349
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

۴ ـ على فرض قبول وثاقة أبي المفضّل الشيبانيّ في سنوات عمره الأُولى والقبول برواية زيارة آل ياسين في تلك السنين، فإنّ هذا الطريق سيكون حسناً ؛ لأنّ جميع رجاله ثقات أو ممدوحون.

۵ ـ في حال عدم القبول بأيّ واحد من المباني آنفة الذكر، حينئذٍ سوف تفقد أسانيد زيارة آل ياسين الاعتبار اللاّزم.

متن زيارة آل ياسين

زيارة آل ياسين تعبير عرفانيّ عن الحبّ والإخلاص تجاه إمام العصر عليه‏السلام، حيث يخاطب من يعتقد بالمذهب الشيعيّ الإمامَ ـ وبخاصّة الإمام الحجّة عليه‏السلام ـ بتعداد خصائصه، ويذكر حالات القائم عليه‏السلام العباديّة وغيرها، ويبلّغه سلام شوق وحبّ.

ثمّ يعدّد المعارف الضروريّة للشيعة من الشهادتين إلى الشهادة بالأئمّة عليهم‏السلام وبيان العقائد الشيعيّة، ويعرض على الإمام إيمانه بنحوٍ كامل تقريباً، ويطرح موضوعات كأركان لإيمانه (الإيمان الذي يدين به شيعة أهل البيت عليهم‏السلام)، من قبيل: التوحيد والنبوّة والإمامة والرجعة والمعاد والجنّة والنار والحساب والكتاب والصراط والميزان، وأخيراً يعيد بجلاء ذكر تولّيه للأئمّة وبراءته من أعدائهم.

والجدير بالذكر أنّ بعض العلماء والرواة أيضاً مجموعة العقائد الشيعيّة على أئمّتهم عليهم‏السلام، ومن هذا القبيل حديث عرض عبد العظيم الحسنيّ لإيمانه على الإمام الهادي عليه‏السلام.۱

ومن هذا المنظار، فزيارة آل ياسين إضافة إلى تعبيرها عن المودّة، هي بيان للمعارف الشيعيّة الرئيسة وعرضها على إمام العصر عليه‏السلام بخلفيّة متقنة من الروايات، وبتطابق مع هندسة المعارف الإسلاميّة والشيعيّة.۲

1.. راجع: كمال الدين: ص ۳۷۹ ح ۱ والأمالي للطوسيّ : ص ۴۱۹ ح ۵۵۷ والتوحيد: ص ۸۱ ح ۳۷.

2.. هذا الخبر على أساس رواية كتاب الاحتجاج المنسجمة مع خبر كتاب المزار الكبير ومصباح الزائر اللذين ضمّاإضافات ليست موضعاً للاهتمام هنا.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
348

في الطريق الخامس حمزة بن محمّد بن حسن بن شبيب، وهو مجهول أيضاً.

استناداً إلى الملاحظات المذكورة أعلاه، لايمكن إحراز الاعتبار السنديّ، ولا ضرورة للبحث عن سائر رجال السند.

۷ ـ ضعّف بعض الباحثين أبا المفضّل الشيبانيّ في سنوات عمره الأخيرة فقط ؛ لأنّ الشيخ الطوسيّ قال واصفاً إيّاه:

كثير الرواية حسن الحفظ، غير أنّه ضعّفه جماعة من أصحابنا.۱

وقال النجاشيّ عنه:

كان في أوّل أمره ثبتاً ثمّ خلّط، ورأيت جُلّ أصحابنا يغمزونه و يضعّفونه... رأيت هذا الشيخ وسمعت منه كثيراً، ثمّ توقّفت عن الرواية عنه إلاّ بواسطة بيني وبينه.۲

يتّضح من كلام النجاشيّ أنّه كان ضابطاً دقيقاً في بداية عمره، ثمّ فقد ذلك الضبط والدقّة في سنواته الأخيرة ؛ بسبب الكبر أو لعلل أُخرى.

ولذلك نقل النجاشيّ أحاديث المرحلة الأُولى من عمره بواسطة، ولكنّه توقّف عن رواية أحاديث مرحلته الأخيرة، ولذلك لو فُرض نقل زيارة آل ياسين في غير أعوامه الأخيرة، فلا بأس في قبولها.

وينبغي القول في الاستنتاج من البحث السابق:

۱ ـ إنّ زيارة آل ياسين مقبولة وجديرة بالقراءة وفقاً لمعيار قاعدة التسامح في أدلّة السنن.

۲ ـ لو قبلنا بالتوثيق العامّ لابن المشهديّ ـ مؤلّف كتاب المزار الكبير ـ لجميع رواة كتابه، ستكون جميع نصوص الكتاب مقبولة، ومنها زيارة آل ياسين.

۳ ـ أكثر رجال السند ممدوحون، وواحد أو اثنان منهم في كلّ طريق ضعاف أو مجهولون.

1.. الفهرست للطوسيّ: ص ۲۱۶ الرقم ۶۱۰.

2.. رجال النجاشيّ: ج ۲ ص ۳۲۲ الرقم ۱۰۶۰.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10905
صفحه از 416
پرینت  ارسال به