289
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

ولهذا تعتبر ضعافاً من حيث السند.۱

ومع ذلك يمكن تبريرها في إطار أدب الحوار مع اللّه‏ سبحانه، الربّ الذي لا يعجز عن أيّ شيء أبداً ولا يجاريه أحد، والقادر الذي تكون مقدّراته المقرّرة في قبضة إرادته ومشيئته فيمكنه تغييرها في أيّ لحظة.

وفي ضوء هذه الرؤة إلى الكون يرى إبراهيم عليه‏السلام ـ جدّ الأنبياء الإلهيّين العظام ـ نفسه محتاجاً إلى الرعاية الإلهيّة في أداء الصلاة ؛ أكثر الفرائض الإلهيّة بداهة، فينادي: «رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ»۲، وهو من الأوّابين والمصلّين الحقيقيّين، لاشكّ في ذلك.

فعلى جميع المؤمنين أن يسألوا اللّه‏ دوام البقاء على ماقدّره لهم من خير وصلاح، وأن يثبتوا في المراكز المعيّنة لهم لتنفيذ الأوامر والوصايا الإلهيّة، ولا يستبدل بهم غيرهم لا سمح اللّه‏ ؛ لكي ينالوا عظيم الأجر الإلهيّ.

وعلينا كذلك التضرّع إليه دائماً لأن يكون منقذ البشريّة هو إمامنا الثاني عشر، وأن نكون من أنصاره السائرين في ركابه.

اللّهُمَّ... وَاجعَلنا مِمَّن تَنتَصِرُ بِهِ لِدينِكَ... ولا تَستَبدِل بِنا غَيرَنا.۳

الإجابة عن السؤل السادس

نشير بدايةً إلى أنّ الأمراض والحوادث الطبيعيّة هي أعراض عامّة تطرأ على جميع البشر، وقلّما يوجد من سلم من ضررها طيلة عقود عمره، وكأنّ السنّة الإلهيّة تقتضي تمحيص

1.. «اجعَلهُ القائِمَ المُنتَظَرَ» راجع: ص ۱۷۹ ح ۱۰۴۳. «اجعَلهُ الدّاعِيَ إلى كتابِكَ، وَالقائِمَ بِدينِكَ» (راجع:ص۲۲۴ ح ۱۰۵۹). «وَاجعَلهُ القائِمَ بِأَمرِكَ» (راجع: ص ۲۴۹ ح ۱۰۷۸). «اجعَلهُ الإِمامَ المُنتَظَرَ» (راجع: ص ۲۵۹ ح ۱۰۸۶). «وَاجعَلهُ القائِمَ المُؤمَّلَ، وَالوَصِيَّ المُفَضَّلَ، وَالإِمامَ المُنتَظَرَ، وَالعَدلَ المُختَبَرَ» (راجع: ص ۳۷۰ ح ۱۱۱۹).

2.. سورة إبراهيم: الآية ۴۰.

3.. راجع: ص ۱۸۱ ح ۱۰۴۳ و ص ۲۶۸ ح ۱۰۹۰.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
288

فيه عن طريق أداء أعمال، أو الالتزام بأدعية، حسبما يراه اللّه‏ من مصلحة، وعلى أساس وصاياه وأوامره، وربّما تأتي بعض أعمال ليلة القدر وأدعيتها ووجود الأجلين (المعلّق والمحتوم) في هذا السياق، فنحن نطلب في ليلة القدر أن يزيد اللّه‏ من أعمارنا ويوفّقنا في أعمالنا، ونهرب بالدعاء والصدقة من الأجل المعلّق طوال حياتنا.

وتأسيساً على ذلك وعلى ما سبق في المقدّمة الأُولى يمكننا التسريع في زمن وقوع الفرج ـ وهو أمر يقبل البداء والتعجيل أو التأجيل ـ بواسطة دعائنا وعملنا المناسب، وذلك في ضمن التقدير والتخطيط الإلهيّ وهو جزء منه. وشاهِدُنا عليه الرواية المنقولة في المقدّمة الأُولى، ووصايا الأئمّة الذين هم سفراءُ اللّه‏ الحقيقيّون في الأرض، وإيراد الكثير من الأدعية في هذا الموضوع.

وتنصّ هذه الرؤة على أنّ دعاءنا ومسألتنا تقدّم أرضيّات وعوامل تحقّق الفرج الذي يتكوّن في ضمن مساره لا خارجاً عنه، ولهذا يختلف عن العجلة ؛ وهي المباشرة بالعمل أو طلبه قبل توفّر الأرضية اللاّزمة والعناصر الخارجيّة لتحقّقه. وبعبارة أُخرى: يهيّئ دعاؤا أرضيّة وقوع الفرج في أوّل فرصة ممكنة لا قبلها، وهذا يختلف عن العجلة.۱

وحريّ بالذكر أنّ كثرة الأدعية لطلب تعجيل الفرج، هي نوع من التذكير بواجبنا حيال تحقّقه، فينبغي علينا التمهيد لظهور إمام العصر عليه‏السلام ببناء الذات والمجتمع، وإزالة ما يتّصل بنا من علل الغيبة، ثمّ نتوسّل إلى اللّه‏ لتحقّق سائر العوامل، ولا نغفل أبداً في عصر الغيبة عن ذكر الإمام المنقذ؛ لكي ننال ثواب الانتظار أيضاً.

الإجابة عن السؤل الخامس

أوصت عدد من الروايات بالدعاء لكي يكون الإمام المهديّ عليه‏السلام هو القائم بالأمر الإلهيّ، وهي روايات ليست بكثيرة، ونقلتها كتب معتبرة أو مشهورة، إلاّ أنّ جميع أسانيدها مرسلة،

1.. راجع: مكيال المكارم: ج ۱ ص ۳۸۲.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10628
صفحه از 416
پرینت  ارسال به