313
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

دراسة في الاستخارة المنسوبة إلى إمام المهديّ علیه السلام۱

الاستخارة في اللغة وكثير من النصوص الحديثيّة القديمة تعني: طلب الخير من اللّه‏ تعالى لنتجنّب المساوئ المحتملة لقراراتنا وأعمالنا في ضوء هدايته ومساعدته، فنحن نستجلب عنايته واهتمامه بهذه الطريقة من الاستخارة عبر الدعاء والطلب منه، وباستذكار قلبيّ لأسمائه الإلهيّة، والتوكّل على قدرته الأزليّة.

وأكّد هذا العمل ـ الذي يمكن له أن يرافق جميع شؤن الحياة ومنحها اليمن والبركة ـ عديدٌ من أحاديث الفريقين بأسانيد مقبولة ضمّتها كتب مشهورة معتمدة.۲

النوع الآخر من الاستخارة هو لاجتياز التردّد والارتياب في الأُمور المهمّة أو المقلقة، وعلى النحو من التشاور مع اللّه‏ سبحانه والانتفاع بهدايته ونصرته، ولها طرق مختلفة، مثل: فتح القرآن، أو كتابة الأمر بالعمل أو الترك في ورقة وإخراجها على نحو القرعة (استخارة ذات الرقاع)، أو بالسبحة؛ بأن يقبض بنحو عشوائيّ على بعض خرزها، ويُلاحظ صلاح

1.. بقلم الباحث الجليل فضيلة الشيخ عبد الهاديّ المسعوديّ .

2.. راجع: المقنعة: ص ۲۱۶ باب «صلاة الاستخارة» والمحاسن: ج ۲ ص ۴۳۱ باب «الاستخارة» والكافي: ج ۳ص ۴۷۸ ح ۸ ومكارم الأخلاق: ج ۲ ص ۱۰۲ «في صلاة الاستخارة» ووسائل الشيعة: ج ۵ ص ۲۰۴ أبواب «صلاة الاستخارة وما يناسبها» وصحيح البخاري: ج ۵ ص ۲۳۴۵ ح ۶۰۱۹ باب «الدعاء عند الاستخارة» وسنن أبي داود: ج ۲ ص ۸۹ باب «في الاستخارة» ومسند ابن حنبل: ج ۵ ص ۱۱۱ ح ۱۴۷۱۳ والمعجم الكبير: ج ۱ ص ۱۹۶ ح ۱۴۷۷ و... .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
312

نَقَلتُهُ ـ ما هذا لَفظُهُ: الاِستِخارَةُ المِصرِيَّةُ عَن مَولانَا الحُجَّةِ صاحِبِ الزَّمانِ عليه‏السلام:
تَكتُبُ في رُقعَتَينِ: «خِيَرَةٌ مِنَ اللّه‏ِ ورَسولِهِ لِفُلانِ بنِ فُلانَةَ»، وتَكتُبُ في إحداهُما: «اِفعَل» وفِي الاُخرى: «لا تَفعَل» وتَترُكُ في بُندُقَتَينِ مِن طينٍ وتَرمي۱ في قَدَحٍ فيهِ ماءٌ، ثُمَّ تَتَطَهَّرُ وتُصَلّي، وتَدعو عَقيبَهُما:
«اللّهُمَّ إنّي أستَخيرُكَ خِيارَ مَن فَوَّضَ إلَيكَ أمرَهُ، وأَسلَمَ إلَيكَ نَفسَهُ، وتَوَكَّلَ عَلَيكَ في أمرِهِ، وَاستَسلَمَ بِكَ فيما نَزَلَ بِهِ مِن أمرِهِ، اللّهُمَّ خِر لي ولا تَخِر عَلَيَّ، وأَعِنّي ولا تُعِن عَلَيَّ، ومَكِّنّي ولا تُمَكِّن مِنّي، وَاهدِني لِلخَيرِ ولا تُضِلَّني، وأَرضِني بِقَضائِكَ، وبارِك لي في قَدَرِكَ، إنَّكَ تَفعَلُ ما تَشاءُ وتُعطي ما تُريدُ.
اللّهُمَّ إن كانَتِ الخِيَرَةُ لي في أمري هذا وهُوَ كَذا وكَذا، فَمَكِّنّي مِنهُ، وأَقدِرني عَلَيهِ، وَأْمُرني بِفَعلِهِ، وأَوضِح لي طَريقَ الهِدايَةِ إلَيهِ، وإن كانَ اللّهُمَّ غَيرَ ذلِكَ، فَاصرِفهُ عَنّي إلَى الَّذي هُوَ خَيرٌ لي مِنهُ، فَإِنَّكَ تَقدِرُ ولا أقدِرُ، وتَعلَمُ ولا أعلَمُ، وأَنتَ عَلاّمُ الغُيوبِ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ».
ثُمَّ تَسجُدُ وتَقولُ فيها: «أستَخيرُ اللّه‏َ خِيَرَةً في عافِيَةٍ» مِئَةَ مَرَّةٍ، ثُمَّ تَرفَعُ رَأسَكَ وتَتَوَقَّعُ البَنادِقَ، فَإِذا خَرَجَتِ الرُّقعَةُ مِنَ الماءِ فَاعمَل بِمُقتَضاها، إن شاءَ اللّه‏ُ تَعالى.۲

1.. هكذا ، ولعلّه يمكن قراءتها على المجهول : «وتُترَك ... وتُرمى» .

2.. فتح الأبواب : ص ۲۶۵ ، بحار الأنوار : ج ۹۱ ص ۲۳۹ ح ۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10597
صفحه از 416
پرینت  ارسال به