المدينة) وقل له أن يدرّسك المنطق، وفي أيّ وقت هجم على قلبك الحزن فأنا حاضر.
ذهب إلى خادم المدرسة، وأعطاه غرفة بدون تأخير، كما ذهب إلى الفقيه والحكيم وبدأ دروسه لديهما (ويبدو أنّ الشيخ محمّد حسين الإصفهاني قرأ الفلسفة أيضاً لدى ذلك الحكيم).
وذات يوم قال لأُستاذه: أنت لديك زوجة بالعقد المؤّت، وقد وَضَعت الكتاب في خزانة صغيرة۱، وأنت الآن تدرّسني بدون مطالعة مسبقة.
بهُت الأُستاذ، فمن هذا الشخص الذي يعرف أسرار حياته! فسأله: من أنت؟ فأخبره بقصّته، فقبّل الأُستاذ يده وتواضع له. فتحيّر الطالب في معنى تلك التصرّفات!
ثمّ قال له الأُستاذ: لديّ طلب واحد منك فقط، أُريد أن تستأذن لي من ذلك السيّد لأتشرّف بلقائه لخمس دقائق فقط.
فقال: هذا ليس بالأمر الصعب، فهو يسمح لي برؤيته في أيّ وقت أشاء، ويُصغي لكلّ ما أقوله. فبكى الأُستاذ وتوسّل إليه بأن يأخذ له موعداً، ولكنّه لم ينتبه لأهمّية الموضوع.
وحينما رآه الأُستاذ في المرّة التالية سأله: ماذا حصل؟ أجابه: عندما غادرت هذا المكان، طلبت السيّد فحضر وبادرني بالحديث قبل أن أتكلّم بشيء وقال: قل له: لو طبّق ذلك العمل (التوبة) الذي قمت به، سوف نأتي بأنفسنا ولا حاجة لأن يأخذ موعداً.
بعدها قال الأُستاذ: هل نبدأ الدرس؟ فقال له: إنّ السيّد يقول: لا حاجة إلى الدرس. ثمّ ودَّعَ وذهب، ولم يُرَ مرّةً أُخرى.
وعلى إثر هذه الحادثة حصل تغيّر روحيّ جذريّ للأُستاذ، واختار العزلة.
وممّا ينبغي ذكره هو أنّ آية اللّه محمّد عليّ الأراكيّ(ره) نقل رواية أُخرى لهذه