345
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

العاملين معهم، ووردت في ضمن الأخبار الواصلة:

۱ ـ أقدم خبر لهذه الزيارة منقول عن محمّد بن عثمان العمريّ النائب الثاني لصاحب الزمان عليه‏السلام. قال أبو عبد اللّه‏ أحمد بن إبراهيم: شكوت إلى أبي جعفر محمّد بن عثمان شوقي إلى رؤة مولانا إمام العصر عليه‏السلام، فدعا بأن يشكر اللّه‏ شوقه وقال له:

لا تلتمس يا أبا عبد اللّه‏ أن تراه... ولكن توجّه إليه بالزيارة. فأمّا كيف يُعمل وما أملاه عند محمّد بن عليّ فانسخوه من عنده....۱

وذكر ابن المشهديّ سند هذا الخبر في تكملة رواية حسين بن روح، وبعد دعاء الندبة.

۲ ـ الخبر المشهور لزيارة آل ياسين منقول عن محمّد بن عبد اللّه‏ الحميريّ الذي كان له ارتباط بالحسين بن روح النائب الثالث لإمام العصر عليه‏السلام، وصدرت له مكاتبات وتوقيعات كثيرة، ولكن لا يوجد خبر عن طلبه لرؤة إمام العصر من حسين بن روح. وبعبارة أُخرى: لم يتّضح لنا سبب صدور زيارة آل ياسين للحميريّ.

نُقلت هذه الزيارة في كتاب الاحتجاج۲ باختلاف كبير نسبيّاً عمّا في كتاب المزار الكبير۳، ونقلها السيّد ابن طاووس بتباين واضح عن الحميريّ، وأضاف:

زيارة ثانية لمولانا صاحب الزمان ـ صلوات اللّه‏ عليه ـ وهي المعروفة بالندبة، خرجت من الناحية المحفوفة بالقدس إلى أبي جعفر محمّد بن عبد اللّه‏ الحميريّ، وأمر أن تُتلى في السرداب المقدّس.۴

ولم ترد تسمية زيارة آل ياسين بالندبة والأمر بقراءتها في السرداب المقدّس إلاّ في مصباح الزائر، ولم يرد ذلك في مصدر آخر.

1.. راجع: المزار الكبير: ص ۵۸۵.

2.. راجع: ص ۳۳۹ ح ۱۱۱۴.

3.. راجع: المزار الكبير : ص۵۶۶ .

4.. مصباح الزائر: ص ۴۳۰. لهذا الخبر اختلافات عن الأخبار الأُخرى. وهذه الزيارة تختلف عن دعاء الندبةالمشهور، وذكر كتاب مصباح الزائر لها باسم الندبة لا ينبغي أن يُتَصوّر منه أنّهما شيء واحد.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
344

وجلّي أنّ للمناجاة والدعاء والزيارة المأثورة مكانة خاصّة في الثقافة الإسلاميّة والشيعيّة، والإقبال عليها أكثر من الأدعية غير المأثورة ؛ لأنّها منسوبة إلى أهل البيت عليهم‏السلام ولم يُسمح في تغييرها وتبديلها بأيّ حال، كما لم يقبل الإمام الصادق عليه‏السلام تغيير عبارة: «يا مُقَلِّبَ القُلوب» في دعاء الغريق إلى: «يا مُقَلِّبَ القُلوب والأبصار»۱ واعتبر ذلك العمل غير صحيح، ولكنّ الكلام في أنّ التشدّد السنديّ في هذه المجموعة لم يُعمل به كما في الروايات الفقهيّة.

والخلاصة، أنّ متابعة الدقّة والضبط المطلوب في الأسانيد الفقهيّة، ليس ضروريّاً في سائر النصوص ومنها الزيارات.

وبعد الاطّلاع على هذا المنهج، سنشرع بدراسة مصادر وأسانيد زيارة آل ياسين. والزيارة المشار إليها تعبير عن الحب والإخلاص للإمام الحجّة عليه‏السلام، وهي صادرة عن الناحية المقدّسة (نظام الوكالة). والمصدر الرئيس لهذا الحديث كتابا الاحتجاج للطبرسيّ (ت ح۵۶۰ه)۲، والمزار الكبير لابن المشهديّ (ق۶ه).۳

روايتان مختلفتان لزيارة آل ياسين

زيارة آل ياسين ـ على ما يبدو ـ من الكنوز التي كانت محفوظة في نظام الوكالة، وقد وصلت إلى مشتاقي رؤة الإمام عليه‏السلام بواسطة النوّاب الخاصّين أو الأشخاص المسؤولين

1.. راجع: ص ۱۱۴ ح ۱۰۰۴ دعاء الغريق.

2.. راجع: ص ۳۳۹ ح ۱۱۱۴ (زيارة آل ياسين برواية الاحتجاج).

3.. راجع: المزار الكبير : ص۵۶۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10621
صفحه از 416
پرینت  ارسال به