وتحرّكت السيّارة، وبعد عدّة دقائق بعد أن درنا فيها حول التلال، أوصلنا إلى مقصدنا، وبمجرّد وصولنا نزل من السيّارة وغاب.
ونقل حجّة الإسلام محمّد حسين مؤمن پور۱ قصّة شبيهة بما ذكرت، حيث قال:
تحرّكنا من قم لزيارة بيت اللّه الحرام وموطن الوحي الإلهيّ في العام الذي كنت فيه مديراً لإحدى القوافل، مع قافلتين أُخريين كان مدير إحداهما السيّد كاشانيّ، ولأنّنا ذهبنا إلى مكّة أوّلاً، فيجب علينا أن نُحرم من الجُحفة.
وكلّ من له تجربة أكثر يعلم أنّ طريق الجحفة كان رمليّا، ولم يكن معبّداً كما في الوقت الحاضر، والسير فيه ولاسيّما بالليل محفوف بأخطار عديدة. وعلى أيّ حال، طلبت من مديرَي القافلتين السير معاً لكي يُساند بعضنا الآخر فيما لو وقعت حادثة.
وكان على سياراتنا التسع أن تطوي تسع كيلومترات، وهكذا بدأنا باجتياز الطريق الذي ربضت على أسفل بعض أماكنه تلال من الرمال ناهزت الخمسة أمتار، مع غياب الكهرباء والإمكانيات الأُخرى. وبعد كيلومترين غطست إحدى السيّارات المقلّة للسيّدات في الرمال، فاضطررنا إلى نقل ركّابها إلى سيّارات أُخرى، وبعد كيلومترين أيضاً غطست سيّارة ثانية في الرمل، ولم تكن طريقة لأخراجها سوى جرّها برافعة قويّة.
حينها هجم علينا القلق والاضطراب نحن المدراء الثلاثة؛ لعدم إمكانيّة إركاب مئة شخص في سيّارة واحدة، وبينما كنّا في تلك الحالة لفت انتباهَنا ضوءُ شاحنة صغيرة (بيك ـ آب) يتّجه نحونا، فاقتربَت منّا وقال صاحبها: إنّكم تسلكون طريقاً خاطئاً، اتّبعوني لأدلّكم على الطريق.
فسرنا خلفه حتّى وصلنا جادّة كأنّ الصخور رُصفت فيها من قبل وحضّرتها لاستقبال السيّارات، ومن ثمّ بلغنا المسجد دون عناء، ولم نعرف من هو ذلك