383
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

الضَّرائِبِ، جَزيلَ المَواهِبِ، حَليمٌ رَشيدٌ مُنيبٌ، جَوادٌ عليمٌ شَديدٌ، إمامٌ شَهيدٌ، أوّاهٌ۱ مُنيبٌ، حَبيبٌ مَهيبٌ.
كُنتَ لِلرَّسولِ صَلَّى اللّه‏ُ عَلَيهِ وآلِهِ وَلَدا، ولِلقُرآنِ مُنقِذا، ولِلاُمَّةِ عَضُدا، وفِي الطّاعَةِ مُجتَهِدا، حافِظا لِلعَهدِ وَالميثاقِ، ناكِبا۲ عَن سُبُلِ الفُسّاقِ، باذِلاً لِلمَجهودِ، طَويلَ الرُّكوعِ وَالسُّجودِ، زاهِدا فِي الدُّنيا زُهدَ الرّاحِلِ عَنها، ناظِرا إلَيها بِعَينِ المُستَوحِشينَ مِنها، آمالُكَ عَنها مَكفوفَةٌ، وهِمَّتُكَ عَن زينَتِها مَصروفَةٌ، وأَلحاظُكَ عَن بَهجَتِها مَطروفَةٌ۳، ورَغبَتُكَ فِي الآخِرَةِ مَعروفَةٌ.
حَتّى إذَا الجَورُ مَدَّ باعَهُ، وأَسفَرَ الظُّلمُ قِناعَهُ، ودَعَا الغَيُّ أتباعَهُ، وأَنتَ في حَرَمِ جَدِّكَ قاطِنٌ، ولِلظّالِمينَ مُبايِنٌ، جَليسُ البَيتِ وَالمِحرابِ، مُعتَزِلٌ عَنِ اللَّذّاتِ وَالشَّهَواتِ، تُنكِرُ المُنكَرَ بِقَلبِكَ ولِسانِكَ عَلى قَدرِ طاقَتِكَ وإمكانِكَ. ثُمَّ اقتَضاكَ العِلمُ لِلإِنكارِ، ولَزِمَكَ أن تُجاهِدَ الفُجّارَ، فَسِرتَ في أولادِكَ وأَهاليكَ، وشيعَتِكَ ومَواليكَ، وصَدَعتَ بِالحَقِّ وَالبَيِّنَةِ، ودَعَوتَ إلَى اللّه‏ِ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ، وأَمَرتَ بِإِقامَةِ الحُدودِ، وَالطّاعَةِ لِلمَعبودِ، ونَهَيتَ عَنِ الخَبائِثِ وَالطُّغيانِ، وواجَهوكَ بِالظُّلمِ وَالعُدوانِ.
فَجاهَدتَهُم بَعدَ الإِيعاظِ لَهُم، وتَأكيدِ الحُجَّةِ عَلَيهِم، فَنَكَثوا ذِمامَكَ وبَيعَتَكَ، وأَسخَطوا رَبَّكَ وَجَدَّكَ، وَبَدؤوكَ بِالحَربِ، فَثَبَتَّ لِلطَّعنِ وَالضَّربِ، وطَحَنتَ جُنودَ الفُجّارِ، وَاقتَحَمتَ قَسطَلَ الغُبارِ۴، مُجالِدا بِذِي الفَقارِ، كَأَنَّكَ عَلِيٌّ المُختارُ.
فَلَمّا رَأَوكَ ثابِتَ الجَأشِ، غَيرَ خائِفٍ ولا خاشٍ، نَصَبوا لَكَ غَوائِلَ۵ مَكرِهِم،

1.. الأوّاهُ : المتأوّه المُتضَرِّع النهاية : ج ۱ ص ۸۲ «أوه» .

2.. نَكَبَ عنه : عَدَلَ (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۱۳۴ «نكب») .

3.. طَرَفَهُ عنه : أي صرفه وردّه الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۹۵ «طرف» .

