231
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

خَلفَهُ فَتَقَدَّمَ وصَلّى بِنا الغَداةَ، فَقَرَأَ بِفاتِحَةِ الكِتابِ و«إنّا أنزَلناهُ في لَيلَةِ القَدرِ» فِي الاُولى، وفِي الرَّكعَةِ الثّانِيَةِ بِفاتِحَةِ الكِتابِ و«قُل هُوَ اللّه‏ُ أحَدٌ».
فَلَمّا فَرَغنا مِنَ التَّسبيحِ وَالتَّحميدِ وَالتَّقديسِ وَالثَّناءِ عَلَى اللّه‏ِ تَعالى، وَالصَّلاةِ عَلى رَسولِهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وَالدُّعاءِ لِجَميعِ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ وَالمُسلِمينَ وَالمُسلِماتِ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ، خَرَّ ساجِداً لا أسمَعُ مِنهُ إلاَّ النَّفَسَ ساعَةً طَويلَةً، ثُمَّ سَمِعتُهُ يَقولُ:
«لا إلهَ إلاّ أنتَ مُقَلِّبُ القُلوبِ وَالأَبصارِ، لا إلهَ إلاّ أنتَ خالِقُ الخَلقِ بِلا حاجَةٍ فيكَ إلَيهِم، لا إلهَ إلاّ أنتَ مُبدِئُ الخَلقِ لا يَنقُصُ مِن مُلكِكَ شَيءٌ، لا إلهَ إلاّ أنتَ باعِثُ مَن فِي القُبورِ، لا إلهَ إلاّ أنتَ مُدَبِّرُ الاُمورِ، لا إلهَ إلاّ أنتَ دَيّانُ الدّينِ وجَبّارُ الجَبابِرَةِ، لا إلهَ إلاّ أنتَ مُجرِي الماءِ فِي الصَّخرَةِ الصَّمّاءِ، لا إلهَ إلاّ أنتَ مُجرِي الماءِ فِي النَّباتِ، لا إلهَ إلاّ أنتَ مُكَوِّنُ طَعمِ الثِّمارِ، لا إلهَ إلاّ أنتَ مُحصي عَدَدِ القَطرِ وما تَحمِلُهُ السَّحابُ، لا إلهَ إلاّ أنتَ مُحصي عَدَدِ ما تَجري بِهِ الرِّياحُ فِي الهواءِ، لا إلهَ إلاّ أنتَ مُحصي ما فِي البِحارِ مِن رَطبٍ ويابِسٍ، لا إلهَ إلاّ أنتَ مُحصي ما يَدِبُّ في ظُلُماتِ البِحارِ وفي أطباقِ الثَّرى.
أسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي سَمَّيتَ بِهِ نَفسَكَ أوِ استَأثَرتَ بِهِ في عِلمِ الغَيبِ عِندَكَ، وأَسأَ لُكَ بِكُلِّ اسمٍ سَمّاكَ بِهِ أحَدٌ مِن خَلقِكَ مِن نَبِيٍّ أو صِدّيقٍ أو شَهيدٍ أو أحَدٍ مِن مَلائِكَتِكَ، وأَسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي إذا دُعيتَ بِهِ أجَبتَ وإذا سُئِلتَ بِهِ أعطَيتَ، وأَسأَ لُكَ بِحَقِّكَ عَلى مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَيتِهِ صَلَواتُكَ عَلَيهِم وبَرَكاتُكَ، وبِحَقِّهِمُ الَّذي أوجَبتَهُ عَلى نَفسِكَ وأَنَلتَهُم بِهِ فَضلَكَ، أن تُصَلِّيَ علَى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ الدّاعي إلَيكَ بِإِذنِكَ، وسِراجِكَ السّاطِعِ بَينَ عِبادِكَ في أرضِكَ وسَمائِكَ، وجَعَلتَهُ رَحمَةً لِلعالَمينَ ونوراً استَضاءَ بِهِ المُؤمِنونَ، فَبَشَّرَنا بِجَزيلِ ثَوابِكَ وأَنذَرَنَا الأَليمَ مِن عَذابِكَ. أشهَدُ أنَّهُ قَد جاءَ بِالحَقِّ مِن عِندِ الحَقِّ وصَدَّقَ المُرسَلينَ، وأَشهَدُ أنَّ الَّذينَ كَذَّبوهُ ذائِقُو العَذابِ الأَليمِ.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
230

