23
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

فابتسم وقال بلغة فارسيّة: ثلاثمئة تومان تكفي! وأعطِ أيّ شخص ما يريد منها.

هزّتني هذه الجملة الثانية، فنهضت وخرجت في أثره لأعرف من يكون! ولكنّني لم أجده. عدت وطفقت بالبكاء، فجاء صاحبي وقال: ماذا جرى، لماذا تبكي؟ قلت: إنّها مكّة والشخص يبكي فيها.

وأردنا استئجار بيت في مكّة، فطلب صاحبه الأُجرة مقدّماً قبل استلام البيت، لكلّ شخص مئة تومان، فأعطينا مئتين.

وجاء رجل له محلّ لحياكة الأحصرة في طهران، فرأيته مستاءً، قلت له: ماذا حصل؟ قال: سرقوا مالي في الحرم، قلت: كم كان؟ قال: مئة تومان. فأعطيته مئة تومان أيضاً.

وجاءت امرأة عجوز باسم السيّدة فاطمة وهي باكية؛ لأنّهم سرقوا مالها أيضاً، فأعطيتها مئة تومان كذلك.

وسمحوا في تلك السنة بالذهاب إلى العراق، ولكنّهم قالوا: من يريد أن يذهب للعراق فعليه أن يدفع مئة تومان. فأعطيت مئتي تومان عنّي وعن صاحبي للسفر إلى العراق!

فأصبح المجموع ستّمئة تومان، إضافة إلى جميع مصاريفنا الأُخرى في مكّة والمدينة والعراق.

وذهبت في النجف لرؤة السيّد السيستانيّ، وبعد أن سلّمت عليه وسألت عن أحواله، قلت له: هل تريد نقوداً؟ لم يقل شيئاً، ونتيجة لإصراري علمت أنّه مدين بثلاثمئة تومان، فأعطيته ثلاثمئة تومان أيضاً.

ولمّا رجعت إلى مشهد قال [ابني] السيّد حسين: والدي، لقد نفدت النقود [التي خلّفتها]، واحتجنا إلى أربعين توماناً، فاقترضتها. فقلت له: هذه أيضاً الأربعون توماناً من خزانة إمام الزمان عليه‏السلام. وهنا نفدت تلك النقود.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
22

قصّة جميلة؛ السيّد دُرأفشان رجل استثنائيّ جدّاً، فهو نموذج في الزهد، ويصعد المنبر لساعة أو ساعتين، عُمّر مئة وخمسة أعوام، وبقي يعتلي المنبر إلى آخر أيّام حياته، كما مارس تدريس الغدير، وله تأليف في علم التجويد، وبرع في العلوم الغريبة، وله جلسة تفسير في ليالي الثلاثاء في بيت ابن أُختي السيّد حسين پور، وقبل إحدى الجلسات قلت لابن أُختي: قل للسيّد دُرأفشان: لا تتكلّم الليلةَ في التفسير، وليذكر بدلاً منه ما شاهده من كرامات لجدّه المرحوم [آية اللّه‏] السيّد عليّ السيستانيّ۱، وسجّل كلامه؛ فمن المؤف أن يذهب كلامه سدىً.

حضرت الجلسة مع واحد أو اثنين من الأصدقاء في تلك الليلة، وقلت له: أرجو ألاّ تلقي محاضرة في التفسير هذه الليلة، واحكِ لنا تلك القصص؛ أربع قصص أو خمس جذّابة. قال السيّد حسين پور: للسيّد دُرأفشان نفسه قصّة أيضاً. قلت: حسناً فليتفضّل.

قال: فذكر السيّد دُرأفشان سَفَره إلى مكّة قبل ستّين عاماً تقريباً، وقال:

أعطى شخص لي ولصديقي ستّمئة تومان لنذهب إلى مكّة، فانطلقنا حتّى إذا وصلنا جدّة مرض صاحبي، ونفدت الثلاثمئة تومان الخاصّة به، ففكّرت بأن الثلاثمئة الباقية لن تكفي للمخارج الباقية، فحزنت، ماذا سنفعل بثلاثمئة تومان؟!

وفيما كان صاحبي خارج الغرفة، دخلها رجل يرتدي ملابس رائعة، وجلس إلى جانبي وقال: السلام عليكم، فقلت: عليكم السلام.

قال بلغة عربيّة: ثلاثمئة تكفيك.

قلت: تكفي عمّتك!

1.. آية اللّه‏ السيّد عليّ ابن السيّد محمّد رضا السيستانيّ ت۱۳۴۰ه جدّ المرجع آية اللّه‏ السيّد عليّ الحسينيّالسيستانيّ من تلامذة الملاّ عليّ النهاوندي والميرزاى الشيرازيّ في النجف وسامرّاء (راجع: نقباء البشر: ج ۴ ص ۱۴۳۴) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10890
صفحه از 416
پرینت  ارسال به