كذلك في أغلب الأيّام، فقرب الإمام الحجّة عليهالسلام وبيده المباركة رمح، ووضع ذلك الرمح في موضع من بدنه ولعلّه كان في كتفه، وقال له: قم، فقد جاء خالك من السفر.
وقد فهمت في ذلك الوقت أنّ مقصوده عليهالسلام من هذا الكلام البشارة بقدوم خال لنا آخر اسمه الحاج ميرزا علي أكبر، كان سافر للتجارة وطال سفره، ونحن قد خفنا عليه لطول السفر وتقلّب الدهر من القحط والغلاء الشديد.
وعندما وضع عليهالسلام الرمح على كتفه وقال ذلك الكلام، قام أخي من مكانه الذي كان نائماً فيه، وأسرع إلى باب البيت لاستقبال خاله المذكور.
فاستيقظت من نومي فرأيت الفجر قد طلع وقد أضاء الجوّ ولم يستيقظ أحد من النوم لصلاة الصبح، فقمت من مكاني وأسرعت إلى أخي قبل أن ألبس ملابسي، وأيقظته من النوم وقلت له: انهض فإنّ الإمام الحجّة عليهالسلام قد شافاك.
وأخذت بيده وأقمته على رجليه، فاستيقظت أُمّي من النوم وصاحت عليّ: لماذا أيقظته من النوم؟ ـ لأنّه كان يقظاً من غلبة الوجع عليه، وقليل من النوم في ذلك الحال كان يُعدّ غنيمةً ـ. قلت: إنّ الإمام الحجّة عليهالسلام قد شافاه.
فعندما أقمته على قدميه، ابتدأ بالمشي في ساحة الغرفة، وقد كان في تلك الليلة غير قادر على وضع قدمه على الأرض، حيث انقضت له على ذلك مدّة سنة أو أكثر، وكان يُحمل من مكان إلى مكان.
فانتشرت هذه الحكاية في تلك القرية، واجتمع جميع الأقرباء والأصدقاء ليروه بما لا يصدّق بالعقل، ونقلت الرؤا وكنت فرحاً جدّاً؛ لأني بادرت ببشارة الشفاء عندما كان نائماً، وقد انقطع الدم والقيح من ذلك اليوم، والتأمت الجروح قبل أن ينقضي أُسبوع. وبعد عدّة أيّام من ذلك وصل الخال سالماً غانماً.
وفي هذا التاريخ سنة ثلاث وثلاثمئة وألف [للهجرة]، فإنّ جميع الأشخاص الذين جاءت أسماؤم في هذه الحكاية ما زالوا في قيد الحياة، إلاّ الوالدة والجرّاح المذكور، فإنّهما لبّيا داعي الحقّ. والحمد للّه.۱