215
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

البيت عليهم‏السلام مقبولة بنحو إجماليّ، وهذا النحو من النسبة يكفي لقراءة الدعاء المذكور ؛ استناداً إلى أُسلوب العلماء القدماء في عدم التشدّد الفقهيّ في الموارد غير الفقهيّة ؛ كالمستحبّات التي منها الأدعية والزيارات.

وينبغي الالتفات إلى أنّ قاعدة التسامح في أدلّة السنن تُثبت جواز قراءة دعاء الندبة رجاءً للثواب.

ردّ على شبهة

طرح أحد الكتّاب احتمال أنّ هذا الدعاء يأتي في سياق أفكار الكيسانيّة وإمامة محمّد بن الحنفيّة ومشابهته لقولهم، استناداً إلى فقرة «أبِرَضوى أم غَيرِها أم ذي طُوى».۱

وقد بحث العلاّمة الشوشتريّ هذه الشبهة وردّها في إجابة مفصّلة، فأشار إلى الأحاديث المعتبرة التي تعدّ جبل رضوى أو ذا طوى محلاًّ للإمام المهديّ عليه‏السلام في زمن الغيبة، ثمّ قال:

استند الكيسانية في دعواهم إلى أخبار النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله والإمام عليّ عليه‏السلام عن الغيبة، وطبّقوها باطلاً على محمّد بن الحنفيّة ؛ لأنّ منشأ كلّ شبهة موضوع حقّ يُستفاد في غير محلّه.۲

ونقول في تكملة كلام العلاّمة الشوشتريّ: لا يمكن تطبيق ذلك القول على دعاء الندبة بأيّ وجه ؛ لأنّه في مواضع مختلفة من الدعاء وفي أكثر من عشر جمل عُرّف الإمام المهديّ عليه‏السلام على أنّه من أولاد النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وخديجة وفاطمة، في عبارات مثل:

أينَ ابنُ النَبِيِّ المُصطَفى، وَابنُ عَلِيٍّ المُرتضى، وَابنُ خَديجَةَ الغَرّاءِ، وَابنُ فاطِمَةَ الكُبرى؟۳

1.. تعتقد الكيسانيّة بأنّ محمّد بن الحنفيّة يقطن جبل رضوى راجع: فرق الشيعة: ص ۲۹ .

2.. راجع: مجموعه مقالات و گفتارها بالفارسيّة: ص ۶۳ «پاسخ علامه شوشترى به شبهه دكتر شريعتي» و«دهرساله» رضا استادي، «با دعاي ندبه در پگاه جمعه»، مجلّه موعود، العدد ۱۸.

3.. راجع: ص ۲۰۲ ح ۱۰۵۴ والإقبال: ج ۱ ص ۵۰۹.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
214

الإقبال في نسبة الدعاء إلى الإمام الصادق عليه‏السلام ؛ لأنّه:

أوّلاً: لم يذكر السيّد ابن طاووس أيّ إشارة إلى المعصوم لا في بداية الدعاء ولا في نهايته.

ثانياً: لا تنطوي جملة: «فإذا فرغت من دعاء العيد المذكور» في كلام الإمام الصادق عليه‏السلام على إشارة إلى هذا الدعاء الخاصّ، بل تشمل مطلق الدعاء في هذا اليوم، أو الدعاء الخاصّ في النصّ الأصليّ.

ولو رويت مجموعة من الدعاء والصلاة وأعمال أُخرى عن الإمام الصادق عليه‏السلام، فجليّ أنّ أيّ كاتب بسيط لا ينقلها بهذا النحو، فكيف بالسيّد ابن طاووس المتخصّص في كتابة الأدعية والزيارات؟!

ثالثاً: كلمة «المذكور» صفة لـ «العيد» وليست لـ «الدعاء» ؛ وبناء عليه لا يمكن أن تشير إلى دعاء الندبة. وقد ذكر السيّد ابن طاووس لهذا اليوم الصلاة أوّلاً ثمّ الدعاء، ولم يسند أيّاً منهما إلى المعصوم، وقال بعد ذلك: «دعاء آخر بعد صلاة العيد ويُدعى به في الأعياد الأربعة».

ونظراً إلى عدم اختصاص دعاء الندبة بعيد الفطر، فإنّ ذلك يقوّي من احتمال إشارة الإمام إلى مطلق الدعاء أو دعاء مختصّ بيوم عيد الفطر.

رابعاً: وعلى فرض تجاهل جميع الإشكاليّات الواردة، فإنّ كلام العلاّمة المجلسيّ يبدو غريباً جدّاً ؛ لعدم وجود ما يدلّ على انتساب الدعاء إلى الإمام الصادق عليه‏السلام في أيّ مصدر حديثيّ حتّى في كتاب شامل كبحار الأنوار، لنتمكّن بعد ذلك من بحث اعتبار الدعاء أو عدمه، ثمّ الأخذ بالأوّل. كما لم يسلّم العلاّمة الشوشتريّ بهذه النسبة.۱

واستناداً إلى جميع ما تقدّم، يتسنّى لنا استنتاج ما يلي: إنّ نسبة دعاء الندبة إلى أهل

1.. مجموعه مقالات و گفتارها بالفارسيّة: ص ۶۳.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 17689
صفحه از 416
پرینت  ارسال به