405
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

۲ ـ عندما لا يكون بعض الرواة في كتب كالكافي (مع الدقّة الفائقة لمؤلّفه) ثقات، فيستبعد أن يدّعي مؤلّف أنّ جميع رواة كتابه من الثقات.

۳ ـ لو فرضنا أنّه يستنبط من العبارة المذكورة توثيقُ ابن المشهدي لجميع رواة كتاب المزار الكبير فبما أنّه يعدّ من المتأخّرين، فسيكون توثيقه قطعاً على أساس الحدس والظنّ، ولا يمتاز بالاعتبار اللاّزم.

وعلى الرغم من أنّ وثاقة مشايخ ابن المشهدي تمنح أحاديث كتابه اعتباراً نسبيّاً، ولكنّ هذا الاعتبار لايكفي لنسبة الزيارة المذكورة باطمئنان إلى إمام العصر عليه‏السلام بنحو مباشر، ولذلك يوصى من يقرأ زيارة الناحية المقدّسة بأن لا ينسبها إلى الإمام الحجّة عليه‏السلام مباشرة، بل ينقلها من كتاب المزار الكبير عن الناحية المقدّسة.

ولايخلو كتاب ابن المشهديّ من ملاحظات أُخرى لايستوعبها هذا البحث الموجز.

مدى صحّة الزيارة الثانية

تُنسب هذه الزيارة أيضاّ إلى الناحية المقدّسة، ولكنّها تشتهر بزيارة الشهداء، وتتعلّق بها عدّة أُمور تسترعي الاهتمام:

۱ ـ وردت هذه الزيارة في كتاب: الإقبال۱ والمزار الكبير۲ ومصباح الزائر۳، ولكنّها لم ترد في المصادر القديمة مثل كامل الزيارات ومصباح المتهجّد.

۲ ـ ومع أنّ اسم الشيخ الطوسيّ موجود في سلسلة سند هذا الحديث (الزيارة)، فما يُثار من سؤل هو: لماذا لم يذكر الشيخ الطوسيّ نفسه هذه الزيارة في مصباح المتهجّد؟

۳ ـ لو فرضنا صحّة سند هذا الحديث حتّى الشيخ الطوسيّ، فهو بعده يعاني من انقطاع

1.. راجع: الإقبال: ج ۳ ص ۷۳.

2.. راجع: المزار الكبير: ص ۴۸۵.

3.. راجع: مصباح الزائر: ص ۲۷۸.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
404

الفصل الرابع عشر ـ من دون نسبتها إلى الناحية المقدّسة، فقال العلاّمة المجلسيّ في ذلك بأنّه ربّما يكون الاختلاف بين هذه الزيارة والزيارة المنسوبة إلى السيّد المرتضى بسبب اختلاف الرواية، والظاهر أنّ السيّد أخذ بالزيارة وأضاف عليها من إنشائه.۱

مدى صحّة واعتبار الزيارة الأُولى

لاحظنا في النصّ المنقول عن كتاب المزار الكبير أنّ الزيارة تفتقد إلى سند متّصل بالناحية المقدّسة، وحديثها مرسل اصطلاحاً ولا يمكن تقييمها من حيث السند، ولكنّ مؤلّف المزار الكبير كتب في مقدّمة هذا الكتاب:

أمّا بعد، فإنّي قد جمعت في كتابي هذا من فنون الزيارات للمشاهد المشرّفات، وما ورد في الترغيب في المساجد المباركات، والأدعية المختارات، وما يُدعى به عقيب الصلوات، وما يُناجى به القديم تعالى من لذيذ الدعوات في الخلوات، وما يلجأ إليه من الأدعية عند المهمّات، ممّا اتّصلت به من ثقات الرواة بسند إلى السادات.۲

قال بعض الباحثين: إنّ هذه العبارة صريحة في التوثيق العامّ لجميع من ورد في أسانيد أحاديث هذا الكتاب، وممّن أصرّ على ذلك المحدّث النوريّ۳، ولكن ينبغي الالتفات إلى بعض الأُمور في هذا الصدد:

۱ ـ لعلّ مراد ابن المشهديّ من العبارة المذكورة هو توثيق مشايخه المباشرين في الرواية، وبناء عليه يريد بيان أنّ من نقل له هذه الأحاديث أو ذكرها في كتبه موضع للثقة، لا أنّ جميع الواردين في سلسلة أسانيد الأحاديث الموجودة في كتابه المزار الكبير موضع ثقته.

1.. بحار الأنوار: ج ۱۰۱ ص ۳۲۸.

2.. المزار الكبير: ص ۲۷.

3.. راجع: خاتمة مستدرك الوسائل: ج ۱ ص ۳۵۹ و ج ۲ ص ۴۵۱.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10514
صفحه از 416
پرینت  ارسال به