273
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

ولا قُوَّةً إلاّ أوهَنتَها، ولا رُكنا إلاّ هَدَمتَهُ، ولا حَدّا إلاّ فَلَلتَهُ، ولا سِلاحا إلاّ أكلَلتَهُ، ولا رايَةً إلاّ نَكَّستَها، ولا شُجاعا إلاّ قَتَلتَهُ، ولا جَيشا إلاّ خَذَلتَهُ، وَارمِهِم يا رَبِّ بِحَجَرِكَ الدّامِغِ، وَاضرِبهُم بِسَيفِكَ القاطِعِ، وبَأسِكَ الَّذي لا تَرُدُّهُ عَنِ القَومِ المُجرِمينَ، وعَذِّب أعداءَكَ وأَعداءَ وَلِيِّكَ وأَعداءَ رَسولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ، بِيَدِ وَلِيِّكَ وأَيدي عِبادِكَ المُؤمِنينَ.
اللّهُمَّ اكفِ وَلِيَّكَ وحُجَّتَكَ في أرضِكَ هَولَ عَدُوِّهِ، وكِد مَن كادَهُ، وَامكُر بِمَن مَكَرَ بِهِ، وَاجعَل دائِرَةَ السَّوءِ عَلى مَن أرادَ بِهِ سوءا، وَاقطَع عَنهُ مادَّتَهُم، وأَرعِب لَهُ قُلوبَهُم، وزَلزِل أقدامَهُم، وخُذهُم جَهرَةً وبَغتَةً، وشَدِّد عَلَيهِم عَذابَكَ، وأَخزِهِم في عِبادِكَ، وَالعَنهُم في بِلادِكَ، وأَسكِنهُم أسفَلَ نارِكَ، وأَحِط بِهِم أشَدَّ عَذابِكَ، وأَصلِهِم نارا، وَاحشُ قُبورَ مَوتاهُم نارا، وأَصلِهِم حَرَّ نارِكَ، فَإِنَّهُم أضاعُوا الصَّلاةَ، وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ، وأَضَلّوا عِبادَكَ.
اللّهُمَّ فَأَحيِ بِوَلِيِّكَ القُرآنَ، وأَرِنا نورَهُ سَرمَدا۱ لا لَيلَ فيهِ، وأَحيِ بِهِ القُلوبَ المَيِّتَةَ، وَاشفِ بِهِ الصُّدورَ الوَغِرَةَ۲، وَاجمَع بِهِ الأَهواءَ المُختَلِفَةَ عَلَى الحَقِّ، وأَقِم بِهِ الحُدودَ المُعَطَّلَةَ وَالأَحكامَ المُهمَلَةَ، حَتّى لا يَبقى حَقٌّ إلاّ ظَهَرَ، ولا عَدلٌ إلاّ زَهَرَ، وَاجعَلنا يا رَبِّ مِن أعوانِهِ ومُقَوِّيَةِ سُلطانِهِ، وَالمُؤتَمِرينَ لِأَمرِهِ، وَالرّاضينَ بِفِعلِهِ، وَالمُسَلِّمينَ لِأَحكامِهِ، ومِمَّن لا حاجَةَ بِهِ إلَى التَّقِيَّةِ مِن خَلقِكَ، أنتَ يا رَبِّ الَّذي تَكشِفُ الضُّرَّ وتُجيبُ المُضطَرَّ إذا دَعاكَ، وتُنجي مِنَ الكَربِ العَظيمِ، فَاكشِفِ الضُّرَّ عَن وَلِيِّكَ، وَاجعَلهُ خَليفَةً في أرضِكَ كَما ضَمِنتَ لَهُ.

1.. السَّرْمَدُ : الدائم (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۴۰۸ «سرمد») .

