43
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

۵ / ۱۵

الإمداد الغيبي في عرفات

نقل شخص باسم السيّد عليّ أصغر البلاغيّ، قال:

كنت مع رجلٍ ودليلٍ ومجموعةٍ من الأخوات في شاحنة تسير بطريق عرفات سنة ۱۳۹۷ه، وذهب مدير المجموعة مع السيّارة التي تُقِلّ الرجال، ولسببٍ ما انفصلنا عن مدير المجموعة. وفرشنا سجّادة عريضة في ظهر السيّارة لتجلس عليها الأخوات، وأنا والرجل جلسنا على مقصورة السائق وفوق المكان المخصّص بربط الأحمال، أمّا الدليل فرجل لبنانيّ جلس بجانب السائق.

ومنذ أن وصلنا عرفات، قابلنا في كلّ مرحلة رجل شرطة وهو يعلن أنّ الطريق ذو اتّجاه واحد، ويرشدنا إلى منىً بعبارة: «رح إلى منى»، وعلى أيّ حال ذهبنا إلى منىً للدخول إلى عرفات.

وعندما وصلنا ترجّل الدليل ليجد الخيام، ولكنّه ذهب ولم يعد، وكلّما سأل السائقُ رجَل الشرطة ليدلّه لم يجبه بوضوح، وأخيراً ألحقوا بي فتىً ناشئاً على أنّه كشّاف، ولكنّه لم يستطع أيضاً العثور على خيامنا، ثمّ ذهب ولم يرجع.

فرأيت أن أتوسّل بإمام العصر عليه‏السلام، فأوصيت الأخوات ـ اللواتي كنّ مستعدّات جميعهنّ للتوسّل ويرين أنفسهنّ مضطرّات ـ بقراءة آية: «أَمَّن يُجِيبُ...»، ويتوسّلن بالسيّدة فاطمة الزهراء، ويستغثن بإمام العصر عليه‏السلام، فقرأنا دعاء الفرج، وخضعت القلوب، وتهيّأت النفوس، وهبّ نسيم فرج.

استشرنا السائق والشخص المرافق له وذهبنا إلى الشارع الرئيسيّ ووقفنا حتّى يحلّ الصباح، فعرفات في ذلك الوقت تفتقر للإضاءة الكافية، والانفصال عن القافلة مثير للمخاوف والقلق بالنسبة لنا، ولمجموعة الرجال، وللمدير بصورة أكبر.

وبينما نحن جالسون فوق المكان المخصّص بربط المتاع والسيّارة تسير بنا، ظهر


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
42

أنّ حدسي صحيح.

أردت أن أكلّمه بغضب فرأيت ذلك السيّد أشار إليّ أن اهدأ؛ أي حذّرني بأنّني محرم وعليّ أن انتبه، ثمّ سألني: هل هذا الحاجّ معكم؟ قلت: نعم. ثمّ سألت الحاجّ الساوجي: إلى أين ذهبت؟ قال: أضعت حذائي، فبحثت عنهما قليلاً، ولم أعثر عليهما في آخر الأمر، والآن جئت حافي القدمين.

فحمدت اللّه‏ تعالى على حلّه لهذه المشكلة بيسر، ولكنّ المشكلة الأُخرى أنّ القافلة تحرّكت، وعليّ أن أذهب برفقة هذا الزائر إلى عرفات، مع قلّة وسائط النقل وازدحام الطريق والجهل بمكان الخيام. وعلى كلّ حال، طلبنا العون من اللّه‏ تعالى، وأخيراً تهيّأت وسيلةُ نقل وركبنا نحن الاثنين معاً.

نزل الركّاب الذين جاؤوا معنا في محالّهم؛ لأنّهم يعرفون خيامهم وأماكن سكناهم، أمّا أنا فلم أعرف، والسائق كذلك، فطلبت منه مرّة أو مرّتين أن يتقدّم مسافة إلى الأمام ففعل، إلاّ أنّه وصل إلى مكان ورفض أن يتقدّم أكثر منه، فاضطررنا إلى الترجّل من السيارة. وفي هذا الوقت تبادر إلى ذهني أنّ مطوّف الإيرانيّين هو محمّد علي غنّام، فعلينا إذن أن نعثر عليه ونجد الخيام عن طريقه. وبينما شُغلنا بالنظر إلى لوحة الإرشادات، رأينا السيّد عسكريّ ـ وهو من المدراء أصحاب الخبرة ـ بحالة من الاضطراب والتعب وهو يبحث عن خيامه، ولمّا وصل إلينا سألَنا: أين خيامنا؟

ففكّرت في كونه مديراً وأضاع خيمته، فكيف بي أنا؟! ولكنّ بصيص الأمل هو أنّنا عرفنا أنّ الخيام الإيرانيّة في هذه الأنحاء.

تقدّمنا قليلاً، وإذا بنا نصل إلى خيام الإيرانيّين، وعرفنا أنّ الخيمة الثالثة هي خيمتنا، فدخلناها أنا والحاجّ الساوجي، ورأينا أنّ قافلتنا وصلت لتوّها، ولم يستقرّوا فيها تماماً، فمُلئتُ بهجةً وسروراً، كما فرحت وشكرت بكلّ كياني إمام العصر عليه‏السلام على لطفه ورعايته لنا.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10698
صفحه از 416
پرینت  ارسال به