373
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

المُؤمِنينَ مِنَ الذُّلِّ، وَانعَش بِهِ البِلادَ، وَاقتُل بِهِ الجَبابِرَةَ وَالكَفَرَةَ، وَاقصِم بِهِ رُؤوسَ الضَّلالَةِ، وذَلِّل بِهِ الجَبّارينَ وَالكافِرينَ، وأَبِر بِهِ المُنافِقينَ وَالنّاكِثينَ وجَميعَ المُخالِفينَ وَالمُلحِدينَ، في مَشارِقِ الأَرضِ ومَغارِبِها، وبَرِّها وبَحرِها، وسَهلِها وجَبَلِها، حَتّى لا تَدَعَ مِنهُم دَيّارا، ولا تُبقِيَ لَهُم آثارا.
طَهِّر مِنهُم بِلادَكَ، وَاشِف مِنهُم صُدورَ عِبادِكَ، وجَدِّد بِهِ مَا امتَحى مِن دينِكَ، وأَصلِح بِهِ ما بُدِّلَ مِن حُكمِكَ، وغُيِّرَ مِن سُنَّتِكَ، حَتّى يَعودَ دينُكَ بِهِ وعَلى يَدَيهِ غَضّا جَديدا صَحيحا لا عِوَجَ فيهِ ولا بِدعَةَ مَعَهُ، حَتّى تُطفِئَ بِعَدلِهِ نيرانَ الكافِرينَ، فَإِنَّهُ عَبدُكَ الَّذِي استَخلَصتَهُ لِنَفسِكَ، وَارتَضَيتَهُ لِنَصرِ دينِكَ، وَاصطَفَيتَهُ بِعِلمِكَ، وعَصَمتَهُ مِنَ الذُّنوبِ، وبَرَّأتَهُ مِنَ العُيوبِ، وأَطلَعتَهُ عَلَى الغُيوبِ وأَنعَمتَ عَلَيهِ، وطَهَّرتَهُ مِنَ الرِّجسِ، ونَقَّيتَهُ مِنَ الدَّنَسِ.
اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَيهِ وعَلى آبائِهِ الأَئِمَّةِ الطّاهِرينَ وعَلى شيعَتِهِ المُنتَجَبينَ، وبَلِّغهُم مِن أيّامِهِم ما يَأمُلونَ، وَاجعَل ذلِكَ مِنّا خالِصا مِن كُلِّ شَكٍّ وشُبهَةٍ ورِياءٍ وسُمعَةٍ، حَتّى لا نُريدَ بِهِ غَيرَكَ، ولا نَطلُبَ بِهِ إلاّ وَجهَكَ.
اللّهُمَّ إنّا نَشكو إلَيكَ فَقَد نَبِيِّنا، وغَيبَةَ إمامِنا، وشِدَّةَ الزَّمانِ عَلَينا، ووُقوعَ الفِتَنِ بِنا، وتَظاهُرَ الأَعداءِ، وكَثرَةَ عَدُوِّنا، وقِلَّةَ عَدَدِنا، اللّهُمَّ فَافرُج ذلِكَ عَنّا بِفَتحٍ مِنكَ تُعَجِّلُهُ، ونَصرٍ مِنكَ تُعِزُّهُ، وإمامِ عَدلٍ تُظهِرُهُ، إلهَ الحَقِّ آمينَ.
اللّهُمَّ إنّا نَسأَ لُكَ أن تَأذَنَ لِوَلِيِّكَ في إظهارِ عَدلِكَ في عِبادِكَ، وقَتلِ أعدائِكَ في بِلادِكَ، حَتّى لا تَدَعَ لِلجَورِ يا رَبِّ دِعامَةً إلاّ قَصَمتَها۱، ولا بَقِيَّةً إلاّ أفنَيتَها، ولا قُوَّةً إلاّ أوهَنتَها، ولا رُكنا إلاّ هَدَمتَهُ، ولا حَدّا إلاّ فَلَلتَهُ، ولا سِلاحا إلاّ أكلَلتَهُ۲، ولا رايَةً إلاّ نَكَّستَها، ولا شُجاعا إلاّ قَتَلتَهُ، ولا جَيشا إلاّ خَذَلتَهُ، وَارمِهِم يا رَبِّ بِحَجَرِكَ

1.. قَصَمتها : أي حَطَمتها وهَشَمتها ، وذلك عبارة عن الهلاك اُنظر : مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۴۸۶ «قصم» .

