الشخص، وكيف عثر علينا في وسط الصحراء؟
ولاشكّ في أنّ الحالة البائسة التي تعرّضنا لها، وتوجّه جميع القلوب نحو إمام العصر عليهالسلام، كانا مؤّرين في الخلاص من تلك الشدّة.۱
۵ / ۱۴
الإمداد الغيبيّ في طريق عرفات
قال حجّة الإسلام السيّد محمّد حسين مؤمن پور:
سافرت إلى الحجّ بصفة مرشد دينيّ سنة ۱۳۹۲ه، ولم يكن للقوافل في تلك السنين نظام كما نشاهده اليوم، بل كان بعض مدرائها يتصرّف مثلما يحلو له دون التزام بمراعاة دقيقة للقضايا الشرعيّة.
واقترب الظهر من اليوم الثامن من ذي الحجّة، فجمعت الزوّار وشرحت لهم كيفيّة الإحرام لحجّ التمتّع والقضايا المتعلّقة به، وقلت: على الرغم من أنّ الإحرام جائز في مدينة مكّة بأجمعها، إلاّ أنّنا سنذهب إلى المسجد الحرام وننوي خلف مقام إبراهيم ونحرم هناك؛ مراعاةً للاحتياط وجزيل الأجر والثواب.
انتهت كلمتي وذهبنا مع الزائرين لتناول طعام الغداء، فجاءني مدير القافلة وهو غضبان، وقال: لماذا قلت هذا الكلام للزائرين؟ قلت: وما الضير؟ قال: هل من الممكن أن نذهب بالحجّاج إلى المسجد الحرام في هذا الوضع المزدحم؟ لايمكن ذلك ويجب أن نحرم هنا، ونذهب إلى عرفات!
فأجبته: لقد شرحت المسائل الشرعيّة للحجّاج فقط، وإذا كنت قلقاً على وقت انطلاقنا، فقل ذلك لأذهب أنا بالزائرين وأُرجعهم في الوقت المحدّد. ثمّ قلت للزوّار: أسرعوا في تناول الغداء، واستعدّوا للذهاب إلى المسجد الحرام.
فتهيّؤا سريعاً، ومشينا من مكان بنايتنا في منطقة الحجون إلى المسجد الحرام،