31
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

ستذهب.

فعبّرت رؤاي بأنّهم قالوا: ليس من المصلحة هذه السنة أن تذهب، ولن تذهب. ولكنّه لم يكن كذلك، حيث تشرّفت بالحجّ في هذه السنة عن طريق العراق وبدون وثائق، واستغرق السفر ۱۱۰ أيّام، وأخذونا إلى جميع الأماكن بدون اختيار منّي، وهو بحدّ ذاته إعجاز عجيب لا يُصدّق، وهو ثاني سفري إلى مكّة، ومن السنة الثالثة فما بعدها انتظم سفري وفقاً للطريقة المتّبعة، وتحقّق توفيق متواصل.

۵ / ۱۰

رعاية إمام العصر علیه السلام لوالدة الشهيد زنبق

الخاطرة الثانية لحجّة الإسلام السيّد يحيى الحسينيّ۱ بشأن رعاية إمام العصر عليه‏السلام بوالدة أحد الشهداء:

سافرت إلى حجّ التمتّع مع قافلة من يزد برقم ۱۹۰۴ وبإدارة المرحوم الحاج محمّد تقوي سنة ۱۴۰۲ه، ومرشد القافلة هو المرحوم السيّد كاظم الرضويّ.

أحد حجّاج القافلة الذين كانوا معنا هي السيّدة فاطمة أُمّ أوّل شهيد للثورة الإسلاميّة في يزد (الشهيد حسين زنبق)، وأوصى بها زوجها وصهرها كثيراً، وكنت أخدم جميع الزائرين ولاسيّما هذه السيّدة.

وفي يوم عرفة وفي عرفات جمع العمّال المطوّفين الخيم حينما اقترب غروب الشمس، ونقلوها إلى منى، ليهيّؤها للزائرين.

وبعد قراءة دعاء عرفة وزيارة الإمام الحسين عليه‏السلام، ذكّرنا الزوّار بأنّه لو ذهبتم خارج الخيمة لتجديد الوضوء فلا تذهبوا لوحدكم؛ لأنّه يمكن جمع الخيام في هذا الوقت ولا تستطيعون العثور علينا، وحينئذٍ سيكون احتمال الضياع كبيراً.

غابت الشمس في يوم عرفة، وشيئاً فشيئاً أذّن المؤّن وصلّينا المغرب والعشاء،

1.. راجع: ص ۲۸ الهامش ۲.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
30

أخرجت الدفتر المذكور من جيبي الجانبيّ، ولا أتذكّر بدقّة هل أنا كتبت الختم أم هو؟ وعلى أيّ حال فقد ضاع الدفتر، ولكنّ الختم بالنحو التالي:

قم بالعمل الآتي أربعة عشر يوماً أو ليلة، متتالياً في زمان واحد (في أيّ وقت من الليل أو النهار، مثلاً الثانية ظهراً أو ليلاً)، وفي مكان واحد بحيث لايراك ولا يحسّ بك أحد، ولا تقوله أنت لأحد، وستتوضّح نتيجته لك في عالم الرؤا.

ففي اليوم الأوّل تصلّي ركعتين، وتقرأ بعدها الصلوات على محمّد وآله ألف مرّة وتهديها إلى رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وفي اليوم الثاني تهديها إلى الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام، وتمضي بهذه الكيفية إلى الجلسة الرابعة عشرة التي تكون باسم الإمام المهديّ عليه‏السلام. والسبحة الطينية السوداء التي تعدّ بها الصلوات علّقها على الحائط في مقابل القبلة، بحيث لا يراها أحد، وتناولها أنت فقط وعدّ الصلوات بها، ثمّ علّقها في مكانها الأوّل.

كتب ـ أو كتبت ـ هذا العمل وخرج من الغرفة. فسألت الزائر الذي يقع سريره بالقرب من محلّ وقوفه: من أين هذا الرجل، وعمّن يبحث؟

قال الزائر: أنا لم أشاهد أحداً.

قلت له: الرجل الذي كان يقف الآن إلى جانبي، وتأخّر كثيراً أيضاً في الوقوف؟

قال: لم أر أحداً يتكلّم معك!

وسألت شخصاً آخر، وقال أيضاً بأنّه لم ير أحداً.

والحمد للّه‏، فبدعاء ذلك السيّد ذهبت كلّ سنة إلى الحجّ ماعدا السنين التي تعطّل فيها السفر، إمّا بعنوان خادم، وإمّا بعنوان معاون مدير، أو بعنوان مرشد دينيّ، وأرجو من اللّه‏ ألاّ يسلبني هذا التوفيق حتّى ساعة موتي، فأنا أعيش على أمل بيت اللّه‏ الحرام والمدينة المنوّرة.

ولا يخفى أنّي عملت بهذا الختم في السنة الأُولى، ولم يمض أكثر من أُسبوع حتّى رأيت في عالم الرؤا أنّ قافلة من إيران تتهيّأ للسفر، وتقدّمت لأصعد في الطائرة، فجذبني شخص من ذراعي وقال: سيّد يحيى، أنت لن تذهب بهذه القوافل، ولكنّك

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10484
صفحه از 416
پرینت  ارسال به