الوباء، فاطّلعنا على جرّاح حاذق يقال له: «آقا يوسف» ينزل في قرية قريبة من قريتنا، فبعث الوالد شخصاً إليه، فحضر للعلاج.
وعندما عُرض أخي المريض عليه، سكت ساعة حتّى خرج الوالد من عنده، وبقيت عنده مع أحد أخوالي يُدعى الحاج ميرزا عبد الوهّاب، فبعد مدّة من مناجاته معه فهمت من فحوى تلك الكلمات بأنّه يخبره يائساً ويخفي ذلك عنّي؛ لئلاّ أُخبر الوالد فيضطرب ويجزع.
وعندما رجع الوالد قال ذلك الجرّاح: أنا آخذ المبلغ الفلاني أوّلاً ثمّ أبدأ بالمعالجة. وكان قصده من هذا الكلام هو امتناع الوالد عن دفع ذلك المبلغ قبل الابتداء في المعالجة؛ ليكون سبباً لذهابه قبل الشروع فيها. فامتنع الوالد من إعطائه ما أراد قبل المعالجة، فاغتنم [الجرّاح] تلك الفرصة ورجع إلى قريته.
وقد علم الوالد والوالدة أنّ هذا التصرّف من الجرّاح كان ليأسه وعجزه عن المعالجة، مع أنّه كان أُستاذاً وحاذقاً، فيأست منه.
وكان لي خال آخر يُدعى ميرزا أبوطالب، في غاية التقوى والصلاح، وله شهرة في البلد بأنّه يكتب للناس رقع الاستغاثة إلى إمام عصره الإمام الحجّة عليهالسلام، وهي سريعة الإجابة والتأثير، وأنّ الناس كثيراً ما يرجعون إليه في الشدائد والبلايا، فالتمَسَت منه والدتي أن يكتب رقعة استغاثة لشفاء ولدها.
فكتبها في يوم الجمعة، وأخذتها الوالدة وأخذت أخي وذهبت عند بئر قرب قريتنا، فرمى أخي تلك الرقعة في البئر وكان متعلّقاً فوق البئر بيد الوالدة، فظهرت له وللوالدة في ذلك الوقت رقّة، فبكيا بكاءً شديداً، وكان ذلك في آخر ساعة من يوم الجمعة.
وبعد مضي عدّة أيّام رأيت في المنام ثلاثة فرسان بالهيئة والشمائل التي وردت في واقعة إسماعيل الهرقليّ، قادمين من الصحراء باتّجاه بيتنا، فحضرت في ذهني في ذلك الحال واقعة إسماعيل، وكنت قد وقفت عليها في تلك الأيّام، وكانت تفصيلاتها في ذهني، فانتبهت أنّ هذا الفارس المتقدّم هو الإمام الحجّة عليهالسلام جاء لشفاء أخي المريض.
وكان أخي المريض نائماً على ظهره أو متّكئاً في فراشه في ساحة البيت كما كان