وأحد الخدّام، وساروا إلى منىً بعد منتصف الليل.
وعندما دخلنا إلى خيام منى في الصباح، أخبرونا أنّه ضاع في الجمرات منذ ليلة أمس، فبدأنا بالبحث عنه؛ لأنّه لايعرف اسمه، وليس في حوزته بطاقة هويّة، ولكن مساعينا كلّها كانت بلا طائل.
حان وقت صلاة المغرب، وصلّيتها بهم جماعة، بعدها اقترب أحد الزوّار منّي وقال: أيّها الشيخ، لاتقلق، لقد جاء الرجل سررت بذلك، وبعد صلاة العشاء والمحاضرة، دعوته وقلت له: أين كنت؟ ومن أتى بك إلى هنا؟
قال: أُغشي عليّ بالقرب من الجمرات، وقبل عدّة دقائق جاء شخص يعرف اسمي وقال لي: انهض لأُوصلك إلى خيمتك. وما أن سرنا حتّى رأيت نفسي هنا، وقال لي: اذهب إلى خيمتك.
نعم، لقد غدا وجهه متلألئاً، وأراد الجميع أن ينظروا إلى وجهه النورانيّ، وأدركوا أنّه شمله اهتمام خاصّ من قبل بقيّة اللّه عليهالسلام، وحاز احتراماً بالغاً بين أعضاء القافلة.
قال أحد أقربائه: من خصائص هذا الرجل أنّه لا يعرف معنى المعصية، ولم يُلاحظ عليه ارتكاب مخالفة وذنب حتّى الآن، ومع كلّ شرود ذهنه، فحينما يسمع الأذان يذهب إلى المسجد، ويكون أحياناً الشخص الوحيد الذي يصلّي في المسجد أوّل الوقت.
وهو الآن حيّ في قرية كردو بمنطقة راتكان في مشهد، وجميع الزائرين حازوا روحاً عالية إلى نهاية الرحلة، وازداد توسّلهم بإمام العصر عليهالسلام. وتيقّنت أن من دلّه على الخيام إمّا بقيّة اللّه عليهالسلام أو أحد أعوانه وأصحابه.
«اَللّهُمَّ أَرِنِي الطَّلعَةَ الرَّشيدَةَ وَ الغُرَّةَ الحَميدَةَ».
۵ / ۱۷
الإمداد الغيبيّ في الرجوع من الجمرات
قال أحد الأصدقاء۱: