۲ ـ عندما لا يكون بعض الرواة في كتب كالكافي (مع الدقّة الفائقة لمؤلّفه) ثقات، فيستبعد أن يدّعي مؤلّف أنّ جميع رواة كتابه من الثقات.
۳ ـ لو فرضنا أنّه يستنبط من العبارة المذكورة توثيقُ ابن المشهدي لجميع رواة كتاب المزار الكبير فبما أنّه يعدّ من المتأخّرين، فسيكون توثيقه قطعاً على أساس الحدس والظنّ، ولا يمتاز بالاعتبار اللاّزم.
وعلى الرغم من أنّ وثاقة مشايخ ابن المشهدي تمنح أحاديث كتابه اعتباراً نسبيّاً، ولكنّ هذا الاعتبار لايكفي لنسبة الزيارة المذكورة باطمئنان إلى إمام العصر عليهالسلام بنحو مباشر، ولذلك يوصى من يقرأ زيارة الناحية المقدّسة بأن لا ينسبها إلى الإمام الحجّة عليهالسلام مباشرة، بل ينقلها من كتاب المزار الكبير عن الناحية المقدّسة.
ولايخلو كتاب ابن المشهديّ من ملاحظات أُخرى لايستوعبها هذا البحث الموجز.
مدى صحّة الزيارة الثانية
تُنسب هذه الزيارة أيضاّ إلى الناحية المقدّسة، ولكنّها تشتهر بزيارة الشهداء، وتتعلّق بها عدّة أُمور تسترعي الاهتمام:
۱ ـ وردت هذه الزيارة في كتاب: الإقبال۱ والمزار الكبير۲ ومصباح الزائر۳، ولكنّها لم ترد في المصادر القديمة مثل كامل الزيارات ومصباح المتهجّد.
۲ ـ ومع أنّ اسم الشيخ الطوسيّ موجود في سلسلة سند هذا الحديث (الزيارة)، فما يُثار من سؤل هو: لماذا لم يذكر الشيخ الطوسيّ نفسه هذه الزيارة في مصباح المتهجّد؟
۳ ـ لو فرضنا صحّة سند هذا الحديث حتّى الشيخ الطوسيّ، فهو بعده يعاني من انقطاع