329
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

الوجود، كما أنّ كثيراً منها أشار إلى دور الأئمّة الكبير ـ ومن جملتهم الإمام الحيّ والحاضر المهديّ عليه‏السلام ـ في قضاء الحاجات۱، وهما أمران يتناسبان مع التعاليم الشيعيّة الأصيلة، إضافة إلى تجربة عديد من الشخصيّات الجليلة الصادقة والموثوقة لها، فغدت طريقاً مجرّباً لفكّ مآزقهم وحلّ مشكلاتهم، على الرغم من أنّ المضمون المقبول لا يمكنه منح مقبوليّة للطريقة المذكورة فيه، ولكن لا يمكن رفضها استناداً إلى قاعدة التسامح في أدلّة السنن.

جدير بالذكر أنّه لم ترد إشارة في أيّ من هذه التعليمات ـ سواء المنسوبة إلى الأئمّة أو التي لها شهرة عمليّة فحسب ـ إلى حفر بئر أو مكان لوضع وإلقاء العرائض، ولم يعيّن مكان خاصّ له، ولا توجد إلاّ عناوين عامّة، مثل: قبر الإمام۲، والماء الجاري، والبئر العميقة، والغدير۳، والبحر۴، والسماء.۵

1.. راجع: مكارم الأخلاق: ج ۲ ص ۲۶۰ و ۱۳۹ والمحاسن: ج ۲ ص ۹۸ ح ۱۲۵۸ وبحار الأنوار: ج ۹۵، ص ۲۸ و ۴۵۱.

2.. «وَتَطرَحُهَا عَلى قَبرٍ مِن قُبورِ الأئِمَّة عليهم‏السلام، أو فَشُدَّهَا وَاختمهَا واعجن طِيناً نَظِيفاً واجعَلهَا فِيه، واطرَحهَا في نَهرٍ أو بِئرٍ عَميقَةٍ أو غَديرِ مَاءٍ، فإنّها تَصِلُ إلى صاحِبِ الأمرِ عليه‏السلام ، وَهُو يتولّى قَضاءَ حاجَتِك بنَفسه» (المصباح للكفعميّ: ص ۵۳۱ ، البلد الأمين: ص ۱۵۷ ، بحار الأنوار: ج ۹۴ ص ۲۹.
«رُقعَةٌ تُكتَبُ وَ يُوَجَّهُ بِهَا إِلى مَشهَدِ مَولانا أَميرِ المُؤِنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه‏السلام» (بحار الأنوار: ج ۱۰۲ ص ۲۳۶ ح ۴ نقلاً عن الكتاب العتيق الغرويّ).
«وَ اكتُب إلَى اللّه‏ِ عز و جل رُقعَةً وَأَنفِذها إلى مَشهَدِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ ـ صَلَوَاتُ اللّه‏ِ عَلَيهِ ـ وَارفَعها عِندَهُ إِلَى اللّه‏ِ عز و جل» (بحار الأنوار: ج ۱۰۲ ص ۲۳۶ ح ۴ نقلاً عن الكتاب العتيق الغرويّ).

3.. «وَاطرَحها في نَهَرٍ جارٍ أَو بِئرٍ عَمِيقَةٍ أَو غَدِيرِ ماءٍ» بحار الأنوار: ج ۹۴ ص ۲۹.
«تَرمي في بِئرٍ عَميقَةٍ أَو نَهَرٍ أَو عَينِ ماءٍ عَميقَة» (المصباح للكفعميّ: ص ۵۳۳).
«ثُمَّ ارمِهَا فِي النَّهَرِ أَوِ البِئرِ أَوِ الغَديرِ، تُقضى حَاجَتُك إِن شَاءَ اللّه‏ُ تَعَالى» (المصباح للكفعميّ: ص ۵۳۲).
«وَ تَطرَحُها في ماءٍ جارٍ أَو بِئرٍ، فَإِنَّهُ تَعالى يفَرِّجُ عَنك» (بحار الأنوار: ج ۱۰۲ ص ۲۳۶ ح ۳ نقلاً عن البلد الأمينوالمصباح للكفعميّ: ص ۵۳۰).
«ويطرَحها فِي الماءِ الجارِي» (المصباح للكفعميّ: ص ۵۳۰).
«وتَطرَحُهُما في نَهَرٍ جارٍ أَو بِئرِ مَاءٍ» (بحار الأنوار: ج ۹۴ ص ۲۹).

4.. «ثُمَّ تَأخُذُ الرُّقعَةَ فَتَرمي بِها فِي بَحرٍ أَو في نَهَرٍ» بحار الأنوار: ج ۱۰۲ ص ۲۴۴ ح ۶ نقلاً عن الكتاب العتيق الغرويّ.
«وَاطوِ الوَرَقَةَ وَاعمَد إلى وَسَطِ البَحرِ... وَ ارمِ بِها فِي البَحرِ» (بحار الأنوار: ج ۱۰۲ ص ۲۴۴ ح ۷ نقلاً عن الكتاب العتيق الغرويّ).
«مَا يُكتَبُ أَيضاً عَلَى كاغَذٍ ويُرسَلُ في الماءِ» (البلد الأمين: ص ۱۵۷).

