33
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

الوحيد الذي جلس فيها هو فاطمة زنبق!

فركضت نحوها بفرح لايخفي دموعي وقلت لها: حاجّة فاطمة! أين ذهبتِ؟ وأين كنت؟ وكيف ضعتي؟ فقالت بتعجّب: سيّد حسينيّ! هل تمزح معي؟ من الذي ضاع؟! أنت أتيت بي وجمعت لي الحصيّ، وأجلستني، وقرأت الدعاء، وتلفّظت بالنيّة، وبعدها جلبتني إلى هنا وقلت: هنا خيامنا، فاجلسي وسيأتي الباقون، وذهبت إلى الخارج، والآن تقول لي: متى أتيتي؟ وأين كنتي؟!

۵ / ۱۱

اهتمام إمام العصر علیه السلام بالزائرة المريضة

الخاطرة الثالثة لحجّة الإسلام والمسلمين السيّد يحيى الحسينيّ۱ عن الاهتمام بإحدى الزائرات المريضات، وهي كما يلي:

كنت في حجّ التمتّع لسنة ۱۴۰۴ه مع قافلة من يزد برقم ۱۹۰۴ بصفتي معاون مديرها المرحوم الحاج محمّد التقويّ البافقيّ، أقوم بخدمة زوّار بيت اللّه‏ الحرام والرسول الأكرم صلى‏الله‏عليه‏و‏آله. أمّا مرشدها الدينيّ فكان المرحوم السيّد كاظم رضويّ بحر مردي.

ودأبت في سنوات مسؤيّتي كمعاون أو مدير أو مرشد دينيّ أن أستأجر حافلة بعد الفراغ من أعمال الحجّ، وآخذ الزوّار الذين لهم لياقة بدنيّة جيّدة إلى زيارة عدّة أماكن، ويدفع كلٌّ أُجرته.

فاستأجرت في تلك السنة حافلة أيضاً وسجّلنا أسماء المستطيعين، ونظّمت برنامج السفرة بأن ننطلق بعد صلاة الصبح، وتحرّكنا فعلاً في الوقت المذكور، وعندما طلعت الشمس كنّا قد قطعنا مسافة من أعلى جبل النور، وسار الزوّار بشوق عارم نحو غار حراء، وشرحت لهم بعض ما يتعلّق من تاريخ تلك المنطقة، ثمّ تحرّكنا إلى

1.. راجع: ص ۲۸ الهامش۲.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
32

وأوقفنا النساء في طابور لتعدادهنّ وإركابهنّ أوّلاً، وكانت واحدة غائبة وهي أُمّ الشهيد زنبق. بدأنا البحث ونحن ننادي بمكبّرات الصوت، وكلّما بحثنا حولنا ونادينا لم يُثمر شيئاً، وانقضت ساعة على هذا المنوال.

أركبنا النساء في الحافلة، وأوقفنا الرجال في طابور ثمّ أركبناهم، ومازال البحث مستمرّاً لكي نجد السيّدة فاطمة، ولكن دون جدوى. وتعالى صوت السائق: لماذا تتأخّرون؟ لكنّ النتيجة أنّنا أخّرنا سفرنا ساعة أُخرى، وخلا المكان ممّن كانوا فيه، واظلمّ الجو تماماً، فأوضاع الإضاءة في ذلك الوقت ليست مثل هذه الأيّام، وظلام الليل وخلوّ تلك الأرض من الزوّار مخيف. كما تعالى صوت الركّاب أيضاً بأنّها لم يكن عليها الذهاب، وليبقَ شخص واحد فيأتي بها، ولن نصل إلى المزدلفة، وسيبطل حجّنا و....

وليس في وسعنا في مثل ذلك الوضع سوى المضيّ، فسرنا، ولكنّني رحت أُناديها باستمرار من بين الركّاب وأتوسّل بحضرة الإمام صاحب الزمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء.

ساد سكوت مفجع بين الزائرين، ولكنّنا على كلّ حال نزلنا في مزدلفة، وفي أثناء جمع الحصيّ ليوم غد في منى، واصلت بحثي من أجل العثور على ضالّتي، فذهبت إلى أماكن تجمّع الحجّاج وبعض أنحاء الوادي، وأنا أُناديها بمكبّر الصوت اليدوي، ولكن دون جدوى.

في ذلك الوقت نوى الزوّار الوقوف في الوادي، وشُغلوا بجمع الحصيّ أو الاستراحة، وبقوا هنالك في الليل. ومع آذان الصبح جمعنا الزائرين وذكّرناهم بنيّة الوقوف، وشيئاً فشيئاً أركبنا النساء في الحافلة وتحرّكت بهنّ، وركب الرجال واستعدّوا للحركة نحو منى، وبقي القليل على طلوع الشمس. ودخلنا إلى وادي المشعر، عند شروق الشمس اتّجهنا إلى الخيام.

حملت الراية بيدي ورحت أُرشد الرجال إلى الخيمة الأُولى، وظننت أنّ المدير أتى بالنساء إلى الخيمة؛ لأنّه تمّ نقلهنّ في وقت سابق، فدخلت الخيمة، غير أنّ الشخص

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10695
صفحه از 416
پرینت  ارسال به