اللّهُمَّ ولا تَجعَلني مِن خُصَماءِ آلِ مُحَمَّدٍ عليهمالسلام، ولا تَجعَلني مِن أعداءِ آلِ مُحَمَّدٍ عليهمالسلام، ولا تَجعَلني مِن أهلِ الحَنَقِ وَالغَيظِ عَلى آلِ مُحَمَّدٍ عليهمالسلام، فَإِنّي أعوذُ بِكَ مِن ذلِكَ فَأَعِذني، وأَستَجيرُ بِكَ فَأَجِرني.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجعَلني بِهِم فائِزا عِندَكَ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ، ومِنَ المُقَرَّبينَ، آمينَ رَبَّ العالَمينَ۱.۲
راجع: ص ۱۱۵ (القسم السابع / الفصل الثالث / دعاء المعرفة).
1.قال في كمال الدين : «حدّثنا أبو محمّد الحسين بن أحمد المكتّب ، قال : حدّثنا أبو عليّ بن همّام بهذا الدعاء ،وذكر أنّ الشيخ العمريّ ـ قدّس اللّه روحه ـ أملاه عليه ، وأمره أن يدعو به ، وهو الدعاء في غيبة القائم عليهالسلام» ، وقال في جمال الاُسبوع : «أخبرني الجماعة الذين قدمت الإشارة إليهم بإسنادهم إلى جدّي أبي جعفر الطوسيّ ـ رضوان اللّه جلّ جلاله عليه ـ ، قال : أخبرنا جماعة عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبريّ ...» .
علما أنّ هذا الدعاء ذُكر في المصادر بشكلين : مختصر نقلاً عن الإمام الصادق عليهالسلام، و مفصّل (نقلاً عن النائب الثاني لوليّ العصر عليهالسلام) ، وكلاهما مختصّان بعصر الغيبة ، وكما قال السيّد ابن طاووس في جمال الأُسبوع (ص ۳۱۵) فإن بداية الدعاء المفصّل شبيهة بالدعاء المختصر ، بل من خلال التأمّل في مضمونهما نصل إلى أنّ الدعاء المختصر هو القسم الأوّل من الدعاء المفصّل و الذي جاء في المصادر الروائية. و يبدو أنّ بعض الأسباب ـ مثل التلخيص، و شهرة الدعاء ـ أدّت إلى أن لا تأتي فيه سوى أقسام من الفقرات الاُولى. و على سبيل المثال فإن التعبير «إلى آخره» من جانب الشيخ الطوسيّ في كتاب الغيبة (ص ۳۳۴) يمكن أن يكون شاهداً على هذا الموضوع.
و كما مرّ فإن الدعاء المفصّل نقل في معظم المصادر عن النائب الثاني، و اعتُبر هذا الدعاء من إملائه ، هذا في حين أنّ الشيخ الصدوق ذكره في كمال الدين في قسم توقيعات إمام العصر عليهالسلام ، كما اعتبره الكفعميّ في البلد الأمين مرويّاً عن وليّ العصر عليهالسلام. و يبدو أنّ أصل هذا الدعاء للإمام الصادق عليهالسلام حيث اُنشِئَ لعصر الغيبة ، و كان عند الأئمّة عليهالسلام و بعض الأصحاب ، و في عصر النائب الثاني حيث كان الشيعة يرضخون تحت وطأة الآثار و الضغوط النفسية و العاطفيّة للغيبة شيئا فشيئا ، وضعه النائب الثاني تحت تصرّف الشيعة الذين كانوا يعيشون تلك الظروف ، كما أنّ ذكر هذا الدعاء في قسم التوقيعات من كتاب كمال الدين، و نسبته إلى إمام العصر عليهالسلام في البلد الأمين، يمكن أن يكون هو أيضاً باعتبار نسبته إلى النائب الثاني. علماً أنّ النواب لم يكونوا يقومون بأيّ عمل إلاّ بإذن الإمام و طلبه، و لذلك يمكن أن يحمل أيضاً عنوان توقيع الإمام المهديّ عليهالسلام.
2.مصباح المتهجّد : ص ۴۱۱ ح ۵۳۶ ، كمال الدين : ص ۵۱۲ ح ۴۳ ، جمال الاُسبوع : ص ۳۱۵ ، مصباح الزائر : ص ۴۲۵ ، البلد الأمين : ص ۳۰۶ ، بحار الأنوار : ج ۵۳ ص ۱۸۷ ح ۱۸ .