتِهِ وَالمُنتَظِرينَ لِظُهورِهِ، أفضَلُ مِن أهلِ كلِّ زَمانٍ».۵

1.. راجع: ص ۷۰ ح ۹۱۹.

2.. راجع: ص ۷۵ ح ۹۳۳.

3.. راجع: ص ۷۳ من أركان الدّين.

4.. راجع: ص۵۷ ح۸۹۸ كمال الدين وح۸۹۹ (كمال الدين) و ص۵۹ ح۹۰۲ (تفسير القمّي) و ص۹۳ (الفصلالثاني / بالصبر يتوقّع الفرج) .

5.. راجع: ص ۷۶ ح ۹۳۵.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10925
صفحه از 416
پرینت  ارسال به