5.. «ويَدُكَ بِالرُّقعَةِ مَرفوعَةٌ نَحوَ السَّماءِ» (بحار الأنوار: ج ۱۰۲ ص ۲۴۱ نقلاً عن الكتاب العتيق الغرويّ).


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
328

نضعها في مراقدهم ومزاراتهم بعد وفاتهم. فالأئمّة عليهم‏السلام شاهدون على أعمالنا وأحوالنا، وعالمون بأخبارنا، وهم في صدد حلّ كثير من مشاكلنا، ويمكنهم معرفة حاجتنا بواسطة العلم اللدنّي وبالقدرة الإلهيّة، فإن رأوا صلاحاً في ذلك تابعوه وطلبوا من اللّه‏ تيسيره.

وعلى هذا الأساس نستطيع النظر إلى التوسّل بأن تُكتب الحاجات في رسالة بدلاً من التلفّظ بها، وتُترك بجوار قبر إمام، أو تُرسل نحو السماء، أو تُلقى في الماء أو البئر، الأمر الذي اشتهر بكتابة العريضة بسبب اشتماله على عرض الحاجة وكتابتها، وما هو إلاّ أُسلوب من أساليب التوسّل.

الجواز الشرعيّ

مثلما قبلنا بإمكانيّة كتابة العَريضة، كذلك يمكن القبول بتعليمات خاصّة صدرت بشأنها من قبل هداة ديننا ودنيانا، وأنّهم نضّموا هذه الطريقة، كما يُلاحظ ذلك في ميراثنا الحديثيّ.۱

نعم، ليس لهذه الأحاديث أسانيد معتبرة، ووُجد أغلبها في المصادر الحديثيّة المتأخّرة لا القديمة، إلاّ أنّ مضامينها مقبولة، ومضمونها الرئيس هو الدعوة إلى التوحيد، والالتفات إلى المؤّر الحقيقيّ الواحد في عالم الوجود، والإشادة بصفاته الرحمانيّة وأسمائه المؤّرة في

1.. فمثلاً جاء عن الإمام الصادق عليه‏السلام في رواية: «مَن قَلَّ عَلَيهِ رِزقُهُ، أو ضاقَت عَلَيهِ مَعيشَتُهُ، أو كانَت لَهُ حاجَةٌ مُهِمَّةٌمِن أمرِ دارَيهِ، فَليَكتُب في رُقعَةٍ بَيضاءَ ويَطرَحها فِي الماءِ الجارِي عِندَ طُلوعِ الشَّمسِ، ويَكونُ الاَْسماءُ فِي سَطْرٍ واحِدٍ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ المَلِك الحَقِّ [الجَلِيلِ] المُبِينِ، مِنَ العَبدِ الذَّليلِ إِلَى المَولَى الجَلِيلِ، سَلامٌ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلِيٍّ وفاطِمَةَ والحَسَنِ والحُسَينِ وعَلِيٍّ ومُحَمَّدٍ وَجَعفَرٍ وَمُوسَى وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وعَلِيٍّ وَالحَسَنِ وَالقائِمِ سَيِّدِنا ومَولانا صَلَوَاتُ اللّه‏ِ وسَلامُهُ عَلَيهِم أَجمَعِينَ. رَبِّ إنّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَالخَوفُ، فَاكشِف ضُرِّي وَآمِن خَوفي، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأَسألُك بِكلِّ نَبِيٍّ وَوَصِىٍّ وَصِدِّيقٍ وَشَهِيدٍ ، أَن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ يا أَرحَمَ الرّاحِمينَ، اشفَعوا لي يا ساداتي بِالشَّأنِ الَّذي لَكم عِندَ اللَّهِ، فَإِنَّ لَكم عِندَ اللَّهِ لَشَأناً مِنَ الشَّأنِ، فَقَد مَسَّنِي الضُّرُّ يا سَادَاتي وَاللّه‏ُ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ، فَافعَل بي يا رَبِّ كذَا و كذَا» (المصباح للكفعميّ: ص ۵۳۰، البلد الأمين: ص ۱۵۷ وراجع المصباح للكفعميّ: ص ۵۳۲ وبحار الأنوار: ج ۹۴ ص ۲۷ ـ ۳۰ نقلاً عن مصباح المتهجّد ومختصر المصباح ومصباح الزائر: ص ۵۳۶ وبحار الأنوار: ج ۱۰۲ ص ۲۳۱ و ص ۲۳۶ ـ ۲۴۵ ح ۴ ـ ۷ نقلاً عن الكتاب العتيق الغرويّ) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10553
صفحه از 416
پرینت  ارسال به