الجميع بهذه الوسيلة، وتجعل أجر صبرهم على الآلام زادا لآخرتهم.
وبناء عليه، يمكن أن يمرض إمام العصر عليهالسلام أيضاً لساعات وأيّام، ويصيبه الألم جرّاء شوكة أو جرح جسمه المبارك، مثلما مرض قبله الأئمّة والأنبياء عليهمالسلام لأيّام، وأحياناً لأعوام كأيّوب عليهالسلام، ولهذا لا يستلزم طول عمر إمام العصر عليهالسلام عدم مرضه، أو إصابة رجله بشوكة، أو سقوطه من مرتفع، وتعرّضه لكسر في جسمه، بل ربّما تؤي أعمالُ الكثير من الناس جسدَ الإمام عليهالسلام وروحه الشريفة فيُمرضه لعدّة أيّام.
إضافة إلى إمكانيّة حصول أحداث غير متوقّعة في المستقبل تجعل أمر القيام في مواجهة صعوبات جسيمة، أو تضرّ بالإمام المهديّ عليهالسلام وتعرّض سلامته إلى الخطر، وهذا يعني أنّ علينا من الآن أن نفكّر بالخلاص من هذه المخاطر، واجتياز مرحلة الانتظار وأحداث القيام بسلامة باتّخاذ سبيل الدعاء والتوسّل.
وبعبارة أُخرى: يمكن أن تبدو الحكمة من بعض الأدعية وسبب الحاجة إليها غامضة لدينا، ولكنّها حاجة حتميّة جليّة للآتين في المستقبل.
ويمكن ايضاً اعتبار هذه الأدعية ناظرة إلى عهد الغيبة الصغرى ؛ لاحتمال وصول الأعداء إلى إمام العصر عليهالسلام عبر معرفة نوّابه الخاصّين والأشخاص المرتبطين به والضغط عليهم، ويكفي هذان الاحتمالان لوجود الأدعية المشار إليها وقبولها.
وتأسيساً على ذلك وعلى ما سلف في مقدّمة البحث ـ من أنّ تحقّق المطالب يستلزم الدعاء أيضا ـ فمن الممكن أن تتعلّق سلامة منقذنا بدعائنا وسؤلنا، وعندئذٍ نستطيع بالدعاء والصدقات والنذور والتوسّل والخيرات والمبرّات إبعاد الأمراض الجسديّة ومخاطر الكوارث الطبيعيّة الشاملة لجميع البشر بنحو عامّ، وكذلك احتمال أذى الأعداء، والمعاناة الناشئة من ذنوب الناس وأعمالهم غير اللاّئقة التي ربّما نشاركهم فيها ؛ نبعدها عن ذلك الكيان العزيز.