333
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

الوباء، فاطّلعنا على جرّاح حاذق يقال له: «آقا يوسف» ينزل في قرية قريبة من قريتنا، فبعث الوالد شخصاً إليه، فحضر للعلاج.

وعندما عُرض أخي المريض عليه، سكت ساعة حتّى خرج الوالد من عنده، وبقيت عنده مع أحد أخوالي يُدعى الحاج ميرزا عبد الوهّاب، فبعد مدّة من مناجاته معه فهمت من فحوى تلك الكلمات بأنّه يخبره يائساً ويخفي ذلك عنّي؛ لئلاّ أُخبر الوالد فيضطرب ويجزع.

وعندما رجع الوالد قال ذلك الجرّاح: أنا آخذ المبلغ الفلاني أوّلاً ثمّ أبدأ بالمعالجة. وكان قصده من هذا الكلام هو امتناع الوالد عن دفع ذلك المبلغ قبل الابتداء في المعالجة؛ ليكون سبباً لذهابه قبل الشروع فيها. فامتنع الوالد من إعطائه ما أراد قبل المعالجة، فاغتنم [الجرّاح] تلك الفرصة ورجع إلى قريته.

وقد علم الوالد والوالدة أنّ هذا التصرّف من الجرّاح كان ليأسه وعجزه عن المعالجة، مع أنّه كان أُستاذاً وحاذقاً، فيأست منه.

وكان لي خال آخر يُدعى ميرزا أبوطالب، في غاية التقوى والصلاح، وله شهرة في البلد بأنّه يكتب للناس رقع الاستغاثة إلى إمام عصره الإمام الحجّة عليه‏السلام، وهي سريعة الإجابة والتأثير، وأنّ الناس كثيراً ما يرجعون إليه في الشدائد والبلايا، فالتمَسَت منه والدتي أن يكتب رقعة استغاثة لشفاء ولدها.

فكتبها في يوم الجمعة، وأخذتها الوالدة وأخذت أخي وذهبت عند بئر قرب قريتنا، فرمى أخي تلك الرقعة في البئر وكان متعلّقاً فوق البئر بيد الوالدة، فظهرت له وللوالدة في ذلك الوقت رقّة، فبكيا بكاءً شديداً، وكان ذلك في آخر ساعة من يوم الجمعة.

وبعد مضي عدّة أيّام رأيت في المنام ثلاثة فرسان بالهيئة والشمائل التي وردت في واقعة إسماعيل الهرقليّ، قادمين من الصحراء باتّجاه بيتنا، فحضرت في ذهني في ذلك الحال واقعة إسماعيل، وكنت قد وقفت عليها في تلك الأيّام، وكانت تفصيلاتها في ذهني، فانتبهت أنّ هذا الفارس المتقدّم هو الإمام الحجّة عليه‏السلام جاء لشفاء أخي المريض.

وكان أخي المريض نائماً على ظهره أو متّكئاً في فراشه في ساحة البيت كما كان


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
332

۲. عريضة شيخ الإسلام النائينيّ

قال المحدّث النوري قدس‏سره:

أخبرنا العالم الفاضل الصالح الورع التقيّ الميرزا محمّد حسين النائينيّ الملقّب بشيخ الإسلام۱، أنّه ظهر وجع في قدم أخ لي من الأب اسمه محمّد سعيد، حال انشغاله في تحصيل العلوم الدينيّة في سنة خمس وثمانين ومئتين وألف [للهجرة] تقريباً، وقد ورم خلف قدمه بحيث اعوجّ وعجز عن المشي، فجاؤوا بميرزا أحمد الطبيب ابن الحاج ميرزا عبد الوهّاب النائينيّ ليعالجه، فزال الاعوجاج خلف قدمه وذهب الورم وتفرّقت المادّة.

ولم تمضِ عدّة أيّام حتّى وظهرت المادّة بين الركبة والساق، وبعد عدّة أيّام ظهرت المادّة في الفخذ في نفس تلك الرجل، ومادّة بين الكتف، حتّى تقيّح كلّ واحد منهما، وكان له وجع شديد، فعندما يعالجه ينفجر فيخرج منه قيح.

إلى أن مضت سنة تقريباً أو أكثر من ذلك وهو على هذا الحال، يعالج هذه القروح بأنواع العلاج، ولم يلتئم واحد منها، بل كلّ يوم تزداد الجراحات، ولم يقدر في هذه المدّة أن يضع قدمه على الأرض، وهو يتقلّب من جانب إلى جانب، وقد أصابه الضعف من طول مدّة المرض، ولم يبقَ منه إلاّ الجلد والعظم من كثرة ما خرج منه من الدم والقيح.

وقد صعب ذلك على الوالد، وما يستعمل نوعاً من العلاج إلاّ وتزداد الجروح ويضعف حاله، ولا يؤّر في زيادة قوّته وصحّته، ووصلت هذه القروح إلى حدّ أنّه لو وضعت يد على أحد الاثنين ـ الذي أحدهما بين الركبة والساق، والأُخرى في الفخذ التي في نفس تلك الرجل ـ فإنّه يجري من القرح الآخر القيح والدم.

وظهر في تلك الأيّام وباء شديد في نائين، فلجأنا إلى قرية من قراها خوفاً من ذلك

1.. محمّد حسين ابن الشيخ عبد الرحيم الملقّب بشيخ الإسلام النائينيّ النجفيّ ۱۲۷۳ ـ ۱۳۵۵ه، كان عالماً جليل القدر وأُصوليّا فقيهاً حكيماً عارفاً أديباً ، وعالماً في اللغة الفارسيّة ، وعابداً ومدرّساً. وله آثار مكتوبة (راجع: أعيان الشيعة: ج ۶ ص ۵۴) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10595
صفحه از 416
پرینت  ارسال به