2.. وَغِر صَدرُهُ : أي امتلأ غيظا المصباح المنير : ص ۶۶۶ «وغر» .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
272

الضَّلالَةِ، وذَلِّل بِهِ الجَبّارينَ وَالكافِرينَ، وأَبِر۱ بِهِ المُنافِقينَ وَالنّاكِثينَ، وجَميعَ المُخالِفينَ وَالمُلحِدينَ، في مَشارِقِ الأَرضِ ومَغارِبِها، وبَرِّها وبَحرِها، وسَهلِها وجَبَلِها، حَتّى لا تَدَعَ مِنهُم دَيّارا۲، ولا تُبقِيَ لَهُم آثارا، طَهِّر مِنهُم بِلادَكَ، وَاشفِ مِنهُم صُدورَ عِبادِكَ، وجَدِّد بِهِ مَا امتَحى مِن دينِكَ، وأَصلِح بِهِ ما بُدِّلَ مِن حُكمِكَ وغُيِّرَ مِن سُنَّتِكَ، حَتّى يَعودَ دينُكَ بِهِ وعَلى يَدَيهِ غَضّا جَديدا صَحيحا، لا عِوَجَ فيهِ ولا بِدعَةَ مَعَهُ، حَتّى تُطفِئَ بِعَدلِهِ نيرانَ الكافِرينَ، فَإِنَّهُ عَبدُكَ الَّذِي استَخلَصتَهُ لِنَفسِكَ، وَارتَضَيتَهُ لِنُصرَةِ دينِكَ، وَاصطَفَيتَهُ بِعِلمِكَ، وعَصَمتَهُ مِنَ الذُّنوبِ، وبَرَّأتَهُ مِنَ العُيوبِ، وأَطلَعتَهُ عَلَى الغُيوبِ، وأَنعَمتَ عَلَيهِ، وطَهَّرتَهُ مِنَ الرِّجسِ، ونَقَّيتَهُ مِنَ الدَّنَسِ.
اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَيهِ وعَلى آبائِهِ الأَئِمَّةِ الطّاهِرينَ، وعَلى شيعَتِهِ المُنتَجَبينَ، وبَلِّغهُم مِن آمالِهِم ما يَأمُلونَ، وَاجعَل ذلِكَ مِنّا خالِصا مِن كُلِّ شَكٍّ وشُبهَةٍ ورِياءٍ وسُمعَةٍ، حَتّى لا نُريدَ بِهِ غَيرَكَ، ولا نَطلُبَ بِهِ إلاّ وَجهَكَ.
اللّهُمَّ إنّا نَشكو إلَيكَ فَقدَ نَبِيِّنا، وغَيبَةَ وَلِيِّنا، وشِدَّةَ الزَّمانِ عَلَينا، ووُقوعَ الفِتَنِ، وتَظاهُرَ الأَعداءِ، وكَثرَةَ عَدُوِّنا، وقِلَّةَ عَدَدِنا، اللّهُمَّ فَافرُج ذلِكَ عَنّا بِفَتحٍ مِنكَ تُعَجِّلُهُ، ونَصرٍ مِنكَ تُعِزُّهُ، وإمامِ عَدلٍ تُظهِرُهُ، إلهَ الحَقِّ آمينَ.
اللّهُمَّ إنّا نَسأَ لُكَ أن تَأذَنَ لِوَلِيِّكَ في إظهارِ عَدلِكَ في عِبادِكَ۳، وقَتلِ أعدائِكَ في بِلادِكَ، حَتّى لا تَدَعَ لِلجَورِ يا رَبِّ دِعامَةً إلاّ قَصَمتَها، ولا بَقِيَّةً إلاّ أفنَيتَها،

1.. أبَرَ القَومَ : أهلَكَهُم القاموس المحيط : ج ۱ ص ۳۶۱ «أبر» .

2.. دَيّارٌ : أي ساكِنٌ (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۳۲۱ «دار») .

3.. في الطبعة المعتمدة : «بلادك» بدل «عبادك» ، وما أثبتناه من كمال الدين وجمال الاُسبوع ونسخة اُخرى من المصدر وبحار الأنوار .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10854
صفحه از 416
پرینت  ارسال به