2.. كليلٌ وكالّ : أي غير قاطع المصباح المنير : ص ۵۳۸ «كلل» .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
372

السُّلطانَ وَالقُدرَةَ وَالبُرهانَ، وَالحُجَّةَ وَالمَشيئَةَ، وَالحَولَ وَالقُوَّةَ، فَافعَل بي ذلِكَ وبِجَميعِ المُؤمِنينَ، حَتّى نَنظُرَ إلى وَلِيِّ أمرِكَ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ ظاهِرَ المَقالَةِ، واضِحَ الدَّلالَةِ، هادِيا مِنَ الضَّلالَةِ، شافِيا مِنَ الجَهالَةِ، أبرِز يا رَبِّ مَشاهِدَهُ، وثَبِّت قَواعِدَهُ، وَاجعَلنا مِمَّن تَقَرُّ عَينُهُ بِرُؤيَتِهِ، وأَقِمنا بِخِدمَتِهِ، وتَوَفَّنا عَلى مِلَّتِهِ، وَاحشُرنا في زُمرَتِهِ.
اللّهُمَّ أعِذهُ مِن شَرِّ جَميعِ ما خَلَقتَ وذَرَأتَ وبَرَأتَ وأَنشَأتَ وصَوَّرتَ، وَاحفَظهُ مِن بَينِ يَدَيهِ ومِن خَلفِهِ وعَن يَمينِهِ وعَن شِمالِهِ، بِحِفظِكَ الَّذي لا يَضيعُ مَن حَفِظتَهُ بِهِ، وَاحفَظ فيهِ رَسولَكَ ووَصِيَّ رَسولِكَ عَلَيهِ وآلِهِ السَّلامُ، ومُدَّ عُمُرَهُ وزِد في أجَلِهِ، وأَعِنهُ عَلى ما وَلَّيتَهُ وَاستَرعَيتَهُ، وزِد في كَرامَتِكَ لَهُ، فَإِنَّهُ الهادِي المَهدِيُّ، وَالقائِمُ المُهتَدي، وَالطّاهِرُ التَّقِيُّ، الزَّكِيُّ النَّقِيُّ، الرَّضِيُّ المَرضِيُّ، الصّابِرُ الشَّكورُ المُجتَهِدُ.
اللّهُمَّ ولا تَسلُبنَا اليَقينَ لِطولِ الأَمَدِ في غَيبَتِهِ، وَانقِطاعِ خَبَرِهِ عَنّا، ولا تُنسِنا ذِكرَهُ وَانتِظارَهُ وَالإِيمانَ بِهِ، وقُوَّةَ اليَقينِ في ظُهورِهِ، وَالدُّعاءَ لَهُ وَالصَّلاةَ عَلَيهِ، حَتّى لا تُقَنِّطَنا غَيبَتُهُ مِن قِيامِهِ، ويَكونَ يَقينُنا في ذلِكَ كَيَقينِنا في قِيامِ رَسولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ، وما جاءَ بِهِ مِن وَحيِكَ وتَنزيلِكَ، فَقَوِّ قُلوبَنا عَلَى الإِيمانِ بِهِ حَتّى تَسلُكَ بِنا عَلى يَدَيهِ مِنهاجَ الهُدى، وَالمَحَجَّةَ۱ العُظمى، وَالطَّريقَةَ الوُسطى، وقَوِّنا عَلى طاعَتِهِ، وثَبِّتنا عَلى مُتابَعَتِهِ، وَاجعَلنا في حِزبِهِ وأَعوانِهِ وأَنصارِهِ وَالرّاضينَ بِفِعلِهِ، ولا تَسلُبنا ذلِكَ في حَياتِنا، ولا عِندَ وَفاتِنا، حَتّى تَتَوَفّانا ونَحنُ عَلى ذلِكَ، لا شاكّينَ ولا ناكِثينَ۲ ولا مُرتابينَ ولا مُكَذِّبينَ.
اللّهُمَّ عَجِّل فَرَجَهُ وأَيِّدهُ بِالنَّصرِ، وَانصُر ناصِريهِ، وَاخذُل خاذِليهِ، ودَمدِم عَلى مَن نَصَبَ لَهُ وكَذَّبَ بِهِ، وأَظهِر بِهِ الحَقَّ، وأَمِت بِهِ الجَورَ، وَاستَنقِذ بِهِ عِبادَكَ

1.. المَحَجَّةُ : جادّة الطريق المصباح المنير : ص ۱۲۱ «حجج» .

2.. النَكْثُ : نقض العهد النهاية : ج ۵ ص ۱۱۴ «نكث» .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11378
صفحه از 416
پرینت  ارسال به