فابتسم وقال بلغة فارسيّة: ثلاثمئة تومان تكفي! وأعطِ أيّ شخص ما يريد منها.
هزّتني هذه الجملة الثانية، فنهضت وخرجت في أثره لأعرف من يكون! ولكنّني لم أجده. عدت وطفقت بالبكاء، فجاء صاحبي وقال: ماذا جرى، لماذا تبكي؟ قلت: إنّها مكّة والشخص يبكي فيها.
وأردنا استئجار بيت في مكّة، فطلب صاحبه الأُجرة مقدّماً قبل استلام البيت، لكلّ شخص مئة تومان، فأعطينا مئتين.
وجاء رجل له محلّ لحياكة الأحصرة في طهران، فرأيته مستاءً، قلت له: ماذا حصل؟ قال: سرقوا مالي في الحرم، قلت: كم كان؟ قال: مئة تومان. فأعطيته مئة تومان أيضاً.
وجاءت امرأة عجوز باسم السيّدة فاطمة وهي باكية؛ لأنّهم سرقوا مالها أيضاً، فأعطيتها مئة تومان كذلك.
وسمحوا في تلك السنة بالذهاب إلى العراق، ولكنّهم قالوا: من يريد أن يذهب للعراق فعليه أن يدفع مئة تومان. فأعطيت مئتي تومان عنّي وعن صاحبي للسفر إلى العراق!
فأصبح المجموع ستّمئة تومان، إضافة إلى جميع مصاريفنا الأُخرى في مكّة والمدينة والعراق.
وذهبت في النجف لرؤة السيّد السيستانيّ، وبعد أن سلّمت عليه وسألت عن أحواله، قلت له: هل تريد نقوداً؟ لم يقل شيئاً، ونتيجة لإصراري علمت أنّه مدين بثلاثمئة تومان، فأعطيته ثلاثمئة تومان أيضاً.
ولمّا رجعت إلى مشهد قال [ابني] السيّد حسين: والدي، لقد نفدت النقود [التي خلّفتها]، واحتجنا إلى أربعين توماناً، فاقترضتها. فقلت له: هذه أيضاً الأربعون توماناً من خزانة إمام الزمان عليهالسلام. وهنا نفدت تلك النقود.