الدعاء صادر عن الناحية المقدّسة.
إلاّ أنّنا نقول في هذا الصدد: علينا أن ننظر هل المقصود من «الدعاء لصاحب الزمان» أنّ الإمام المهديّ عليهالسلام هو قائله؟ أو أنّه يُقرأ للإمام المهديّ عليهالسلام ؟ كلا الاحتمالين يمكن تصوّرهما، إلاّ أنّ بداية عبارة ابن المشهديّ وهي قوله: «الدعاء للندبة» ـ تؤّد الاحتمال الثاني ؛ أي أنّ هذا الدعاءُ يقرأ للندبة وللمناجاة مع صاحب الزمان عليهالسلام ؛ وعلى هذا الأساس فإنّ حرف اللاّم في «للندبة» و «لصاحب الزمان» هو لبيان الغرض والقصد من الدعاء، وليس إشارة إلى من أنشأه.
وقد طرح العلاّمة التستري هذا الرأي كاحتمال ثانٍ، وقال باحتمال إنشاء البزوفريّ لهذا الدعاء، وعلى هذا يكون معنى هذه الفقرة هو: وجوب قراءة هذا الدعاء للإمام ؛ أي لفرجه وظهوره.۱
من جهة أُخرى يبدو صدور دعاء الندبة عن الإمام المهديّ عليهالسلام عجيباً ومستبعداً ؛ لأنّ تعابيره تظهر الندبة والنوح والتأسّف على الإمام وغيبته وتتمنّي لقاءه، ولذلك ينبغي لقائله أن يكون غير الإمام. واحتمال أنّ الدعاء تعليميّ، لا يُقصي استبعاد صدوره عنه عليهالسلام.
۲ ـ قال العلاّمة المجلسيّ:
وأمّا دعاء الندبة المشتمل على العقائد الحقّة والتأسّف على غيبته عليهالسلام فمرويّ بسند معتبر عن الإمام جعفر الصادق عليهالسلام.۲
ويبدو أنّ كلام العلاّمة المجلسيّ يشير إلى قول السيّد ابن طاووس في كتاب الإقبال ؛ لأنّ المجلسيّ ذكر دعاء الندبة في موضعين من كتاب بحار الأنوار۳، وأحدها فقط ـ أي كتاب الإقبال ـ يوهم بإسناد الدعاء إلى الإمام الصادق عليهالسلام، ولكن لا يصحّ الاستناد إلى كتاب