353
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

وقال تعالى بعد قصّة موسى وهارون:

«وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الآَْخِرِينَ * سَلاَمٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤمِنِينَ».۱

ثمّ يحكي قصّة إلياس عليه‏السلام وقومه:

«وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلاَ تَتَّقُونَ * أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ * اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ * فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ * إلاّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآَْخِرِينَ * سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤمِنِينَ».۲

ثمّ ذكر لوطاً ويونس في تكملة السورة.

ولهذا يشير ظاهر آيات سورة الصافّات إلى إلياس عليه‏السلام، ولا تبدو قراءة آل ياسين بمعنى أهل بيت النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله صحيحةً في هذا الموضع.

۵ ـ يمكن اعتبار تفسير إلْ ياسين بآل ياسين وأهل بيت النبي صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، تفسيراً باطنياً أو تأويلاً يجتاز ظاهر اللفظ، ويبيّن علوماً غير متوفّرة.

۶ ـ الاحتمال الآخر: المقصود من الإشارة إلى «سلام على إل ياسين» في زيارة آل ياسين، هو بيان طريقة التحدّث مع أهل البيت عليهم‏السلام والسلام عليهم ؛ لأنّه عندما يسلّم اللّه‏ سبحانه هكذا على عباده الصالحين، فينبغي على الناس الاقتداء بهذه الطريقة التعليميّة، والكلام مع أهل البيت عليهم‏السلام والسلام عليهم كما جاء في زيارة آل ياسين.

فهنا لا تكون «إل ياسين» بمعنى آل ياسين، كما لم تؤّد القراءة غير المشهورة.

۷ ـ والنتيجة ـ استناداً إلى مجموع ما تقدّم ـ: أنّ قراءة زيارة آل ياسين لمخاطبة الإمام

1.. الصافّات: ۱۱۹ ـ ۱۲۲.

2.. الصافّات: ۱۲۳ ـ ۱۳۲.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
352

وما ينبغي ذكره أنّ بعض هذه الأحاديث جاء مرسلاً وأمّا بعضها الآخر فقد جاء مسندا. ومع شيء من التسامح يمكن اعتبار سند واحد من أسانيد الشيخ الطوسيّ معتبراً.

طبيعي أنّ إطلاق «ياسين» على أنّه اسم مختصّ بالنبي صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ۱، و«آل ياسين» على أنّهم أهل البيت عليهم‏السلام ـ بغضّ النظر عن آية سورة الصافّات ـ تكرّر في أحاديث ونصوص أُخرى، وهو أمر مقبول.۲

والاحتمال الآخر في تبرير هذه العبارة هو أن نعتبر عبارة «كما قال اللّه‏» أنّها إشارة إلى حديث قدسيّ من قول اللّه‏، ولكنّه ليس بقرآن، وحينها ستكون عبارة: «قولوا كَما قالَ اللّه‏ُ تَعالى: سَلامٌ عَلى آلِ ياسينَ» إشارَةً إلى حديث قدسيّ.

۴ ـ يكشف سياق الآيات عن المقصود من «إلْ ياسين» هو النبيّ إلياس عليه‏السلام أحد الأنبياء السابقين، وليس نبيّ الإسلام صلى‏الله‏عليه‏و‏آله. وبناء على ذلك لا يمكن ظاهراً قراءة أو تفسير «سلام على إل ياسين» على أنّه آل ياسين. فالآيات: ۷۲ حتّى ۱۳۰ من سورة الصافّات تشير إلى عدّة أنبياء، منهم: نوح وإبراهيم وموسى وهارون وإلياس، وإلى تعامل الناس غير اللاّئق معهم، ثمّ ذكر بعد قصّة نوح عليه‏السلام كما يلي:

«وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ * سَلاَمٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤمِنِينَ».۳

وقال سبحانه بعد بيان قصّة إبراهيم عليه‏السلام أنّه:

«وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآَْخِرِينَ * سَلاَمٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤمِنِينَ».۴

1.. راجع: الكافي: ج ۶ ص ۲۰.

2.. بحار الأنوار: ج ۲۳ ص ۱۶۷ ـ ۱۷۲، باب «إنّ آل ياسين آل محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله».

3.. الصافّات: ۷۸ ـ ۸۱.

4.. الصافّات: ۱۰۸ ـ ۱۱۱.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10880
صفحه از 416
پرینت  ارسال به