وممّا ينبغي ذكره هو أنّ هناك أساليب أقلّ شهرة أو فاقدة للسند أو لها أسانيد ضعيفة يمكن أن تدخل تحت عنوان القرعة أو العناوين الكليّة الأُخرى، ثمّ تنال اعتباراً نسبيّاً من خلال التجارب المتعدّدة، إلى جانب ما يتمتّع به الشخص المستخير من مقام روحيّ ومعنويّ، كما عمل بذلك كثير من مشاهير العلماء وثقاتهم.۱
وتعدّ هذه الأساليب ـ بعد التفكير والاستشارة ـ طريقاً للخروج من حالة التردّد وعدم القدرة على اتّخاذ القرار، وهي تفرّج عمّن يحتاجها بما يتناسب وحاله، ولها كفاءة في محلّها المقرّر لها. و من بين الأساليب المتعدّدة للاستخارة هناك عدّة استخارات نُسبت إلى إمام العصر عليهالسلام، وسنبحثها فيما يلي:
۱. الاستخارة بالدعاء
اعتبر ابن طاووس هذه الاستخارة في ضمن التوقيعات الصادرة خلال عصر الغيبة الصغرى ؛ ولأنّ البعد الزمنيّ بينه وبين النوّاب الخاصّين لإمام العصر عليهالسلام في عهد الغيبة الصغرى يبلغ قرابة ثلاثة قرون، فلابدّ من مراجعة إمكانيّة هذه النسبة.
وهذه الاستخارة تعني الدعاء وطلب الخير من اللّه، ويتطابق شكلها ومضمونها مع كثير من أساليب الاستخارة الموصى بها في الأحاديث، على الرغم من اختلافها مع الاستخارات المتداولة في هذه الأيّام ؛ ولهذا لاشائبة في القبول بنصّ الحديث.۲
و بالنسبة إلى سند الحديث فهو ضعيف ؛ وذلك لعدم تحديد مصدر حديث ابن طاووس ومؤلّفه ؛ وهو محمّد بن عليّ بن محمّد، وتضعيف علماء رجال الشيعة الصريح للراوي الأوّل في الحديث ؛ وهو أبو دلف محمّد بن مظفّر۳، ولا يمكن اعتبار الحديث مقبولاً إلاّ بالقبول بقاعدة التسامح في أدلّة السنن، أو عن طريق التعاضد المضموني.