والأمر الوحيد الذي سنبحثه في زيارة آل ياسين هو أحد المقاطع الأُولى منها، حيث جاء فيه:
إذا أرَدتُمُ التَّوَجُّهَ بِنا إلَى اللّهِ وإلَينا، فَقولوا كما قالَ اللّهُ تَعالى: سَلامٌ عَلى آلِ ياسينَ، السَّلامُ عَلَيك يا داعِيَ اللّهِ ورَبّانِيَّ آياتِهِ....۱
والظاهر أنّ المراد من الكلام الإلهيّ هو القرآن الكريم، في حين أنّ عبارة «سلام على آل ياسين» لا توجد في القرآن الكريم على النحو المذكور، وهي بذلك تقصد الآية: «سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ»۲، مع أنّ القراءة المشهورة والرسميّة للآية لا تنسجم وعبارة الرواية على ما يبدو.
وهنا بعض الأُمور الجديرة بالذكر ممّا يتعلّق بالعبارة المذكورة:
۱ ـ لا توجد في خبر مصباح الزائر للسيّد ابن طاووس عبارة: «فقولوا كما قال اللّه تعالى»، بل أمر بقول: سلام على آل ياسين، وقال:
حِكمَةٌ بالِغَةٌ عَن قَومٍ لا يُؤِنونَ، وَالسَّلامُ عَلَينا وعَلى عِبادِ اللّهِ الصّالِحينَ (سَلامٌ عَلى آلِ ياسينَ)، ذلِك هُوَ الفَضلُ المُبينُ.۳
۲ ـ ذكرت المصادر التفسيريّة السنّيّة والشيعيّة قراءة «سلامٌ على آل ياسين» على أنّها قراءة غير مشهورة، وفسّرتها بـ «آل محمّد».
قال الفخر الرازي في تفسيره:
قرأ نافع وابن عامر ويعقوب «آل ياسين» على إضافة «آل» إلى لفظ «ياسين»، والباقون بكسر الألف وجزم اللاّم موصولة بياسين. أمّا القراءة الأُولى ففيها وجوه: الأوّل: وهو الأقرب، أنّا ذكرنا أنّها إلياس بن ياسين، فكان إلياس آل ياسين. الثاني: