دراسة في زيارة آل ياسين
درج علماء السلف على عدم التشدّد في السند عند نقل الأدعية والزيارات عملاً بالتسامح في أدلّة السنن، وهذا المنهج يختلف تماماً عن التشدّد في نقل الأحاديث الفقهيّة الحقوقيّة.
ولذلك نرى الشيخ الطوسيّ يذكر بدقّة أسانيد الأحاديث الفقهيّة في كتابه تهذيب الأحكام، ولكنّ طريقته في كتاب مصباح المتهجّد هي نقل نصوص الأدعية والزيارات من دون ذكر أسانيدها.
ومن هذا المنطلق فمتابعة الأسانيد الفقهيّة المضبوطة والدقيقة في نصوص الأدعية والزيارات، تعرّض الباحث إلى مشكلة أحياناً ؛ لأنّ هذه الطريقة لم تكن متعارفة ومعمولة عند المتقدّمين.
ونقول في تأييد هذه الطريقة: إنّ المناجاة والدعاء والزيارة هي نوع من الإعراب عن الشعور والعاطفة حيال المعبود أو عباده المخلصين والمنتجبين ؛ ولذلك اكتسبت فيها مضامين ومفاهيم الحبّ والعرفان مظهراً خاصّاً، وما يعتنى به في تقييم الدعاء هو المضمون والمحتوى، وليس البحث والدقّة في السند والطريق، ولهذا يمكن القبول بالمناجاة والدعاء والزيارة حتّى في مستوى أبعد من قاعدة التسامح في أدلّة السنن، مثلما ينشئ بعضٌ الدعاء والزيارة من عند أنفسهم.۱