4.. قَسطَلُ الغُبارِ : الساطع من الغبار لسان العرب : ج ۱۱ ص ۵۵۷ «قسطل» .

5.. الغَوائِلُ : الدَّواهي المصباح المنير : ص ۴۵۷ «غول» .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
382

أشهَدُ أنَّكَ قَد أقَمتَ الصَّلاةَ وآتَيتَ الزَّكاةَ، وأَمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَيتَ عَنِ المُنكَرِ وَالعُدوانِ، وأَطَعتَ اللّه‏َ وما عَصَيتَهُ، وتَمَسَّكتَ بِهِ وبِحَبلِهِ فَأَرضَيتَهُ وخَشيتَهُ، وراقَبتَهُ وَاستَجَبتَهُ، وسَنَنتَ السُّنَنَ، وأَطفَأتَ الفِتَنَ، ودَعَوتَ إلَى الرَّشادِ، وأَوضَحتَ سُبُلَ السَّدادِ، وجاهَدتَ فِي اللّه‏ِ حَقَّ الجِهادِ.
وكُنتَ للّه‏ِِ طائِعا، ولِجَدِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه‏ُ عَلَيهِ وآلِهِ تابِعا، ولِقَولِ أبيكَ سامِعا، وإلى وَصِيَّةِ أخيكَ مُسارِعا، ولِعِمادِ الدّينِ رافِعا، ولِلطُّغيانِ قامِعا، ولِلطُّغاةِ مُقارِعا، ولِلاُمَّةِ ناصِحا، وفي غَمَراتِ المَوتِ سابِحا، ولِلفُسّاقِ مُكافِحا، وبِحُجَجِ اللّه‏ِ قائِما، ولِلإِسلامِ وَالمُسلِمينَ راحِما، ولِلحَقِّ ناصِرا، وعِندَ البَلاءِ صابِرا، ولِلدّينِ كالِئا۱، وعَن حَوزَتِهِ مُرامِيا، وعَن شَريعَتِهِ مُحامِيا.۲
تَحوطُ الهُدى وتَنصُرُهُ، وتَبسُطُ العَدلَ وتَنشُرُهُ، وتَنصُرُ الدّينَ وتُظهِرُهُ، وتَكُفُّ العابِثَ وتَزجُرُهُ، وتَأخُذُ لِلدَّنِيِّ مِنَ الشَّريفِ، وتُساوي فِي الحُكمِ بَينَ القَوِيِّ وَالضَّعيفِ.
كُنتَ رَبيعَ الأَيتامِ، وعِصمَةَ الأَنامِ، وعِزَّ الإِسلامِ، ومَعدِنَ الأَحكامِ، وحَليفَ الإِنعامِ، سالِكا طَرائِقَ جَدِّكَ وأَبيكَ، مُشَبَّها فِي الوَصِيَّةِ لِأَخيكَ، وَفِيَّ الذِّمَمِ۳، رَضِيَّ الشِّيَمِ۴، ظاهِرَ الكَرَمِ، مُتَهَجِّدا فِي الظُّلَمِ، قَويمَ الطَّرائِقِ، كَريمَ الخَلائِقِ، عَظيمَ السَّوابِقِ، شَريفَ النَّسَبِ، مُنيفَ الحَسَبِ، رَفيعَ الرُّتَبِ، كَثيرَ المَناقِبِ، مَحمودَ

1.. كَلَأهُ : أي حفظه وحرسه الصحاح : ج ۱ ص ۶۹ «كلأ» .

2.. ليس في بحار الأنوار : «وعن شريعته محاميا» .

3.. الذِّمّة والذِّمامُ : وهما بمعنى العهد والأمان والضمان والحرمة والحقّ النهاية : ج ۲ ص ۱۶۸ «ذمم» .

4.. الشِّيمَةُ : الخُلْقُ الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۶۴ «شيم» .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10926
صفحه از 416
پرینت  ارسال به