45
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

وأحد الخدّام، وساروا إلى منىً بعد منتصف الليل.

وعندما دخلنا إلى خيام منى في الصباح، أخبرونا أنّه ضاع في الجمرات منذ ليلة أمس، فبدأنا بالبحث عنه؛ لأنّه لايعرف اسمه، وليس في حوزته بطاقة هويّة، ولكن مساعينا كلّها كانت بلا طائل.

حان وقت صلاة المغرب، وصلّيتها بهم جماعة، بعدها اقترب أحد الزوّار منّي وقال: أيّها الشيخ، لاتقلق، لقد جاء الرجل سررت بذلك، وبعد صلاة العشاء والمحاضرة، دعوته وقلت له: أين كنت؟ ومن أتى بك إلى هنا؟

قال: أُغشي عليّ بالقرب من الجمرات، وقبل عدّة دقائق جاء شخص يعرف اسمي وقال لي: انهض لأُوصلك إلى خيمتك. وما أن سرنا حتّى رأيت نفسي هنا، وقال لي: اذهب إلى خيمتك.

نعم، لقد غدا وجهه متلألئاً، وأراد الجميع أن ينظروا إلى وجهه النورانيّ، وأدركوا أنّه شمله اهتمام خاصّ من قبل بقيّة اللّه‏ عليه‏السلام، وحاز احتراماً بالغاً بين أعضاء القافلة.

قال أحد أقربائه: من خصائص هذا الرجل أنّه لا يعرف معنى المعصية، ولم يُلاحظ عليه ارتكاب مخالفة وذنب حتّى الآن، ومع كلّ شرود ذهنه، فحينما يسمع الأذان يذهب إلى المسجد، ويكون أحياناً الشخص الوحيد الذي يصلّي في المسجد أوّل الوقت.

وهو الآن حيّ في قرية كردو بمنطقة راتكان في مشهد، وجميع الزائرين حازوا روحاً عالية إلى نهاية الرحلة، وازداد توسّلهم بإمام العصر عليه‏السلام. وتيقّنت أن من دلّه على الخيام إمّا بقيّة اللّه‏ عليه‏السلام أو أحد أعوانه وأصحابه.

«اَللّهُمَّ أَرِنِي الطَّلعَةَ الرَّشيدَةَ وَ الغُرَّةَ الحَميدَةَ».

۵ / ۱۷

الإمداد الغيبيّ في الرجوع من الجمرات

قال أحد الأصدقاء۱:

1.. حكى هذه القصّة شخص ثقة بناءً على طلبي منه في رحلة من رِحلات الحجّ.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
44

رجل شريف تلوح على جبينه علامات العظمة أمامنا، وأمر السائق بقوله: إلى هنا، أو: تحرّك من هنا. وحال دون حركتنا بالاتّجاه الذي كنّا سائرين فيه، فترجّل السائق من السيّارة وأصرّ على ألاّ يمنعنا من المسير، فكرّر جملة: من هنا، وهو طلق الوجه مبتسم الشفتين.

نزلت وعرّفت نفسي على أنّني دليل المجموعة، وأخذت يده لأُقبّلها، فلم يسمح لي وقال: إلى هنا تحرّكوا. واضطررنا إلى مواصلة سيرنا في الاتّجاه الذي أرشدنا إليه، ومع تغيير السرعة وقطع مسافة قصيرة وجدنا أنفسنا أمام خيامنا، ووجدت نفسي وأنا أبكي في مواجهة مدير المجموعة الذي كان يصرخ، بعد بضع دقائق تمالكت نفسي ونظرت إلى الخلف، لكنّني لم أعثر على أحد!

۵ / ۱۶

الإمداد الغيبيّ في منيً

قال حجّة الإسلام والمسلمين علي أصغر عطائي الخراسانيّ۱، إمام الجمعة الأسبق لطرقبة في مشهد:

وفّقت لأداء مراسم الحجّ بسِمَة مرشد دينيّ لقافلة الحاجّ تقي أُميدوار سنة ۱۴۱۲ه، وبعض مسافري القافلة من قرية «كرو» الواقعة على عدّة فراسخ من «راتكان» التابعة لمدينة مشهد، والبقيّة من المدينة المذكورة، ومن بين القرويّين رجل فقد ذاكرته بنحو يصعب فيه أن يتذكّر اسمه.

فقلت لأقربائه المرافقين له: إنّه في هذه الحالة لايتمكّن من أداء الحجّ. ولكنّ أبناء أخيه قالوا: نحن نهتمّ به نحافظ عليه.

وبصعوبة لقّنته نيّة الإحرام والتلبية، وأدّى أعمال عمرة التمتّع، ثمّ ذهبنا إلى عرفات وبعدها إلى المشعر، فأرسلناه في سيّارة النساء مع عدد من المعذورين

1.. حجّة الإسلام والمسلمين علي أصغر عطائي الخراسانيّ ۱۳۵۴ ـ ۱۴۳۱ه كاتب وداعية إسلاميّ، تصدّى لإرشاد الناس. نُصّب بعد الثورة الإسلاميّة كأوّل إمام جمعة لطرقبه في مشهد. من مؤلّفاته: إمام عليّ عليه‏السلام أوّلين مظلوم تاريخ، پرتوي از زندگاني عليّ بن موسى الرضا عليه‏السلام(كلاهما بالفارسيّة).

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10474
صفحه از 416
پرینت  ارسال به