كلام في مدى اعتبار زيارتي الإمام الحسين علیه السلام المنسوبتين إلى الناحية المقدّسة
نُسِبت زيارتا الإمام الحسين عليهالسلام المنقول نصّهما في بداية الفصل إلى الناحية المقدّسة۱ ؛ ولأنّه أُشير فيهما ـ وبخاصّة الزيارة الأُولى ـ إلى مصائب سيّد الشهداء عليهالسلام وأصحابه الكرام، صارتا موضع استناد واستفادة روّاد المنابر وذاكري مصائب أهل البيت عليهمالسلام، ولهذا حاز الاطّلاع على مدى اعتبارهما أهمّيّة متميّزة، ولكن ينبغي الالتفات إلى بعض الأُمور قبل التطرّق إلى هذا الموضوع:
۱ ـ رغم انتساب كلتا الزيارتين إلى الناحية المقدّسة، إلاّ أنّ المشهورة بـ «زيارة الناحية المقدّسة» هي الأُولى في هذا الفصل، وهي الزيارة الواردة في كتاب المزار الكبير تأليف ابن المشهديّ۲.۳
۲ ـ نقل العلاّمة المجلسيّ في بحار الأنوار الزيارة الأُولى عن كتاب المزار للشيخ المفيد أيضاً۴، ولكن لا يوجد هذا النصّ في النسخ الموجودة من كتاب المزار للمفيد.
۳ ـ ورد قسم من هذه الزيارة في الزيارة المنسوبة إلى السيّد المرتضى ـ التي ذكرناها في
1.. الناحية المقدّسة: مصطلح استعمله الشيعة الإماميّة منذ النصف الأوّل من القرن الثالث الهجريّ في نقل المطالب عن الأئمّة: الهاديّ والعسكريّ والمهديّ عليهمالسلام ، أو التحدّث عنهم بدلاً من ذكر أسمائهم؛ بسبب الأوضاع السياسيّة والاجتماعيّة الصعبة، وغالباً ما استُخدم في عصر الغيبة الصغرى لإمام العصر عليهالسلام.
2.. هو محمّد بن جعفر المشهديّ الحائريّ ت ح ۵۷۴ ه.
3.. المزار الكبير: ص ۴۹۶ ـ ۵۱۳.
4.. بحار الأنوار: ج ۱۰۱ ص ۳۱۷.