213
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

الدعاء صادر عن الناحية المقدّسة.

إلاّ أنّنا نقول في هذا الصدد: علينا أن ننظر هل المقصود من «الدعاء لصاحب الزمان» أنّ الإمام المهديّ عليه‏السلام هو قائله؟ أو أنّه يُقرأ للإمام المهديّ عليه‏السلام ؟ كلا الاحتمالين يمكن تصوّرهما، إلاّ أنّ بداية عبارة ابن المشهديّ وهي قوله: «الدعاء للندبة» ـ تؤّد الاحتمال الثاني ؛ أي أنّ هذا الدعاءُ يقرأ للندبة وللمناجاة مع صاحب الزمان عليه‏السلام ؛ وعلى هذا الأساس فإنّ حرف اللاّم في «للندبة» و «لصاحب الزمان» هو لبيان الغرض والقصد من الدعاء، وليس إشارة إلى من أنشأه.

وقد طرح العلاّمة التستري هذا الرأي كاحتمال ثانٍ، وقال باحتمال إنشاء البزوفريّ لهذا الدعاء، وعلى هذا يكون معنى هذه الفقرة هو: وجوب قراءة هذا الدعاء للإمام ؛ أي لفرجه وظهوره.۱

من جهة أُخرى يبدو صدور دعاء الندبة عن الإمام المهديّ عليه‏السلام عجيباً ومستبعداً ؛ لأنّ تعابيره تظهر الندبة والنوح والتأسّف على الإمام وغيبته وتتمنّي لقاءه، ولذلك ينبغي لقائله أن يكون غير الإمام. واحتمال أنّ الدعاء تعليميّ، لا يُقصي استبعاد صدوره عنه عليه‏السلام.

۲ ـ قال العلاّمة المجلسيّ:

وأمّا دعاء الندبة المشتمل على العقائد الحقّة والتأسّف على غيبته عليه‏السلام فمرويّ بسند معتبر عن الإمام جعفر الصادق عليه‏السلام.۲

ويبدو أنّ كلام العلاّمة المجلسيّ يشير إلى قول السيّد ابن طاووس في كتاب الإقبال ؛ لأنّ المجلسيّ ذكر دعاء الندبة في موضعين من كتاب بحار الأنوار۳، وأحدها فقط ـ أي كتاب الإقبال ـ يوهم بإسناد الدعاء إلى الإمام الصادق عليه‏السلام، ولكن لا يصحّ الاستناد إلى كتاب

1.. مجموعه مقالات و گفتارها بالفارسيّة: ص ۶۳.

2.. زاد المعاد: ص ۳۰۳.

3.. بحار الأنوار: ج ۹۱ ص ۲۰ ـ ۲۸ ح ۷ و ج ۱۰۲ ص ۱۰۴.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
212

وعلى الرغم من إنشاء علماء الشيعة بعض الأدعية، إلاّ أنّه كلّما أنشأ عالم دعاء ذكّر بأنّه ليس منسوباً للمعصوم.۱

۳ ـ أقدم مصدر لدعاء الندبة هو كتاب المزار الكبير، وصرّح المؤلّف في بداية كتابه:

أمّا بعد، فإنّي جمعت في كتابي هذا من فنون الزيارات... ممّا اتّصلت به ثقاة الرواة إلى السادات.۲

وبناء عليه فقد أثبت بشكل إجماليّ نسبة الأدعية الموجودة في الكتاب إلى الأئمّة عليهم‏السلام.

ب ـ نسبة الدعاء بنحو تفصيليّ

۱ ـ قال ابن المشهديّ:

الدعاء للنُّدبة، قال محمّد بن [عليّ بن] أبي قرّة: نقلت من كتاب أبي جعفر محمّد بن الحسين بن سفيان البزوفريّ رضى‏الله‏عنه هذا الدّعاء، وذكر فيه أنّه الدّعاء لصاحب الزمان صلوات اللّه‏ عليه وعجّل فرجه وفرجنا به، ويستحبّ أن يُدعى به في الأعياد الأربعة.۳

قال بعض الباحثين: بناءً على تصريح البزوفريّ بأنّه «الدعاء لصاحب الزمان»، فهذا

1.. ذكر السيّد ابن طاووس هذا الأمر في عدّة مواضع، فمثلاً قال في الإقبال ج ۱ ص ۲۴۲: «الفصل السادس: فيمانذكره من الدعاء أنشأناه نذكره عند تناول الطعام»، وقال في محلّ آخر من الإقبال ج ۲ ص ۱۶: «فصل: أمّا ما يقال عند رؤة هلال شوّال: فقد قدّمنا في كتاب عمل الشهر دعاء أنشأناه يصلح لجميع الشهور، فإن لم يجده فليقل عند رؤة الهلال المذكور...». وقال في الأمان (ص ۱۴۰): «الفصل العاشر: فيما نذكره في وداع المنزل الأوّل من الإنشاء».
وكتب الشيخ الصدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه (ج ۲ ص ۵۷۴): «لم أجد في الأخبار شيئاً موظّفاً محدوداً لزيارة الصدّيقة، فرضيت لمن نظر في كتابي هذا من زيارتها ما رضيت لنفسي».
جدير بالذكر أنّ السيّد ابن طاووس كان يعتبر إنشاءه للدعاء عملاً مقبولاً استناداً إلى رواية: «إنَّ أفضَلَ الدُّعاءِ ما جَرى عَلى لِسانِك» (راجع الأمان : ص ۲۰ و هذه الموسوعة : ص ۳۴۳ «دراسة في زيارة آل ياسين» الهامش ۱).

2.. المزار الكبير: ص ۲۷.

3.. راجع: ص ۱۹۷ ح ۱۰۵۴.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10611
صفحه از 416
پرینت  ارسال به