335
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

۳. آية اللّه‏ محمّد جواد الصافي الگلپايگاني

نقل أحد مراجع التقليد المعاصرين الفقيه الجليل آية اللّه‏ لطف اللّه‏ الصافي الگلپايگاني قصّة كتابة عريضة أبيه الكريم آية اللّه‏ محمّد جواد الصافيّ الگلپايگاني، كما يلي:

ابتُلي (أبي) زمناً بصداع وألم شديد في رأسه، واستمرّ مدّة ولم تؤّر المعالجات في تخفيف الألم أو تسكينه بأيّ نحو يُذكر، وبما أنّ وسائل النقل غير متوفّرة حينذاك، واجه نقله إلى طهران للعلاج مشكلة كبيرة، فاستوصفنا بعض الأطبّاء المعروفين والحاذقين لدائه برسالة، فأرسلوا له أدوية لم ينتفع بأيٍّ منها.

وأخيراً أخذ الألمُ يؤيه بشدّة، فاقترحَت زوجته ـ وهي امرأة فاضلة ونموذجيّة، وابنة المرحوم آية اللّه‏ الآخوند محمّد علي المعاصر للمرحوم آية اللّه‏ الميرزا الشيرازي وزميله في الدراسة وحجرة السكن، وحياة هذه المرأة العابدة الملتزمة بالآداب الإسلاميّة، وفضائلها وكمالاتها وعباداتها وبرامجها في الدعاء والعبادة وزيارة عاشوراء، مع أدائها لجميع أعمال ووظائف إدارة المنزل، كلّ ذلك مدعاة للروعة والإعجاب ـ اقترحت أن يتوسّل بوليّ العصر عليه‏السلام بكتابة عريضة ورقعة استغاثة. فأبدى عجزه عن ذلك لشدّة الألم، ولكنّ زوجته أصرّت عليه وأتت له بورقة وقلم، فكتب العريضة على أيّ حال، ثمّ حملوه وأوصلوه بصعوبة إلى حافّة البئر المقابلة للمسجد حيث دأب الناس على رمي عرائضهم فيها حينذاك، فألقى فيها العريضة بنفسه.

ووفقاً لما رووه: فبعدما ألقوا بالعريضة ورجعوا إلى البيت الذي لم يبعد عن المسجد إلاّ بضعة أقدام، ولم يدخلوا الساحة أو الغرفة بعد (والشكّ من جانبي) حتّى سكن الألم، وزال ذاك الصداع الشديد، ولم يُصَب بألم في رأسه بعد ذلك إلى حين وفاته.۱

1.. صافى‏نامه و فيض إيزدى بالفارسيّة: الهامش ص ۱۴. وقد حكى سماحته هذه الأحداث حضوريّاً لمؤلّف هذهالموسوعة محمّد المحمّدي الري شهري أيضاً.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
334

كذلك في أغلب الأيّام، فقرب الإمام الحجّة عليه‏السلام وبيده المباركة رمح، ووضع ذلك الرمح في موضع من بدنه ولعلّه كان في كتفه، وقال له: قم، فقد جاء خالك من السفر.

وقد فهمت في ذلك الوقت أنّ مقصوده عليه‏السلام من هذا الكلام البشارة بقدوم خال لنا آخر اسمه الحاج ميرزا علي أكبر، كان سافر للتجارة وطال سفره، ونحن قد خفنا عليه لطول السفر وتقلّب الدهر من القحط والغلاء الشديد.

وعندما وضع عليه‏السلام الرمح على كتفه وقال ذلك الكلام، قام أخي من مكانه الذي كان نائماً فيه، وأسرع إلى باب البيت لاستقبال خاله المذكور.

فاستيقظت من نومي فرأيت الفجر قد طلع وقد أضاء الجوّ ولم يستيقظ أحد من النوم لصلاة الصبح، فقمت من مكاني وأسرعت إلى أخي قبل أن ألبس ملابسي، وأيقظته من النوم وقلت له: انهض فإنّ الإمام الحجّة عليه‏السلام قد شافاك.

وأخذت بيده وأقمته على رجليه، فاستيقظت أُمّي من النوم وصاحت عليّ: لماذا أيقظته من النوم؟ ـ لأنّه كان يقظاً من غلبة الوجع عليه، وقليل من النوم في ذلك الحال كان يُعدّ غنيمةً ـ. قلت: إنّ الإمام الحجّة عليه‏السلام قد شافاه.

فعندما أقمته على قدميه، ابتدأ بالمشي في ساحة الغرفة، وقد كان في تلك الليلة غير قادر على وضع قدمه على الأرض، حيث انقضت له على ذلك مدّة سنة أو أكثر، وكان يُحمل من مكان إلى مكان.

فانتشرت هذه الحكاية في تلك القرية، واجتمع جميع الأقرباء والأصدقاء ليروه بما لا يصدّق بالعقل، ونقلت الرؤا وكنت فرحاً جدّاً؛ لأني بادرت ببشارة الشفاء عندما كان نائماً، وقد انقطع الدم والقيح من ذلك اليوم، والتأمت الجروح قبل أن ينقضي أُسبوع. وبعد عدّة أيّام من ذلك وصل الخال سالماً غانماً.

وفي هذا التاريخ سنة ثلاث وثلاثمئة وألف [للهجرة]، فإنّ جميع الأشخاص الذين جاءت أسماؤم في هذه الحكاية ما زالوا في قيد الحياة، إلاّ الوالدة والجرّاح المذكور، فإنّهما لبّيا داعي الحقّ. والحمد للّه‏.۱

1.. النجم الثاقب: ص ۲۷۰ الحكاية ۶.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10744
صفحه از 416
پرینت  ارسال به