موته، وأعلن خبر وفاته بهدوء وصبر، وأظهر رضاه بالقضاء الإلهيّ.۱
ولعلّ الدعاء التالي في أمر الإمام عليهالسلام إلى نائبه العمريّ ينصبّ في هذا السياق:
فَصَبِّرني عَلى ذلِكَ حَتّى لا أُحِبَّ تَعجيلَ ما أخَّرتَ، ولا تَأخيرَ ما عَجَّلتَ.۲
أي ينبغي علينا الدعاء والإصرار في سؤل اللّه تعالى، ولكن نطلب أيضاً أن نرضى بحكمته وتقديره لو كان صالحنا في شيء آخر، بل نقبل بتقديمه وتأخيره ونراه في خيرنا وصلاحنا.
۴ ـ للدعاء أثر في تلقين التعاليم الدينيّة والغيبيّة للداعي وسموّه الروحيّ وتقوية حسّه التوحيديّ، إضافة إلى إسدائه يد العون لنيل ما نطلبه ويرضاه اللّه.
وهو يشترك في منح الداعي هوية خاصّة، ويبيّن موقفه الاجتماعيّ والسياسيّ، ويثير فيه الشعور بالمسؤليّة تجاه ما يقع على عاتقه، ويُشاهَد هذا الأمر في كثير من أدعيتنا لإمام العصر عليهالسلام.
كما أنّنا نذكّر أنفسنا في هذه الأدعية: لتحقّق أيّ آثار نعيشُ الإنتظار؟ وكيف نكوّن أنفسنا لنغدو مؤّلين للمجتمع المهدويّ المثاليّ؟ وإذا رغبنا في الرجعة والاشتراك في الثورة، فكيف نعيش ونبني ذواتنا ونسمو بأرواحنا؟
۵ ـ إنّ الأدعية المأثورة ـ في الحقيقة ـ هي أحاديث تقتفي دراسة صحّتها وسقمها قواعدَ التقييم لسند الحديث ونصّه، ولهذا لو استعصى حديث على فهمنا وافتقر إلى سند معتبر، فلا يجب القبول به، على الرغم من أنّه لا يمكن رفضه بيسر وينبغي إيكال علمه إلى أهله، وهي الوظيفة التي أوصت بها بعض الروايات.۳