39
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

وتحرّكت السيّارة، وبعد عدّة دقائق بعد أن درنا فيها حول التلال، أوصلنا إلى مقصدنا، وبمجرّد وصولنا نزل من السيّارة وغاب.

ونقل حجّة الإسلام محمّد حسين مؤمن پور۱ قصّة شبيهة بما ذكرت، حيث قال:

تحرّكنا من قم لزيارة بيت اللّه‏ الحرام وموطن الوحي الإلهيّ في العام الذي كنت فيه مديراً لإحدى القوافل، مع قافلتين أُخريين كان مدير إحداهما السيّد كاشانيّ، ولأنّنا ذهبنا إلى مكّة أوّلاً، فيجب علينا أن نُحرم من الجُحفة.

وكلّ من له تجربة أكثر يعلم أنّ طريق الجحفة كان رمليّا، ولم يكن معبّداً كما في الوقت الحاضر، والسير فيه ولاسيّما بالليل محفوف بأخطار عديدة. وعلى أيّ حال، طلبت من مديرَي القافلتين السير معاً لكي يُساند بعضنا الآخر فيما لو وقعت حادثة.

وكان على سياراتنا التسع أن تطوي تسع كيلومترات، وهكذا بدأنا باجتياز الطريق الذي ربضت على أسفل بعض أماكنه تلال من الرمال ناهزت الخمسة أمتار، مع غياب الكهرباء والإمكانيات الأُخرى. وبعد كيلومترين غطست إحدى السيّارات المقلّة للسيّدات في الرمال، فاضطررنا إلى نقل ركّابها إلى سيّارات أُخرى، وبعد كيلومترين أيضاً غطست سيّارة ثانية في الرمل، ولم تكن طريقة لأخراجها سوى جرّها برافعة قويّة.

حينها هجم علينا القلق والاضطراب نحن المدراء الثلاثة؛ لعدم إمكانيّة إركاب مئة شخص في سيّارة واحدة، وبينما كنّا في تلك الحالة لفت انتباهَنا ضوءُ شاحنة صغيرة (بيك ـ آب) يتّجه نحونا، فاقتربَت منّا وقال صاحبها: إنّكم تسلكون طريقاً خاطئاً، اتّبعوني لأدلّكم على الطريق.

فسرنا خلفه حتّى وصلنا جادّة كأنّ الصخور رُصفت فيها من قبل وحضّرتها لاستقبال السيّارات، ومن ثمّ بلغنا المسجد دون عناء، ولم نعرف من هو ذلك

1.. وهو والد أحد الشهداء، ومن رجال الدين الموفّقين في الحجّ خلال دورتي في رئاسة قوافل الحجّاج الإيرانيّين.ونقل للكاتب شخصيّاً هذه القصّة والتي بعدها.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
38

ثمّ أضاف: لقد شعرت بحزن شديد لأنّني لم أطلب التكلّم إضافة إلى الرؤة؛ لأنّه عندما تقع عين الإنسان على الكعبة في المرّة الأُولى، تُستجاب له أيُّ أُمنيّة يتمنّاها.۱

۵ / ۱۳

الإمداد الغيبي في طريق الجُحفة

قال آية اللّه‏ السيّد جواد علم الهدى۲ في إحدى الجلسات بمكّة المكرّمة:

كان يأتي منّا الأربعة والخمسة أشخاص إلى جدّة قديماً، ونضطرّ للصبر ـ لأنّه لا توجد قوافل ـ حتّى يصبح عددنا ثلاثين أو أربعين شخصاً، فنستأجر شاحنة ونذهب إلى الجُحفة.

وسافرت مع جماعة في رحلة خلال (۱۳۷۵۱۳۸۰ه)، وحينما وصلنا ليلاً إلى رابغ، ادّعى السائق أنّه يعرف السبيل إلى الجُحفة، فانطلقنا نحوها، ولكن أحسسنا ونحن نسير في طريق ترابي أنّنا نتقدّم باتّجاه غير معروف، وبعد أن قطع مسافة توقّف فجأة وقال وهو مخطوف اللون: لقد أضعنا الطريق!

وكان بعض الركّاب نياما، وعُدمنا أيّ حيلة سوى التوسّل بإمام العصر عليه‏السلام، حيث لا سراج أو أيّ علامة واضحة غير النجوم، فصاح الجميع ثلاث مرّات في وقت واحد: «يا صاحب الزمان أدركني»، فرأينا شابّاً عربيّاً صعد السيّارة وقال: «أنا دليلكم».

1.. معروف أنّه عندما تقع العين على الكعبة في أوّل سفر إلى الحجّ يستجيب اللّه‏ تعالى لما يطلبه الإنسان، ولكن لايوجد دليل يُستند إليه في ذلك. نعم جاء في رواية أنّ من مواطن استجابة الدعاء عند رؤة الكعبة راجع: نهج الدعاء: ج ۱ ص ۳۵۵ ح ۵۸۰ .

2.. وُلد السيّد جواد علم الهدى في مدينة مشهد سنة ۱۳۴۸ه . أخذ دروس المقدّمات والمراحل العليا في مشهدوقم. مارس التأليف والتدريس الحوزويّ، واختاره آية اللّه‏ السيّد الگلپايگانيّ ممثّلاً عنه للتبليغ في عدّة دول ، منها: بريطانيا وسورية ولبنان وفلسطين وعمان ومصر. من مؤلّفاته: شفاعت، صهيونيسم بين الملل وانقلاب اسلامى، فلسفه حجّ، علوم قرآن كلّها بالفارسيّة .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10496
صفحه از 416
پرینت  ارسال به