343
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

دراسة في زيارة آل ياسين

درج علماء السلف على عدم التشدّد في السند عند نقل الأدعية والزيارات عملاً بالتسامح في أدلّة السنن، وهذا المنهج يختلف تماماً عن التشدّد في نقل الأحاديث الفقهيّة الحقوقيّة.

ولذلك نرى الشيخ الطوسيّ يذكر بدقّة أسانيد الأحاديث الفقهيّة في كتابه تهذيب الأحكام، ولكنّ طريقته في كتاب مصباح المتهجّد هي نقل نصوص الأدعية والزيارات من دون ذكر أسانيدها.

ومن هذا المنطلق فمتابعة الأسانيد الفقهيّة المضبوطة والدقيقة في نصوص الأدعية والزيارات، تعرّض الباحث إلى مشكلة أحياناً ؛ لأنّ هذه الطريقة لم تكن متعارفة ومعمولة عند المتقدّمين.

ونقول في تأييد هذه الطريقة: إنّ المناجاة والدعاء والزيارة هي نوع من الإعراب عن الشعور والعاطفة حيال المعبود أو عباده المخلصين والمنتجبين ؛ ولذلك اكتسبت فيها مضامين ومفاهيم الحبّ والعرفان مظهراً خاصّاً، وما يعتنى به في تقييم الدعاء هو المضمون والمحتوى، وليس البحث والدقّة في السند والطريق، ولهذا يمكن القبول بالمناجاة والدعاء والزيارة حتّى في مستوى أبعد من قاعدة التسامح في أدلّة السنن، مثلما ينشئ بعضٌ الدعاء والزيارة من عند أنفسهم.۱

1.. قال السيّد ابن طاووس في الأمان : ص ۲۰: «ونحن ما نذكر في الإنشاء من الدعاء إلاّ ما نجده غير رَويّة ولا كلفة ، بل إفاضة علينا من مالك الأشياء هو ربّي وحسبي، كما قال جلّ جلاله: «ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي»[يوسف: ۳۷]» وراجع كذلك: مهج الدعوات: ص ۴۰۰: «ومن ألفاظ دعوات جرت في خاطري في الخلوات ... » وص ۳۶۱: !«ذكر دعاء ورد على خاطري» وللإطّلاع على نماذج اُخرى راجع هذه الموسوعة: ص ۲۰۷ الهامش ۱ دراسة في دعاء الندبة نصاً و سنداً .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
342

وجَورا، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى وَلِيِّكَ وَابنِ أولِيائِكَ، الَّذينَ فَرَضتَ طاعَتَهُم وأَوجَبتَ حَقَّهُم، وأَذهَبتَ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرتَهُم تَطهيرا.
اللّهُمَّ انصُرهُ وَانتَصِر بِهِ [لِدينِكَ، وَانصُر بِهِ۱] أولِياءَكَ وأَولِياءَهُ وشيعَتَهُ وأَنصارَهُ، وَاجعَلنا مِنهُم.
اللّهُمَّ أعِذهُ مِن شَرِّ كُلِّ باغٍ وطاغٍ، ومِن شَرِّ جَميعِ خَلقِكَ، وَاحفَظهُ مِن بَينِ يَدَيهِ ومِن خَلفِهِ، وعَن يَمينِهِ وعَن شِمالِهِ، وَاحرُسهُ وَامنَعهُ مِن أن يوصَلَ إلَيهِ بِسوءٍ، وَاحفَظ فيهِ رسولَكَ وآلَ رَسولِكَ، وأَظهِر بِهِ العَدلَ، وأَيِّدهُ بِالنَّصرِ، وَانصُر ناصِريهِ، وَاخذُل خاذِليهِ، وَاقصِم بِهِ جَبابِرَةَ الكَفَرَةِ، وَاقتُل بِهِ الكُفّارَ وَالمُنافِقينَ، وجَميعَ المُلحِدينَ، حَيثُ كانوا في مَشارِقِ الأَرضِ ومَغارِبِها، بَرِّها وبَحرِها، وَاملَأ بِهِ الأَرضَ عَدلاً، وأَظهِر بِهِ دينَ نَبِيِّكَ، وَاجعَلنِي اللّهُمَّ مِن أنصارِهِ وأَعوانِهِ، وأَتباعِهِ وشيعَتِهِ، وأَرِني في آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيهِمُ السَّلامُ ما يَأمُلونَ، وفي عَدُوِّهِم ما يَحذَرونَ، إلهَ الحَقِّ آمينَ، يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ.۲

1.. سقط ما بين المعقوفين من المصدر وأثبتناه من بحار الأنوار .

2.. الاحتجاج : ج ۲ ص ۵۹۱ ح ۳۵۸ ، بحار الأنوار : ج ۵۳ ص ۱۷۱ ح ۵ وراجع المزار الكبير : ص ۵۶۶ و مصباحالزائر : ص ۴۳۰ و بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۳۶ ح ۲۳ عن خطّ الشيخ محمّد بن علي الجبعي .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10820
صفحه از 416
پرینت  ارسال به