كلمة في التوسّل بالإمام المهديّ علیه السلام بكتابة عريضة۱
تبيّن التعاليم الدينيّة إمكانيّة ارتباط الإنسان بربّه على نحوين: مباشر أو بواسطة. فالإنسان يستطيع عرض حاجاته على ربّه حين الدعاء والمناجاة بدون واسطة، كما يمكنه أن يسأل الأُولياء المقرّبين إلى اللّه أن يطلبوها له من ربّهم، وأن يتوسّطوا ويشفعوا من أجل قضائها.
وصاحب الحاجة في الطريقة الثانية يذهب لزيارة الوليّ الحيّ أو الوليّ المتوفّى ويحكي له عن حاجاته بنحو مباشر، مثلما يصرّح القرآن الكريم بهذه الطريقة:
«وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إلا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً».۲
ويمكننا ـ نحن الشيعة ـ تطبيق هذه الآية على الأوصياء والخلفاء الحقيقيّين للرسول صلىاللهعليهوآله، فهم أساساً من مصاديق الوسيلة في الآية:
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ».۳
فنحن نعتقد بأنّ أرواح الأئمّة حيّة وتمتلك علم الغيب الإلهيّ، ولذلك لا فرق بين أن نطلب هذه الحاجة منهم مباشرة في حياتهم ووجهاً لوجه، أو نحكيها لهم بواسطة نوّابهم أو وكلائهم، أو أن نكتبها في رسالة ونغلّفها بالطين ونودعها الماء الجاري كأُمّ موسى، أو أن