أخرجت الدفتر المذكور من جيبي الجانبيّ، ولا أتذكّر بدقّة هل أنا كتبت الختم أم هو؟ وعلى أيّ حال فقد ضاع الدفتر، ولكنّ الختم بالنحو التالي:
قم بالعمل الآتي أربعة عشر يوماً أو ليلة، متتالياً في زمان واحد (في أيّ وقت من الليل أو النهار، مثلاً الثانية ظهراً أو ليلاً)، وفي مكان واحد بحيث لايراك ولا يحسّ بك أحد، ولا تقوله أنت لأحد، وستتوضّح نتيجته لك في عالم الرؤا.
ففي اليوم الأوّل تصلّي ركعتين، وتقرأ بعدها الصلوات على محمّد وآله ألف مرّة وتهديها إلى رسول اللّه صلىاللهعليهوآله، وفي اليوم الثاني تهديها إلى الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام، وتمضي بهذه الكيفية إلى الجلسة الرابعة عشرة التي تكون باسم الإمام المهديّ عليهالسلام. والسبحة الطينية السوداء التي تعدّ بها الصلوات علّقها على الحائط في مقابل القبلة، بحيث لا يراها أحد، وتناولها أنت فقط وعدّ الصلوات بها، ثمّ علّقها في مكانها الأوّل.
كتب ـ أو كتبت ـ هذا العمل وخرج من الغرفة. فسألت الزائر الذي يقع سريره بالقرب من محلّ وقوفه: من أين هذا الرجل، وعمّن يبحث؟
قال الزائر: أنا لم أشاهد أحداً.
قلت له: الرجل الذي كان يقف الآن إلى جانبي، وتأخّر كثيراً أيضاً في الوقوف؟
قال: لم أر أحداً يتكلّم معك!
وسألت شخصاً آخر، وقال أيضاً بأنّه لم ير أحداً.
والحمد للّه، فبدعاء ذلك السيّد ذهبت كلّ سنة إلى الحجّ ماعدا السنين التي تعطّل فيها السفر، إمّا بعنوان خادم، وإمّا بعنوان معاون مدير، أو بعنوان مرشد دينيّ، وأرجو من اللّه ألاّ يسلبني هذا التوفيق حتّى ساعة موتي، فأنا أعيش على أمل بيت اللّه الحرام والمدينة المنوّرة.
ولا يخفى أنّي عملت بهذا الختم في السنة الأُولى، ولم يمض أكثر من أُسبوع حتّى رأيت في عالم الرؤا أنّ قافلة من إيران تتهيّأ للسفر، وتقدّمت لأصعد في الطائرة، فجذبني شخص من ذراعي وقال: سيّد يحيى، أنت لن تذهب بهذه القوافل، ولكنّك