۵ / ۷
تشرّف محمّد علي أربابي بلقاء الإمام
نقل حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ حسين أنصاريان۱ أنّ شخصاً باسم محمّد علي أربابي الطهرانيّ ـ وهو مقرّب جدّاً من الشيخ رجب عليّ الخيّاط ـ قال عن سفره إلى مكّة:
وصلنا في الليلة التاسعة إلى عرفات الذي كان حالك الظلمة في ذلك الزمان، وكانت تستخدم هناك المصابيح اليدويّة للإضاءة. في العاشرة ليلاً تذكرت مراراً حضرة إمام العصر عليهالسلام لا لزيارته؛ لأنّني لا أرى نفسي أهلاً لزيارته.
كنت خارج الخيمة أُفكّر في الإمام صلوات اللّه عليه، وإذا بصوت بلغة فارسيّة عذبة ـ في وقت لم يكن أحد حاضراً ـ وهو يقول: يا حاج محمّد عليّ!
التفتّ فرأيت وجهاً نورانيّاً وروحانيّاً وسماويّاً، فقال: هلمّ إلى جانبي، فقلت: سمعاً وطاعة. وفي الحقيقة لقد جُذبت نحوه، فجلست بجانبه.
قال: الليلة ليلة عرفة، وزيارة حضرة سيّد الشهداء واردة فيها، هل ترغب في أن أقرأ الزيارة؟
لقد سمعت منذ طفولتي الزيارات المعروفة واطّلعت عليها، وأعلم مضامينها وكلماتها، فقلت له: أودّ ذلك كثيراً.
فقرأ زيارة تقرب من ساعة واحدة لم أسمع بها حتّى ذلك الوقت، فحفظت كلماتها وهو يقرؤا واحدة تلو الأُخرى، وأودعتها كلّها في حافظتي، كما أنّ بكاء ذلك الشخص لايمكن وصفه. ثمّ ودّعني بعد الزيارة ورحل، وكلّما ابتعد عنّي انمحت الزيارة من ذهني حتّى نسيتها تماماً.