عُسرَتَنا، وكُفَّ بِهِ وُجوهَنا، وأَنجِح بِهِ طَلِبَتَنا، وَاستَجِب بِهِ دُعاءَنا، وأَعطِنا بِهِ فَوقَ رَغبَتِنا، وَاشفِ بِهِ صُدورَنا، وَاهدِنا لِمَا اختُلِفَ فيهِ مِنَ الحَقِّ يا رَبِّ، إنَّكَ تَهدي مَن تَشاءُ إلى صِراطٍ مُستَقيمٍ.
اللّهُمَّ أمِت بِهِ الجَورَ، وأَظهِر بِهِ العَدلَ، وقَوِّ ناصِرَهُ، وَاخذُل خاذِلَهُ، ودَمِّر مَن نَصَبَ لَهُ، وأَهلِك مَن غَشَّهُ، وَاقتُل بِهِ جَبابِرَةَ الكُفرِ، وَاقصِم [بِهِ] رُؤوسَ الضَّلالَةِ وسائِرَ أهلِ البِدَعِ ومُقَوِّيَةَ الباطِلِ، وذَلِّل بِهِ الجَبابِرَةِ، وأَبِر بِهِ الكافِرينَ وَالمُنافِقينَ وجَميعَ المُلحِدينَ في مَشارِقِ الأَرضِ ومَغارِبِها، بَرِّها وبَحرِها وسَهلِها وجَبَلِها، لا تَذَر عَلَى الأَرضِ مِنهُم دَيّارا، ولا تُبقِ لَهُم آثارا، اللّهُمَّ أظهِرهُ وَافتَح عَلى يَدَيهِ الخَيراتِ، وَاجعَل فَرَجَنا مَعَهُ وبِهِ.۱

۴ / ۴

الدُّعاءُ لَهُ فِي اليَومِ الحادي وَالعِشرينَ مِنهُ

۱۰۶۴.الإقبال عن حمّاد بن عثمان۲: دَخَلتُ عَلى أبي عَبدِاللّه‏ِ عليه‏السلام لَيلَةَ إحدى وعِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ، فَقالَ لي: يا حَمّادُ، اغتَسَلتَ؟ قُلتُ: نَعَم، جُعِلتُ فِداكَ. فَدَعا بِحَصيرٍ، ثُمَّ قالَ: إلى لِزقي فَصَلِّ.
فَلَم يَزَل يُصَلِّي وأَنَا اُصَلّي إلى لِزقِهِ حَتّى فَرَغنا مِن جَميعِ صَلاتِنا، ثُمَّ أخَذَ يَدعو وأَنَا اُؤَمِّنُ عَلى دُعائِهِ إلى أنِ اعتَرَضَ الفَجرُ، فَأَذَّنَ وأَقامَ ودَعا بَعضَ غِلمانِهِ، فَقُمنا

1.. إقبال الأعمال طبعة دار الكتب الإسلامية : ص ۱۴۵ .

2.. ورد صدر هذا الحديث في الكتاب هكذا :
فصل فيما يختصّ باليوم الحادي والعشرين من دعاء غير متكرّر ؛ رواه محمّد بن عليّ الطرازيّ ، قال : عن عبد الباقي بن بزداد ـ أيّده اللّه‏ ـ ، قال : أخبرني أبو عبد اللّه‏ محمّد بن وهبان بن محمّد البصريّ ، قال : حدّثنا أبو عليّ محمّد بن الحسن بن جمهور ، قال : حدّثنا أبي ، عن أبيه محمّد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حمّاد بن عثمان ، قال : دخلت على أبي عبد اللّه‏ ... .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10720
صفحه از 416
پرینت  ارسال به